الفصل الثالث

111K 4.1K 162
                                    

# إمبراطورية_الرجال
# الفصل_الثالث
نبدأ الفصل بالصلاة على النبي الحبيب ٣مرات والاستغفار❤❤
________________________________________________
اللي هشوف سنانها وهي بتضحك هديها بضهر إيدي على خلقتها..
قالت حميدة ذلك بنظرة تحذيرية للفتيات الثلاث..اعترضت سما بغيظ: ده سجن!!
قالت حميدة : لو مش عاجبك الشغل قولي!
لوت سما شفتيها بضيق وتمتمت بعض الكلمات الخافته ثم قالت: عاجبني.
تعجبت رضوى قائلة: بس ليه لازم نظهر بالشكل ده؟!
أجابت حميدة وهي تجلس على الفراش: هعيد تاني..أولًا لو على موضوع السكرتارية بس فأكيد يوسف ماكنش كلمني ، لكن هو عايز حاجة معينة والاحسن تكون زيي ، لأن ببساطة ولاد عمه بتوع بنات وعينهم زايغة ، هو آسر مش بتاع بنات الصراحة بس برضو هو شاب  في الآخر ومايضمنش..
قالت سما بإعجاب: الله..اسمه حلو..يارب يكون حلو زي اسمه
قالت حميدة بسخرية: أنتي بالذات يا نحنوحة أنا خايفة منك..بس خليكي فاكرة أن أي غلط أو مياعة ماعرفش ممكن يحصل ايه خصوصا أني لسه مش عارفة مين هيبقى مع مين ، كل اللي أعرفه أني مع يوسف أنما بالنسبالكم ما أعرفش..
تدخلت رضوى وهي تمضغ علكة بفمها وقالت:
_ طب ودول هيوافقوا أن خرجين دبلومات يشتغلوا معاهم!؟
قالت حميدة موضحة: انتوا مش خدتوا كورس icdl لما جيتوا تقدموا في البريد؟! معاكم أسبوع هعلمكم فيه حاجات كتير اتعلمتها في الشركة..شغل المقاولات كل العملاء بتوعه مصريين غير الاستيراد والتصدير...وكمان دي فرصة كويسة تخدوا خبرة بحيث لو مشيتوا يبقى اتعلمتوا حاجة تفيدكم..
وافقتها جميلة: صح..وكده كده مش فارق معايا كتير..انا متبعة النظام ده من زمان في أي شغل بروحه بس الجديد حكاية النضارة دي..
سما بتبرم: مابحبش النضارات..تقيلة على مناخيري
أجابت حميدة وهي تعدل نظارتها لا اراديا: مافيش نضارات ، ومافيش ومافيش ، اومال أنا اخترتكم ليه! عايزين تكسفوني قدام يوسف؟! هو أنا أعرف حد غيركم؟!
أشارت سما بموافقة: خلاص خلاص ، مش مهم نستحمل
تنهدت حميدة بعمق وقالت: كل واحدة تحضرلي ورقها وترتبه ، في خلال أسبوع عايزاكم زي ما شرحت بالضبط..
                                   ******
بسهرة المساء بأحد قاعات الزفاف بالقاهرة
مضى "وجيه الزيان" خطوات بين الجموع حتى أشار له رجل أشيب وتقدم اليه ليبادله وجيه الابتسامة فقال الرجل بترحيب:
_ شرفتني بحضورك
ربت وجيه على كتف الرجل وقال بتهنئة: الف مبروك وربنا يتمم بخير..
قال الرجل بنظرة ماكرة وعشم صداقة منذ سنوات رغم أنه يكبر وجيه سنوات كثيرة: فرح بنتي مليان بنات ، اختارلك عروسة منهم
نظر وجيه له بإستياء وأجاب: أنا صرفت نظر عن الموضوع ده من زمان..وبصراحة احسن أني ما اتجوزتش ، أنت عارف أني مابحبش القيود والخنقة..
قهقه الرجل بشدة ثم بدأ يثرثر معه بالأحاديث...
بينما اجتمع عدد غفير من الفتيات بزاوية بعيدة خارج قاعة الزفاف المطلة على النيل...فرفعت احداهن زجاجة عطر باهظة الثمن وقالت:
_ 1, 3،2.ودلوقتي التحدي بدأ
صاح الفتيات بحماس فتابعت الفتاة وقالت بمكر:
_ اللي اد التحدي ترفع ايدها..الكلام النهاردة على المليونير العازب ، اشيك واحد في الفرح..
أتت على بُعد خطوات فتاة برداء سواريه من اللون الأحمر الناري فقالت عندما اقتربت من الفتيات: يا انداااال ، تحدي من غيري!
التفت لها الفتيات بصياح: للي
التفوا حولها بترحيب ومباركة على الفرع الجديد من صالون التجميل الذي ستفتتحه عن قريب...بينما هتفت الفتاة التي اعلنت التحدي وقالت: ادها يا للي؟
ابتسمت لليان قائلة: عيب عليكي..
قالت الفتاة بشرح: نص ساعة مع وجيه الزيان ، توقفي معاه ، أو ترقصي ، براحتك المهم ماينفعش تسبيه قبل نص ساعة..
ضيقت للي عيناها بدهشة: انتي مجنونة؟!! ده معقد !! أنا ما شوفتهوش بس سمعت عنه كتير ، ده عمره ما سهر مع واحدة أزاي هقف معاه ونص ساعة يا مفترية!!
هزت الفتاة كتفيها بلا مبالاة وقالت: لازم التحدي يكون صعب اومال هيكون تحدي أزاي؟! لو مش ادها تقدري تنسحبي
لوت للي شفتيها بقوة وقالت: ادها
صاح الفتيات بقوة بينما ليان دب القلق بداخلها ، هي لا تحب التحدث مع الرجال ولكن ذلك التسرع اللعين هو من جعلها تقف بهذا الموقف ، كيف ستسرق من هذا الرجل نصف ساعة من عمره؟
                                 ******
مر بعض الوقت وأتى وقت الرحيل..استأذن وجيه من صديقه العجوز لينصرف ووافق العجوز بعد الحاح..خطا وجيه لخارج القاعة بخطوات ثابته ورشيقة ، فلم يمر  بجانب إمرأة الا والتفتت بجانب عيناها اليه بينما المراهقات كان يتهامسنّ عليه..حتى كاد أن يدخل سيارته لينتبه لصوت خلفه، أتى الصوت مع صوت جريان المياه بالنيل القريب..تتلقف الأذن همهمات النسمات المتطايرة فأخذت بخفة موجات الصوت للآذان..قالت للي: وجيه
استدار وجيه سريعاً لذات الرداء الأحمر الناري بصبغة أكثر نارية على شفتيها..خصلات شعرها الأسود الطويل كأنها برقية عشقية من قرون ولت..خطف انتباهه نظرة عيناها العميقة حتى اقتربت له ببطء ، تمنت لو كل خطوة تمضي بساعات فإن كان بحقيقة الأمر لعبة فلا تنكر أنها تفاجئت بوسامته!! اعتقدت أنها سترى رجل كهل بدلا من ذلك الرجل الساحر..وقفت أمامه بعد خطوات اليه وظل واقفاً يتأملها بصمت..قالت ببطء: فاكرني ؟
اطرف عيناه بحيرة ، لم يتذكر مرة أن إمرأة خطفت أنفاسه منذ النظرة الأولى مثل هذه الفتاة ، حتى من احبها بالماضِ لم تكن نظرته الأولى لها مهلكة مثل الآن..قال بدهشة: أسف..مش فاهم؟!
ظل الأضواء التمع بعيناها بينما لمعة عيناها اتت من دمعة حقيقية فللحظة شعرت وكأنها تجسد الواقع ، أو كأنها انتظرته حقا فقالت متابعة: شكلك مش فاكرني..
قال مأخوذا بشيء مجهول بعيناها: احنا اتقابلنا قبل كده؟!
تظاهرت بالأسى والحزن وقالت: خيرت نفسي بين خيارين ، يأما تفتكرني وتفتكر كل اللي كان بينا ، يأما هنهي حياتي وقدامك..
النيل مش بعيد..زي ما جمعنا أول مرة هيكون النهاية..
تعالت سمات الدهشة بملامحه وقال معتذراً: أنا عمري ما قابلتك ، حقيقي أنا مش فاكر أني شوفتك ولو مرة واحدة! يمكن حد شبهي!
قالت عاتبة: حد شبهك ،ونفس اسمك كمان!
طال صمته بنظرته العميقة لعيناها وكأنه يدرس لفتاتها وارتباكها الواضح فتابعت : قبل ما اسيبك للأبد ، عايزني افكرك ، ولا ما اتعبش نفسي ؟
قال وكأنه مسلوب الإرادة ولم يعرف لما احب الحديث معها ، لم تكن بالباهرة الجمال أكثرمن غيرها ولكن بها شيء يجذبه بشدة فأجاب: سامعك..
نظرت لساعتها بقلق وضاقت لأن لم يمر من الوقت سوى منتصفه ، كيف سيمر النصف الآخر وأي شيء ستقل؟! أشارت للداخل فتعجب..قالت موضحة: ده من ضمن حكايتنا
رفع حاجبيه بمكر وقال: مش هينفع ادخل بعد ما استأذنت ، أسف
رمقته بغيظ خفي ، ثم سحبت زهرة كانت تزين بها شعرها واقتربت منه بحذر ووضعت الزهرة الصغيرة بالجيب الصغير بسترته السوداء وقالت: خليها معاك ، هتفكرك دايماً بيا
ضيق عيناها عليها بحيرة بينما تخللت رائحة شعرها الى أنفاسه بإنتعاش، اضطربت دفاعته كرجل..قالت : كنت هنا وأنت كمان..في يوم زي ده..
قاطعها بقوة : أنا عمري ما شوفتك ولا أعرفك! بس كملي
اخفضت رأسها بلافته حزينة بينما قصدت أن يمضي الوقت بالصمت خير من الحديث..قالت وهي ترفع عيناها لعيناه:
_ لأ أنت تعرفني بس نسيت
صدم لقولها وردد: نسيت!!!
هزت رأسها بقوة وتجمع شعرها الأسود حول وجهها البيضاوي الصغير واكدت: آه نسيت ، أنت قولتلي وقتها أن في حاجات بضيع من ذاكرتك
بدا عليه نفاذ الصبر حتى استدار لسيارته ليرحل فامسكت ذراعه تمنعه بقوة ، تفاجئ بما فعلته وتفاجئ أكثر بالصدمة البادية على وجهها وكأنها لم تشأ أن تفعل ذلك !! ، وضعت أناملها على فمها بتمتمت اعتذار والتمعت عيناها كعين هرة حزينة وقالت: آسفة ..ماكنش قصدي..
تأملها لبعض الوقت بحيرة ولكن ليس منها بل من نفسه ،فإن لم تجذبه هي لكان التفت لها مجددا وتابع الحديث!!
قال محاولا السيطرة على نفسه : أنا ما أعرفكيش ولا عمري شوفتك ، اكيد حد شبهي أو في حاجة غلط مش مفهومة!
تحدث بعد ذلك لدقائق وتركته يتحدث والدقائق تمر ببطء شديد حتى أشار احدى الفتيات عاليًا من بعيد وهذا يعني أن وقت التحدي انتهى..تنهدت براحة وابتسمت قائلة بانتصار: أنت صح ، احنا فعلا ما اتقابلناش قبل كده ، باااااي
أشارت له ملوحة وكأنها تبدلت لفتاة أخرى وركضت من أمامه للبعيد ، ظل متسمرا للحظات بصدمة ...

امبراطورية الرجال ... للكاتبة رحاب ابراهيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن