الفصل التاسع

6.5K 199 0
                                    

طارق : سالي ! تعالي 
دخلت سالي و جلست على الكرسي المقابل له ثم قالت
سالي : مالك شكلك متعصب؟
طارق : مفيش شوية مشاكل في الشغل.. إنتِ إيه اللي جابك هنا؟
سالي : كنت عايزه أتكلم معاك في موضوع
طارق : كان ممكن تتصلي بيا نتقابل في أي مكان برا
قالت سالي ببرود : سوري بقى نسيت
طارق : إيه الطريقة دي؟ بس عامةً وحشتيني
صممت سالي لفتره فأكمل : سكتي ليه متردي عليا بقولك وحشتيني!
سالي : و المفروض إنك أول ما تقول كده أفرح و اتنطط مش كده؟ بص يا طارق أنا جايه النهارده عشان أقولك أننا انتهينا و مفيش حاجه بينا لأني مش هستني كل فتره لما تحن عليا و تفتكرني فتسأل عليا
طارق : يا حبيبتي والله بيبقي عندي ضغط شغل و غصب عني
سالي : طارق إحنا مش هنضحك على بعض
زفر بضيق بسبب أسلوبها هذا وقال بحنق : طب ما إنتِ كنتِ قابله بالوضع و ساكته إيه اللي اتغير دلوقتي؟
سالي بهدوء : زهقت، مش من حقي أعيش أنا كمان ولا إيه ؟
طارق : ده من أمتي بقى؟ ما إنتِ كنتِ قابله بالوضع اللي إحنا فيه و إن علاقتنا دي هتفضل سر
سالي : و أنا مش هقدر أقبل بالوضع ده بعد كده !
طارق : أفهم من كلامك إيه؟
فقالت وهي تنهض من مكانها و تهم بالخروج : تفهمه زي ما تفهمه أنا قولت اللي عندي 
ثم خرجت سالي ليزفر هو بضيق و غضب : كانت نقصاكي هي، بس عموماً تمام مصيرك تلفي تلفي و ترجعيلي يا سالي
_______________________________________
في المستشفي
أستيقظ عز في المساء ليجد ملك نائمه أمامه كالملائكة يبدو عليها الإرهاق الشديد، تململ في فراشه بألم فأفاقت ملك أثر تلك الحركة و أردفت بقلق : أنت كويس محتاج حاجه؟!
نظر لها عز وقال برفق : أنا كويس متقلقيش
فعادت إلى مكانها مجدداً
عز : ملك
طالعته باستفهام فتابع بتردد : بخصوص اللي حصل الصبح.. أنا بعتذرلك على الطريقة اللي اتكلمت بيها معاكي
وعندما قال تلك الكلمات  تذكرت هي كلام الطبيب فقالت بابتسامه : حصل خير.. غير كده أنا كمان غلطانه.. أقصد إن ده ممكن يكون موضوع خاص جداً بيك و مكنش من حقي أتكلم فيه بس كنت عايزه أعرف مش أكتر
رد عليها بابتسامة صغيره ثم قال : إنتِ شكلك مرهق جداً  روّحي ارتاحي شوية
ملك : أنا مرتاحة كده
نظر لها بتمعن ثم نطق بتلك الكلمات بنبرة استفهام : ليه مش عايزه تعترفي إنك تعبانه و محتاجه الراحة فعلاً!!
ملك : ممكن عشان اتعودت مهتمش براحتي
عز : ليه حاسس إنك بتعاقبي نفسك على حاجه..
نظرت له ملك و انصدمت مما قاله! لأنه محق فهي تعاقب نفسها على كل ما يحدث لها و لا تسمح لنفسها بأخذ هدنه
فأردفت بحذر : بعاقب نفسي إزاي ؟
عز  : بتعاقبي نفسك على كل حاجه حصلت في حياتك و هتحصل لسه و  ممكن ميكونش ليكي ذنب فيها!
ملك بحزن : مفيش حاجه بتحصل في حياتنا مش بيكون لينا ذنب فيها أكيد بيبقي لينا دور فيها على الأقل
صمت عز للحظه ثم تنهد بضيق و أردف بكلمات يكسوها الألم : كانت حبيبتي و دنيتي كلها كنت عايش عشانها بس.. كنت عايش على ضحكتها و روحها إلى ماليين حياتي .. لما كنت ببعد عنها غصب عني كل أيامي كانت بتبقي صعبه .. كنت بحافظ عليها و احميها على قد ما أقدر لحد ما في يوم
و صمت للحظه ثم أكمل : في يوم اتخطفت و أنا كنت متكتف معرفتش أساعدها حتى معرفتش احميها.. اللي خطفوها ناس كان ليا حساب قديم معاهم قتلوها قدامي ماتت و هي بتصرخ بأسمى و بتقولي ساعدني و أنا متكتف ماتت و هي مخذولة مني في لحظه واحده اختفت من دنيتي .. كل ده حصل بسببي أنا خسرتها بسبب أهمالي بندم على كل لحظه عدت و أنا مكنتش معاها أنا و هي كُنا متفقين نكمل الطريق سوا بس هي سابتني بدري أوي و كل ده بسببي.. أنا عمري ما هسامح نفسي
كانت ملك تستمع لكل هذا و الدموع تنهر من عينيها بشدة و للحظه حسدت مريم على كل هذا الحب، ثم أردفت من بين دموعها : بس ده كان نصيبها أنها تموت حتى لو مكنتش متكتف مكنتش هتلحقها
رد عز بسخرية : و إنتِ كمان مكنش ليكي ذنب والدك اتوفي عشان ده نصيبه حتى لو كنتِ قادرة تساعديه كان هيموت
نظرت له ملك بتمعن : أنت اا...
عز : أنا حاسس بيكي يا ملك .. حاسس يعني إيه تخسري أهم حد في حياتك قدام عينك
ردت ملك بابتسامه مغيره الموضوع : نجيب حد ينصحنا بقي عشان محدش فينا هيفيد التاني
ضحك عز ثم جاء ليتحرك فقالت بسرعه : خليك مرتاح لو عايز حاجه قولي
عز : عايز اتمشي شوية اتخنقت من القعدة
ملك : مينفعش عشان الجرح ميفتحش تاني
عز بتعجب : هو الجرح فتح أولاني أصلا !
ملك بتردد : الصبح بعد ما زعقتلي و أنا طلعت دخلت تاني عشان أجيب حاجه لقيتك واقع في الأرض و حواليك دم و الدكتور جه و عالجك بس قالي بلاش أي حركه
عز : و إنتِ عارفه إني مش هنفذ الكلام ده صح
ملك : هتنفذه يا عز
عز بحده : مش هنفذ أي حاجه من الكلام ده و مش معني إني وافقت مره ولا اتنين و نفذت اللي إنتِ عايزاه يبقي تتعودي على كده أنا أكتر حاجه بكرهها إن حد يؤمرني بحاجه يا ملك .. و لو هتهدديني بالشغل ارفديني 
ملك : أنا مش بضرك على فكره أنا عايزاك تتحسن و تكون بخير ليه بتعمل كده !
عز : ملك ننسي شوية إني موظف عندك صدقيني أنا وافقت إني أفضل في المستشفي بس عشان خاطرك و عشان ده الصح مش عشان خايف على شغلي بس محدش هيقدر يمنعني إني متحركش
كادت ملك أن تتحدث و لكن قاطعها رنين هاتفها و هاتف عز في نفس الوقت، نظر عز إلى هاتفه ليجد والدته و هي نظرت إلى هاتفها لتجد عمها حسين
ملك : شوية و راجعه
عز : اتفضلي
حمد عز ربه على خروج ملك ليتمكن من الحديث مع والدته براحه، رد على والدته فأردفت قبل أن يتكلم
عايده بقلق : أتأخرت ليه يا عز أنت مرجعتش من امبارح
عز : خلصت السهرة و بعدها اتصلوا بيا استدعوني في الشغل و كان لازم أروح
عايده : خير يا أبني في حاجه ؟
عز : عملية جديده و اللواء سليم كان بيقولي تفاصيلها متشغليش بالك
عايده : طب هترجع أمتي يا عز
عز : يومين كده ولا حاجه و هبقي اجي البيت اطمن عليكم إنتِ عارفه إن في العمليات دي أنا مش برجع البيت أصلا عشان محتاجه لجهد و تركيز عالي
عايده : ربنا ينور لك طريقك يا أبني و يحميك
عز : ياسمين فين صحيح ؟
عايده : نايمة .. برضو مش عايزها تخرج يا عز؟ خليها تغير جو شوية بدل الحبسة دي
عز تنهد : ماشي يا أمي خليها تخرج بس تعرفك رايحه فين و متتأخرش و لو حصل أي حاجه تبلغيني على طول
عايده : ماشي يا حبيبي ربنا يخليك لينا
ما أن أنهى المكالمة حتى وجد شخص يفتح الباب و يدخل !!
_______________________________________
أغلقت عايده مع أبنها ثم نادت على زينب الخادمة
عايده : زينب
زينب : اؤمريني يا هانم
عايده : فين ياسمين
زينب : ياسمين هانم في اوضتها من بدري
عايده : طب اطلعي شوفيها و لو صاحية خليها تيجي
زينب : حاضر يا هانم
ذهبت زينب إلى غرفة ياسمين لتجدها جالسة تقرأ إحدى الكتب فقالت : والدتك عايزاكي يا بنتي
ياسمين : حاضر يا داده روحي إنتِ و أنا شويه و هنزلها
ذهبت زينب لتتابع عملها و بعد فترة خرجت ياسمين إلى والدتها و قالت بجمود : نعم
عايده : لسه زعلانه مني برضو؟
ياسمين : مفيش حاجه يا ماما .. داده زينب قالتلي إنك عايزاني ؟
عايده  : أنا كلمت عز من شوية
نظرت لها ياسمين بتساؤل فأكملت بابتسامه : و هو سمحلك تخرجي  بس بشرط إنك متتأخريش و تعرفيني رايحه فين
صاحت ياسمين بسعادة : بجد!! أنا كنت قربت أموت من الملل
عايده : بس متنسيش الشروط عشان ميزعلش منك تاني
ياسمين بابتسامه : أكيد اسمحيلي بقي هروح أغير و هروح لصحابي شوية
ذهبت ياسمين بحماس إلى غرفتها و هاتفت أصدقائها لتقول لهم هذا الخبر و عرفت منهم مكانهم لكي تذهب إليهم، نزلت ياسمين و استقلت سيارتها واتجهت إلى أصدقائها، وبعد فترة وصلت إلى المكان و عندما وجدت أصدقائها قالت بحماس
ياسمين بمرح : وحشتوني! 
سارة : ياسو وحشتيني اوي
قالت سالي بسخرية : هو سمحلك تخرجي ولا إيه؟
فردت ياسمين بنفس السخرية : آه سمحلي أخرج
عاصم : هو مين ده ؟
سارة : أخو ياسمين الكبير يا بني ما أنا حكيتلك قبل كده
أردف عاصم بلامبالاة : آه طيب
ياسمين : شباب غيروا الموضوع أنا و أخيراً خرجت عايزه انبسط شوية بقى
وعلى بعد خطوات منها يراقبها سيف ثم أجرى اتصالاً هاتفياً
سيف : التنفيذ النهارده
الشاب : طب يا باشا مش هنشوفك و بالنسبة لاتفقنا إيه؟
سيف : فلوسك هتوصلك كاملة قبل العملية كمان و ميخصكش تشوفني ولا لا نفذ اللي بقولك عليه
الشاب : اللي تشوفه يا باشا
أغلق سيف مع الشاب و اخذ يراقبها طيل السهرة حتى جاء وقت رحيلها، عرض عليها عاصم أن يوصلها في طريقة و لكنها رفضت لأنها معها سيارتها، وبعدها خرجت و استقلت سيارتها و انطلقت بها و بعد ثواني توقفت السيارة فجأه ليرتطم رأسها بالمقود بقوة!! اختل توازنها لفترة ثم إستعادة قوتها مرةً أخرى و زفرت بضيق و نزلت لتري ما المشكلة و فجأه سمعت صوت خلفها التفتت لتجد شابين ينظرون لها بأعجاب واضح
_______________________________________
و ما أن أغلق المكالمة حتى وجد شخص يفتح الباب و يدخل
: زيزو عامل إيه النهارده
عز : يا جدع وقعت قلبي افتكرت ملك سمعتني وأنا بكلم أمي
يوسف : طب و فيها إيه ؟
عز : أنت غبي يا أبني ملك متعرفش شخصيتي الحقيقة !
يوسف : آه معلش نسيت
عز : المهم جاي ليه
يوسف  : جاي اطمن عليك يا عم ده حتى زيارة المريض واجب
عز : طمني عرفت أي حاجه عن العيال دي ؟
يوسف : العيال دي شغالين عند واحد أسمه عزيز
عز بصدمة : مش عزيز ده الدراع اليمين لمدحت الشاذلي تاجر المخدرات؟
يوسف : بالظبط هو .. عز حاول تركز في القضية و أنسي أنه هو اللي قتل مريم بلاش تخلي الموضوع شخصي بس السؤال هنا مدحت عايز يقتل ملك ليه هيستفاد إيه ؟
احتقن وجه عز بشده بسبب ذكر أسمه فقط ثم صمت للحظه و بعدها أردف : ممكن ميكونش عايز يقتلها عشان غايه معينه .. ممكن عايز يقتلها عشان موتها هيفيده في حاجه يعني هو مجرد تابع لأوامر حد تاني مجرد غطا
يوسف : ممكن جداً برضو
عز : ركز معايا عايزك تعرفلي كل الناس اللي حوالين مدحت و اعرفلي علاقاته و أصحابه كلهم
يوسف : أكيد
عز : و عايزك تراقبلي مراد ده عشان مش مرتاحلوا
يوسف : مراد مين ؟
عز : فاكر يوم الحادثة لما كلمتك و قولتلك إن ملك هيتم اغتيالها
يوسف : أيوه و ساعتها سألتك عرفت منين بس أنت مجاوبتنيش ؟
قص عليه عز ما حدث في هذا اليوم و بعد ما انتهي قال : عايزك تعرفلي كل تحركاته و مين الناس اللي بيتعامل معاهم
يوسف : تمام
و أكمل يوسف بمكر : صحيح هي ملك فين ؟
عز : بتسأل ليه ماتخليك في حالك
يوسف : بطمن عليها يا عم دي حتي تتحب بسرعه والله
عز بضيق : قول حاجه تانيه كده و هخليك تفضل يومين هنا في الاوضة اللي جمبي
يوسف : خلاص في إيه أنا بهزر بس أنت اضايقت ليه !
عز : طب أتكل يلا
عند ملك..
ملك : أخبارك إيه يا عمي
حسين : أخبارك إنتِ إيه يا بنتي و مختفيه فين و مش بتيجي الشغل ليه قلقتيني عليكي
ملك : أنا أسفه يا عمي والله بس مشغولة شوية الفترة دي
حسين : في حاجه يا بنتي طمنيني
ملك  : لالا مفيش حاجه مهمه
حسين : ماشي يا بنتي بس خليكي فاكره إني موجود يا ملك لو محتاجه أي حاجه يا حبيبتي متفكريش كلميني علطول
ملك : شكراً يا عمي
حسين : ماشي يا حبيبتي مع السلامة
وبعد إنهائها للمكالمة مع عمها ذهبت لكافتيريا المستشفى لتأتي بكوب من القهوة لأن رأسها يؤلمها بشده ثم اتجهت الى غرفة عز..
دلفت لتجد يوسف و عز يتحدثان فقال يوسف عندما طالعها : آنسة ملك أخبارك إيه؟
ملك بابتسامه : بخير و أنت
يوسف : الحمدلله معلش إنتِ تعبتي أوي مع عز لو عايزه تروحي أنا ممكن أفضل معاه النهارده
ملك بتوتر : لا مفيش حاجه أنا مرتاحة هنا
يوسف أبتسم : متأكدة يعني
عز بضيق : يوسف لو خايف على نفسك أمشي و متنساش اللي قولتلك عليه
ضحك يوسف : طب خلي بالك من نفسك و أنا هاجي اطمن عليك بكره كمان بأذن الله
ثم خرج من المكان واتجه إلى بيته..
في غرفة عز..
و بعد خروج يوسف جلست ملك على الأريكة ممسكه رأسها بألم، قلق عليها عز فنهض من مكانه و ذهب ناحيتها و قال : ملك إنتِ كويسة؟
لم ترد عليه فوضع يده على رأسها ليسقط مغشياً عليها فصاح بانتفاضة
: ملك !!

توقعاتكم ❤

منقذي و لكنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن