الفصل الثاني

9.2K 240 3
                                    

: مالها ياسمين !! 
قالت عايده بتوتر : حالها مش عاجبني يا أبني و كل يوم سهر حتى كل عريس يجيلها ترفضه و تقولي أنا عايزه أعيش حياتي الأول من ساعة ما خلصت الجامعة و رجعت من أمريكا و هي كده و دي عمرها ما كانت عاداتنا ولا تقاليدنا أهلك في البلد لو وصلهم خبر عن عمايلها دي هتكون مصيبة
ثم أكملت بحزن : وأنا مش برضي احكيلك كفاية اللي أنت فيه وأنت علطول في شغلك بس الموضوع زاد عن حده دي بترجع وش الصبح يا بني
قال عز غاضباً : كل ده وأنا معرفش عنه حاجه!! و كنتِ ناوية تقوليلي أمتي لما تجبلنا مصيبة
عايده بدموع : والله يا بني مكونتش عايزه اشغلك و كنت فاكره أنها يومين و هتتعدل
عز : طب خلاص أهدي بس وأنا هتصرف معاها متعيطيش ..  طول ما أنا عايش متشيليش هم حاجه
عايده : ربنا يخليك ليا يا حبيبي و ميحرمنيش منك أبدًا و يفرحني بيك
_________________________________
في إحدى الكافيهات الليلية..
قالت ياسمين بضيق : شباب أنا زهقت من المكان ده أوي يلا نروح أي حته
سالي : و أنا كمان
سارة : فعلاً المكان بقي ممل جداً
قال عاصم : أنا أعرف مكان لسه فاتح جديد إيه رأيكوا نروح ؟
ثم نظر إلى آسر و أردف : اشطا نروح ولا هتطلع بحجه زي كل مره؟
آسر : لا يا عم نروح خلي الواحد يغير جو شوية
فقالت ياسمين بحماس : ok let's go
وصلوا الاصدقاء إلى مكانهم الجديد و بدأوا سهرتهم و لم تنتبه ياسمين إلى العيون التي ترصدها و تتابعها بشده حتى تجرأ و ذهب ناحيتها
سيف : ترقصي ؟
نظرت له ياسمين بطرف عينيها : no thanks
سيف : طب بلاش دي بايخة حتى .. أنا سيف
ياسمين بضيق : اتشرفنا عن أذنك
سيف : رايحه فين
نظرت له ياسمين بكبرياء و تركته و ذهبت لأصدقائها
ياسمين بضيق : شباب أنا همشي
سارة و سالي في نفس واحد : ليه يا بنتي !
عاصم : ليه يا ياسو ده حتى السهرة لسه في أولها
ياسمين : معلش مره تانية حاسه أني تعبانه أوي دلوقتي باي
أصدقائها : باي
كل هذا حدث و سيف يتابعها ثم قال في نفسه : هتروحي مني فين مصيرنا نتقابل تاني
وصلت ياسمين إلى بيتها و هي تسير على أطراف أقدامها و زفرت براحه عندما وجدت البيت مظلم و ما أن تحركت لتتجه إلى غرفتها رأت سيجارة تحترق في الظلام لتفزع عندما تري أخيها يجلس على أحد الكراسي ينظر لها
ياسمين بتلعثم : ععزز ااا أنت هنا!
عز بسخرية : آه هنا إنتِ اللي كنتِ فين يا هانم؟
ياسمين : أنا كنت خارجه مع صحابي شوية
عز بغضب مكتوم : و اللي يخرج ده يرجع البيت نص الليل و يدخل بيته زي الحرامية !!
قالت ياسمين بصوتٍ عالٍ : عز أنا مش صغيره و مسؤولة عن نفسي أخرج من حياتي بقي
وبدون تفكير رفع عز يده لتهوي على وجهها و قال بغضب عارم : صوتك ده ميعلاش عليا تاني إنتِ فاهمه!! أنا شكلي اتهاونت معاكي شوية بس ده لأني كنت بثق فيكي و عارف أنا مكبرك إزاي ولا نسيتي لما ابوكي رمانا و سافر ولا فكر يوصلنا حتى .. أنا اللي ربيتك و كنتِ بنتي قبل أختي عمري ما حرمتك من حاجه ولا مديت أيدي عليكي بس شكلي هربيكي من أول و جديد
ياسمين ببكاء : أنا أسفه والله يا عز أنا مش عارفه قولت كده إزاي أوعدك مش هعلي صوتي تاني بس متزعلش مني
قال عز بغضب : اتفضلي اطلعي اوضتك و ملكيش خروج من البيت ده إلا بأمري
اتجهت ياسمين إلى غرفتها و هي تبكي و تلوم نفسها كيف قالت هذا لأخيها هو ليس مجرد أخ لها فحسب بل والدها أيضاً فهو كان دوماً أب و أخ لها عوضها غياب الأب و غمرها حنان الأخ و لكن ما فائدة الندم الآن..
_________________________________________
في اليوم التالي استيقظ عز و أخذ دش سريع ثم أرتدي ملابسه ليتوجه نحو عمله و كاد أن يخرج من الغرفة فأوقفه رنين هاتفه ليجده يوسف
عز : الو .. خير يا بني في إيه ؟
يوسف : اللواء سليم عايزك ضروري و قالب الدنيا عليك أنت فين !
قال عز بلامبالاة : جاي في الطريق
يوسف بضيق : ممكن أعرف إيه اللي أخرك !
عز : راحت عليا نومه
يوسف : طب ياريت تنجز يا عز عشان الموضوع شكله مهم .. آه صح الواد علي عازمنا كلنا على الغدا النهارده فضي نفسك
عز: ماشي يا سيدي هفضي نفسي
يوسف : أيوة كده ياعم رجعنا لأيام زمان
قال عز ضاحكاً : طيب سلام
بالأسفل..
كانت عايده تجهز الفطور نزل عز و قال
عز : صباح الخير
عايده : صباح الفل يا حبيبي يلا بسرعه كُلّك لقمه قبل ما تروح شغلك
عز : لا مش هقدر يوسف كلمني و بيقولي اللواء سليم طالبك بالاسم و لازم أروح
عايده : طيب بس توعدني تاكل أي حاجه متفضلش كده من غير فطار روح يا أبني ربنا ينور طريقك
ثم اكملت بمكر : و يفرحني بيك و أشيل عيالك بقي
عز بضيق : هنبدأ في اسطوانه كل يوم ولا إيه
و قبل أن تتكلم قال: أنا همشي سلام .. ياسمين ملهاش خروج بره البيت و لو عرفت أنها خرجت إنتِ عارفه كويس أنا ممكن أعمل إيه
و خرج من بيته ثم استقل سيارته متجهاً إلى المديرية و كالعادة عندما يدخل أي مكان يقف الناس باحترام تحيه له، وصل إلى مكتب اللواء سليم دق الباب و دلف
ادي عز التحية العسكرية للواء
قال اللواء سليم بغضب : ممكن أفهم أنت متأخر ليه هو لازم نطلب حضرتك بالاسم يعني
قال عز بهدوء : راحت عليا نومه يا فندم .. يوسف بلغني أن حضرتك عايزني خير
اللواء سليم : اتفضل أقعد الأول
جلس عز فأعطي له ملف ليقرأه فقال
عز بتساؤل : ده ملف عملية جديدة ؟
و عندما فتح الملف وقع بصره على صورة فتاه جميلة ملامحها تشع براءة ذو ابتسامه ساحره فنظر إلى اللواء باستفهام
اللواء سليم : ملك محمود الشريف
________________________________________
ملك .. ملك يلا بقي هتتأخري على شغلك هو في مدير يتأخر عن شغله
تململت ملك في سريرها بضيق ثم قالت وهي مازالت مغمضة عينيها
ملك : الساعة كام
حياة : الساعة ١٠ يا ملك يلا
ملك قامت بفزع تجري في أنحاء الغرفة
ملك : الساااعة ١٠ ازااي أمتي و مصحتنيش من بدري لييه
حياة ضحكت على منظرها : هتفضلي تسألي كتير ولا تجهزي بسرعه عشان تروحي شغلك
ملك : إنتِ صح
ثم أخذت دش سريع ثم أرتدت فستان أسود يصل لبعد الركبة بقليل و حزام جلد عريض و اطلقت شعرها للعنان ثم نزلت لتودع أمها سريعاً واتجهت إلى الشركة..
وبعد فتره وصلت و دلفت إلى مكتبها فلحقتها أمل و تدعي في سرها أن يمر الأمر على خير
قالت أمل بتوتر : آنسة ملك
ثم قدمت لها ورقة
ملك : إيه دي ؟
و أخذت الورقة لتقرأها فصُدِمت عندما وجدتها ورقة استقالتها
غضبت ملك : استقالتك !! ياريت يكون فيه سبب مقنع لتقديم الاستقالة دي و خصوصاً أنك جايه في وقت الشركة محتاجه لمجهود كل واحد فينا وقت صعب جداً اتفضلي فسري السبب
أمل بتوتر : ماما تعبانة جداً و مفيش غيري يراعيها خصوصاً بعد ما أختي الكبيرة اتجوزت و سافرت أمي ملهاش غيري دلوقتي و أنا مليش غيرها
ملك : و لما حضرتك تقعدي من الشغل عشان تراعي مامتك مين هيصرف عليكي ولا هتجيبي فلوس منين !
امل : خالي الكبير هيتكفل بينا غير كده مش عايزه حضرتك تقلقي أنا ممكن أجيب حد مكاني
ملك : تمام يا أمل استقالتك مقبولة اتفضلي و ربنا يشفي والدتك و لو احتاجتي أي حاجه أبقي كلميني
قالت أمل بأمتنان : ربنا يخليكي لينا حضرتك النهارده إن شاء الله هيجي حد غيري يقدم للوظيفة دي
ملك : تمام اتفضلي
خرجت أمل و هي تتنفس الصعداء ثم أجرت اتصال هاتفي
أمل : أيوه حضرتك ..
: كله تمام
أمل : تمام .. أنا قدمت استقالتي و هي قبلتها و قولتلها إن فيه حد هيجي يتقدم للوظيفة النهارده
: تمام شكراً يا أمل
أمل : العفو حضرتك مع السلامة
_________________________________________
في مديرية الامن
اللواء سليم : ملك محمود الشريف !
نظر له عز باستفهام ليكمل حديثه
اللواء سليم : ملك محمود الشريف بنت رجل الأعمال المعروف محمود الشريف رحمه الله استلمت الشركة و كل أملاكه بعد وفاة والدها و هي عندها 19 و بسبب صغر سنها في الوقت ده سافرت ٤ سنين عشان تكمل كليتها أخدت شهادتها من جامعة هارفارد لإدارة الأعمال و في خلال الفترة دي كان أعمامها  اللي ماسكين الشركة لحد ما رجعت استلمت كل حاجه في الشركة و لكن في الفترة الأخيرة زادت محاولات اغتيالها و أقرب حادثة كانت من حوالي ١٠ أيام أعتقد دي كل حاجه عنها
عز بجد : و المطلوب مني إيه ؟
اللواء سليم : تأمينها
أنصدم عز : نعم !! تأمينها إزاي يعني
قال اللواء سليم بهدوء : هقولك المطلوب منك .. حضرتك هتخش شركتها على أساس أنك بتقدم لوظيفة السكرتارية و هتحصل على الوظيفة و ساعتها هتبقى فرصتك أكبر تعرف مين بيحاول يقتلها و الأهم هتعرف هو حد قريب منها ولا بعيد
غضب عز فقال : نعم ! أنت أكيد بتهزر معايا
قال اللواء سليم بغضب : أنت نسيت نفسك ولا إيه !!
عز حاول أن يهدأ ثم قال بضيق : أنا بتأسف لحضرتك بس اشمعنا أنا غير كده حضرتك مهتم بالموضوع ده اوي ليه
اللواء سليم : لأنه موضوع شخصي والد ملك كان صديق عزيز أوي عليا و اخدمه بروحي و دلوقتي بنته في خطر و أقل حاجة أقدر اقدمهاله أني احميها و ده غير إني مربيها على أيدي لما والدتها لجأت ليا وعدتها أني أحمي بنتها و اشمعنا أنت بقي فى ده لأنك من أكفأ الظباط عندي غير إني أنا اللي مربيك و عارفك كويس و بثق فيك و في قدراتك و في ذكائك جداً
عز : طب ما نحقق في الموضوع و نعرف مين عايز يخلص منها بدل كل ده
اللواء سليم : في إحتمال أن يكون اللي عايز يقتلها حد قريب منها و تحقيق يعني شوشرة و ساعتها الهدف هيختفي و إحنا كده مش هنستفاد حاجه .. غير أنها مش عايزه ترفع قضيه و مش مهتمة بالموضوع
عز : طيب حضرتك ممكن تسيبني يومين بس أرتب فيهم حياتي
قال اللواء سليم بهدوء وهو ينظر إلى ساعته : آسف يا سيادة المقدم بس أنت كمان ساعه بالظبط هيكون عندك انترفيو الوظيفة و لازم تروح الشركة اتفضل
ثم أعطي له ملف و دلف : ده ال CV بتاعك أنا اتفقت مع السكرتيرة القديمة أنها تظبطلك كل حاجه اتفضل
كاد أن يتحدث فقال اللواء لأنهاء الحديث : اتفضل يا عز
خرج عز بعصبية ليجد يوسف أمامه
يوسف : خير يا عم كان عايزك ليه
عز غاضباً : بقا على أخر الزمن عز الدين كامل الاسيوطي يشتغل سكرتير عند واحده و ال إيه بأمنها .. إيه المصيبة اللي اتحدفت عليا دي
يوسف بغباء : يا بني أنا مش فاهم حاجه أنت هتسيب الشغل ولا إيه ؟!
قال عز بضيق : بقولك إيه مش ناقصه غباءك دلوقتي أخفي من وشي
يوسف بضيق : طب هتيجي ولا إيه علي عازمنا على الغدا
عز سكت للحظة ثم زفر بضيق و قال : مطلوب مني أحمي واحده معرضه للاغتيال و ده طبعاً هيتم بأني أشتغل هناك و أكون السكرتير الخاص بيها و ساعتها هعرف مين بيحاول يخلص منها و طبعاً عندي الزفت الانترفيو كمان ساعة
ضحك يوسف : ده إيه الفيلم الهندي ده طب ما تحقق في الموضوع و أعرف مين عايز يقتلها و أخلص
قال عز بسخرية : جبت التايهه أنت!! ما ده نفس اللي قولتوا لسيادة اللواء بس قال إنها رافضة تصدق الموضوع أو ترفع قضية و ده معناه أنها مش هتكون عارفه غير إني مجرد السكرتير الخاص بيها مش ظابط ولا تعرف هويتي الحقيقة !!

__________الكاتبة / ميار خالد _________
مين سيف و عايز ايه من ياسمين ؟
يا ترا عز هينجح في مهتمه ولا لا ؟
توقعاتكم ..❤

منقذي و لكنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن