نظرت ندي لها بدموع غير مصدقة عينيها ثم صرخت بفرحة و قالت
: مش معقول مرسم !!
وكانت هدية ملك عبارة عن كوخ صغير مزين بأكمله بالورد و به كل أدوات الرسم و كل ما يحتاجه أي رسام و قد أوصت عز أن يهتم بهذا الأمر و بالفعل فعل ما طلبته و بشكل أحسن من اللازم أيضاً و كل هذا في وقت قصير
هرولت ندي بسعادة نحو ملك و بكت فرحاً و قالت : ده كتير عليا والله كفاية إنك معايا بس
ملك بحب : مفيش حاجه كتير عليكي
وصفق الجميع لهذه اللحظه السعيدة و بعد ذلك ذهبت ياسمين إلى ملك
قالت ياسمين بابتسامه عريضة : طول عمرك زي القمر
ابتسمت ملك : إنتِ أحلى
طالعت ياسمين ندى بابتسامة ثم قالت : كل سنه و إنتِ طيبة يا حبيبتي
قالت ندي بابتسامة : و إنتِ طيبة
و بعدها إستأذنت ندي و ذهبت إلى علي عندما رأته يجول بنظره في المكان
ندي بابتسامه : بتدور على حد ؟!
التفت علي لها وقال بعيون لامعه : كنت بدور عليكِ
ضحكت ندي : حسيت و عشان كده قولت ارحمك من عذابك ده و اجي أحسن .. فرحت أوي إنك جيت
أبتسم علي : مكنش ينفع مجيش أعمل إيه بقي كنت هتجن و أشوفك
قالت ندي بخجل : شكراً جداً
ثم مدّ يده لها وبها عُلبة حمراء : كل سنه و إنتِ طيبة دي حاجه بسيطة جداً بس اتمني تعجبك
أمسكتها بخجل و فتحتها لتجد بها سلسلة صغيرة على شكل فراشة رقيقة، فرحت بها كثيراً و قبل أن تقول شيء لاحظت ورقة صغيرة مكتوب عليها " بصي ورا الفراشة " نظرت له بتعجب ثم قلبت الفراشة لتجد أسمها بحجم صغير لا يراه أحد إلا إذا دقق في السلسة مطرز بحبات صغيرة من الألماس
علي بابتسامه : عجبتك ؟
ندي بفرحه كبيرة : عجبتني بس! دي تحفة حلوة جداً أنا عمري ما هقلعها
فرح علي كثيراً لأنها اعجبتها وأردف بلطف : أنا قولت الفراشة لازم تلبس فراشة زيها
: عندك حق
قالتها ملك بابتسامه و هي متجهه نحوهم و أردفت : شكراً على وجودك يا علي
علي ضحك : شكراً إيه بس أنا من ساعت ما جاتلي الدعوة و أنا بعد الساعات
ضحكت ندي و ملك فقال علي بتردد : تسمحيلي بالرقصة دي؟؟
ندي : أكيد
وذهب علي و ندي ليرقصوا معاً، وقفت ملك تنظر لهم بحب فجاءها صوت من خلفها : ترقصي ؟
قالها مراد و هو ينظر لها بإعجاب، نظرت له بتوتر للحظه و لم تعرف ماذا تقول لأنها لا تستلطفه فابتسمت بتوتر ووافقت، أمسك يدها و أتجه بها إلى ساحة الرقص ______________________________________: مصيبة يا عز
عز : في إيه يا يوسف!
يوسف : عوض اتقتل
عز بصدمه : اتقتل ازاي و أمتي !!
يوسف : معرفش هما بلغوني من شوية أنهم لقوه مشنوق في الزنزانة بتاعته
عز بغضب : و الحرس اللي كان واقف عليه فين
يوسف : محدش عارف حاجه .. كل حاجه حصلت بسرعة هتعمل إيه هتسيب الحفلة و تروح القسم؟
عز : غبي.. لو عملت كده هبقي حققت اللي هما عايزينه و بالحركة دي هيتأكدوا إني فعلاً ظابط و بحميها خليك طبيعي و بلغهم في القسم يبدأوا التحقيق في الموضوع، ملك في خطر كبير دلوقتي
يوسف : تمام
جال بنظره في المكان بحثاً عليها حتى وجدها تتجه مع مراد إلى ساحة الرقص و جاء ليتحرك و لكن أوقفته علا و قالت برقه : ممكن أرقص معاك
كاد عز أن يرفض و لكنه للحظه أراد أن يري تأثير هذا على ملك فوافق و أتجه معها إلى ساحة الرقص، حاول يوسف التصرف بطبيعية فاصطحب ياسمين إلى الرقص هي أيضًا و قد خجلت بشده عندما عرض عليها، شعرت ملك بضيق شديد عندما وجدت علا ترقص مع عز ولاحظ مراد هذا الضيق فأردف : ملك في حاجه ولا إيه مضايقة ليه ؟
ملك : لا أبدًا
مراد : ممكن أعرف ليه رفضتي الصفقة بتاعتي ؟
ملك : درستها و حسيتها مش في صالح شركتي و هيبقى في احتمالات كتير لو حصل أي حاجه و أنا مش بحب الاحتمالات
مراد : لو كان عندك إقتراحات ليها كنتِ ممكن تقوليها و ندرسها سوا لكن مش ترفضيها على طول
ملك : مراد بعد أذنك ممكن تقفل الموضوع ده لأني مش عايزه إحراج أكتر من كده
مراد تجرأ و أقترب منها أكثر : فين الإحراج بس أنا أقصد إني كان نفسي أشتغل معاكي بس
ملك بحده : مراد ممكن تبعد عني شوية !!
مراد : ملك أنا عايزك تحسي بيا شوية أنا معجب بيكِ من زمان و إنتِ مش عطياني فرصة حتى
صاحت ملك بصوتٍ عالٍ : أبعد عني بقولك !!
وقبل أن يتحدث مراد تلقي لكمة قوية اوقعته أرضاً و أخذ ينزف دماً من أنفه بشده، نظر أمامه ليجد عز يطالعه بغيظ شديد ولم يكتفي بتلك اللكمة فهجم فوقه وظل يضربه بجنون حتى خرت قوه مراد، أسرع يوسف إلى عز و أمسكه بعيداً عنه : عز أهدي!!
وقفت ملك تتابع ما حدث بصدمه كبيرة و بدأت الهمسات من الناس في الحفل، أسرعت علا إلى مراد و أخذته و خرجت من الحفلة بأكملها، ذهب علي إلى عز أيضاً و قال : عز أهدي أنت كسرته خالص هو حصل إيه ؟!
قال عز بغضب وهو يلهث : الحيوان ده قرب من ملك و لمسها بطريقة وحشة الضرب ده أقل حاجه يستاهلها
بدأ الحاضرون بالنظر إلى ملك و همساتهم قد زادت نحو غضب عز الشديد عليها، لم تتحمل ملك هذه النظرات لذلك إستأذنت و تركت الحفل و ذهبت لتمشي قليلاً، أنتظر عز حتى هدأ الناس و انسحب هو أيضاً متجهاً إليها..
مشت ملك بهدوء حتى وقفت و اغمضت عينيها و حدثت نفسها
: طول عمري بعتمد على نفسي في كل حاجه و ده كان إجباري لأن مكنش فيه حد معايا بعد وفاة بابا .. لحد ما هو ما ظهر .. مشاعر كتير كنت فاكره أنها ماتت رجعتلي تاني من أول يوم شوفته فيه حسيت بأمان بس كنت بكابر.. لما كان بيحصل معايا أي حاجه كنت بنادي أي حد بصمت.. كنت بحتاج حد معايا يفضل جمبي يحسسني بالأمان أعرف أثق فيه تاني مع إني كنت بقول مش هثق في حد بس الحقيقة عكس كده.. هو الوحيد اللي فهمني و سمع صمتي ده
: مشيتي ليه؟!
وعندما جاءها صوته فتحت عيونها و شهقت بانتفاضة : أنت !
عز : أيوه أنا .. لو مستنيه إني أعتذر عن اللي عملته في الحيوان ده يبقي أنسي لأني عمر....
قاطعته ملك : شكراً..
طالعها عز بتعجب فأكملت : شكراً على اللي عملته في الحفلة
عز : كنت فاكر إنك هتضايقي ؟
ملك : أبدًا .. أنا مشيت بس عشان كنت محتاجه أرتب أفكاري
عز أبتسم وقال : قوليلي نرتبها سوا
ضحكت ملك : سيبلي حاجه أعملها من غير مشاركة بقي
ثم تابعت بحزن : ليه الدنيا مش بسيطة ليه دايما لازم يكون فيه شر و حقد و كلام و نفوس مش كويسة ليه
عز : تخيلي معايا لو الدنيا كلها مفيهاش غير لون واحد بس و هو الأبيض مثلاً، من رأيك هتبقي الدنيا حلوة اللوحات البيوت كل حاجه حوالينا؟
ملك : لا طبعًا لازم يكون فيه الوان تانيه عشان يبقوا أحلى
عز : بالظبط.. حياتنا لو كانت بسيطة أو كلها ناس واحده و لون واحد مكُناش هنتعلم من غلطاتنا مكناش هنعرف معادن الناس اللي حوالينا مكُناش هنعرف الفرق بين الخير و الشر و ربنا عطانا عقل عشان نفكر بيه و نختار طريق منهم فهمتي
ملك : فهمت..
سكتت ملك للحظات ثم قالت : صح أنت كنت عايز تقولي حاجه و قولتلي بعد الحفلة
عز بتردد : مش حاجه مهمه خليها في وقت تاني
ابتسمت ملك بهدوء ثم تنهدت فقال هو بنبرة غامضة
عز : إيه رأيك نختفي؟
ضحكت ملك : نفسي
عز : أنا مش بهزر
ملك بتعجب : مش بتهزر إزاي ؟!
عز أمسك يدها : يعني حالياً هنختفي و محدش هيعرف عننا حاجه ليوم كامل و في اليوم ده هتعملي كل اللي نفسك فيه
ملك : ثواني أنا مش فاهمه حاجه
عز أبتسم : و دي أحلى حاجه
ثم تحركوا وذهبت معه مسلوبة الإرادة، إنها كانت تحتاج لهذا الاختفاء و البعد عن الناس، أتصلت بوالدتها و أخبرتها بأنها تحتاج ليوم بمفردها فلا تقلق عليها، ثم استقلت السيارة هي و عز و أنطلق بها إلى المجهول
ملك : إحنا رايحين فين ؟
عز : مفاجأة
ملك ابتسمت و نظرت أمامها بحماس و صمتت لدقائق ثم قالت : ينفع أشغل أي ميوزيك ؟
عز : أكيد براحتك
ثم ضغطت على الراديو ليصدع صوت أغنية لوائل جسار، استمعوا إلى كلماتها بهدوء شعروا كأنها موجهه إليهم..
ومهما تغيب بعيش وياك..
و أشوفك وردة في الشباك..
ودمعة حب فى عينيا..
بتستناك يا أحلى ملاك..
قالولى الحب له علامات..
فى نبض القلب والهمسات..
وروح تنادى عليك ورعشة أيدي فى السلامات..كان عز يختلس النظر إليها بين الحين و الآخر
فـ عز سكوتنا نتكلم .. عيونا بتحكى وبتحلم ..
وأنا حسيت بأنفاسك .. تدفى أدياَ و تسلم
بقولك آه ومن غير صوت..
تحبنى موت وأحبك موت
وأحساسنا يونسنا..
وأقوى من الحياة والموت
ملك أغلقت الراديو فجأة و قالت بتوتر : ااا صدعت شوية بس فى طفيته
عز بتوتر : مفيش مشكلة .. حاولي تنامي شوية لأن الطريق لسه طويل
ملك : إحنا رايحين فين طب؟
عز أبتسم : قولتلك مفاجأة .. إنتِ مش بتثقي فيا؟
ملك ابتسمت: لا بثق فيك يا عز ..
_______________________________________
بعد إنتهاء الحفل
قال علي بتوتر : ندي كنت بقول يعني اا
ندي : قول
علي : يعني هو ينفع اعزمك على الغداء بكره ؟
ندي ابتسمت : بمناسبة إيه ؟
قال علي بعفوية : المرسم الجديد
ندي فكرت للحظه ثم ابتسمت ابتسامه صغيره بمعني موافقتها ففرح الآخر كثيراً وقال
: بكره الساعة ٣ هكون عندك متنسيش .. كل سنه و إنتِ طيبة
ثم ذهب إلى بيته سعيد جداً و عندما رأته والدته قالت سعاد : أول مره أشوفك فرحان كده فرحني؟
علي : مبسوط النهاردة بس .. طمنيني روحتي جلسة الكيمياوي النهارده
سعاد : آه يا حبيبي روحت
علي : الدكتور قالك إيه ؟
سعاد بابتسامه : طمني يا علي و قالي إن جلستين تلاته و هخف
علي : ده بقي الخبر اللي يستاهل الفرح بجد
عانقته والدته بحب، وبعد انتهاء الإحتفال أوصل يوسف ياسمين إلى بيتها فقالت بقلق : هو عز اختفي فين فجأه كده هو و ملك
يوسف : متقلقيش هما بخير
ياسمين : و أنت عرفت منين؟
يوسف : العصفورة قالتلي
ياسمين قطبت جبينها : يوسف مش بهزر عرفت منين ؟
يوسف : اتصدقي بالله
ياسمين : إيه ؟
يوسف ضحك : إنتِ بتعرفي تستجوبي اللي قدامك أكتر مني إنتِ تيجي تشتغلي مكاني بقي
قالت ياسمين بعصبية : أنت بارد و أنا مش هكلمك تاني
ثم فتحت باب السيارة و همت بالنزول و لكنه منعها بقوله سريعاً : أنا آسف متزعليش مني كنت بهزر بس مش كل حاجه ينفع تتقال
ياسمين : أنا عايزه اطمن عليهم بس
يوسف : عارف و بقولك كويسين .. خلاص بقي ياسمين : ماشي خلاص تصبح على خير
وقبل أن تترجل أوقفها مرة أخرى وقال
يوسف : ياسمين
نظرت له باهتمام فقال بتردد : كنتِ حلوة أوي النهارده
طالعته بخجل : شكراً يوسف : يلا إنزلي
نزلت ياسمين متجهة إلى بيتها و أنطلق يوسف بسيارته لتعود له نفس الحرب النفسية الذي يعاني منها كل يوم..
______________________________________: يعني إيه اختفت !!
: والله يا باشا كنت مراقبها لكن فجأة خرجت من الحفلة و كانت بتتمشي و كنت متابعها و كل حاجه تمام فجأة جالها الراجل اللي ملازمها علطول ده وبعدها اختفوا
مدحت: و مقتلتهاش في الحفلة لما مراد كان بيرقص معاها ليه !!
: كنت هنفذ لولا الراجل ده ضرب مراد باشا و قلب الدنيا
مدحت : دور عليها لو تحت الأرض جبهالي أنت فاهم
دخل مراد بتعب فأردف مدحت بسخرية : بقى مش هتاخد في إيدك يومين و هتسحبها لينا صح ده أنت حتى ولا عرفت تدخل شركتها
مراد : بقولك إيه والله ما ناقصاك
مدحت بغيظ : أنت ليك عين تتكلم !!
مراد : والله أنا عملت اللي عليا و في الأخر اضربت كله بسبب اللي ما يتسمى عز ده لو مكنش موجود كان زمانا خلصنا عليها من زمان
مدحت : الواد ده بقي عاملي إزعاج كبير و لازم أخلص منه في أقرب وقت .. مش ده اللي يتعطل عليه شغلي
مراد : أنت بلغت الباشا الكبير بالكلام ده ؟!
مدحت : لو بلغته أنها فلتت المره دي هيخلص علينا كلنا إحنا لازم نلاقي حل بسرعة و نخلص منها هي و اللي معاها ده !!توقعاتكم ..❤
أنت تقرأ
منقذي و لكن
Romanceتريند اول علي الواتباد في 15 اكتوبر 2020 💖💖 ادمنتك حبيبتي .. بعد ان منحتي الحياة لقلبي مره اخري .. ترا هل مقدر لنا ان نكون معا يوما ما .. ام للقدر رأي اخر ف ذلك .. هل سأستطيع ان أري غيرك .. و أنتي تسكنين ثنايات روحي ... ...