الفصل الخامس

7.5K 209 0
                                    

في اليوم التالي استيقظت ملك باكراً بعد أن استطاعت أن تنام لمده ساعات قليلة بسبب عقلها الذي أرهقها من كثرة التفكير، تململت في سريرها بضيق ثم أخذت دش سريع دافئ ليساعد أعصابها على الاسترخاء و أرتدت بدلة سوداء و قميص أبيض و عقدت شعرها وعندما انتهت سمعت دق على الباب و دلفت والدتها إلى الداخل
حياة بدهشة : إيه ده إنتِ صحيتي أمتي يا حبيبتي ؟
قالت ملك بأرهاق : من شوية .. ساندي وصلت ندي امبارح ؟
حياة : آه وصلتها بدري و ندي كانت فرحانة أوي شكراً يا حبيبتي
أجابتها ملك بابتسامه صغيره : أنا هروح الشركة محتاجه حاجه قبل ما أمشي؟
حياة : سلامتك يا بنتي بس متنسيش تفطري
ملك : حاضر
نزلت ملك متجهه نحو سيارتها و ما أن وصلت إليها حتى داهمها دوار شديد فى اختل توازنها للحظه ثم تداركت نفسها سريعاً و استقلت سيارتها متجهه نحو عملها، وصلت إلى الشركة باكراً ليتفاجئ بها الموظفين، نظرت إلى مكتب السكرتارية فلم تجد عز فدخلت إلى مكتبها بهدوء و جلست على كرسيها ممسكه رأسها الذي يعصف به صداع و دوران شديد و في ذلك الحين وصل عز إلى الشركة و إلى مكتبه الجديد فهو أيضاً لم يقدر على النوم طيلة الليل بسبب كوابيسه الذي تعصف في رأسه ما أن أغمض عينيه، كان يتجه إلى مكتبه حتى وجد ملك بالداخل ممسكة برأسها بألم فأتجه نحو مكتبها و دق بخفة
ملك : اتفضل
دلف عز فقالت ملك : أول يوم شغل و جاي متأخر، ممتاز
قال عز بضيق : أنا جاي في معادي مظبوط حضرتك اللي جايه بدري
ملك أمسكت رأسها مرةً أخرى فقال : إنتِ كويسة ؟
قالت ملك بضعف : هاتلي قهوة و الصفقة اللي جت للشركة امبارح بسرعه
خرج عز على مضض، حقاً ماذا ستفعل به الأيام أيضاً، فهو الذي يأمر الناس و مهمتهم التنفيذ الآن هناك من يأمره و عليه هو التنفيذ!! تخلص من تلك الشحنات سريعاً و نفذ ما طلبته منه ملك في تلك الأحيان عندها قد زاد الدوران في رأسها حتى اصبحت الرؤية ضعيفة شبة منعدمة، دلف عز و معه الملف و القهوة و جلس أمامها لمناقشة تلك الأوراق فلاحظ إرهاقها الشديد فأردف : آنسة ملك إنتِ كويسة ؟
ملك و هي ممسكه رأسها : كويسة .. أنا هقوم أغسل وشي و راجعه
وقفت ملك متجهه نحو الحمام المرفق بمكتبها و لكن في لحظه أصبحت الرؤية لديها منعدمه و دوار شديد جداً يعصف برأسها و لم تشعر بشيء بعدها فتهاوت على الأرض ليلتقطها عز بين يديه قبل أن تسقط أرضًا
قال عز بقلق : آنسة ملك .. ملك فوقي إنتِ سمعاني .. ملك !!
ثم حملها و وضعها على الاريكة و بدأ يضربها على وجنتها بخفة و هو يردد أسمها محاولة منه لتفيق أو تستجيب و في تلك الأحيان كانت فرصة له ليتأملها و اندهش عندما لاحظ كم هي جميلة و رقيقة و لكن ملامحها تحمل حزن كبير بين ثناياها، و حفر ملامحها بداخله تلقائياً عندما وجدها تفيق بهدوء، أمسكت رأسها و قالت بوهن
ملك بتعب : أنا فين حصل إيه ؟
عز بهدوء : إنتِ في مكتبك و أغمي عليكي و أنا فوقتك بس
انتفضت ملك من مكانها عندما لاحظت قربه منها : و أنت تفوقني ليه كنت سيبني شوية وأنا هفوق لوحدي
رفع عز أحد حاجبية : اسيبك إزاي يعني و تفوقي لوحدك ؟؟! مينفعش اسيبك واقعه في مكتبك و أقول شوية و هتفوق و أنا مش مستني منك شُكر على فكرة ده واجبي و أنا عملته مش أكتر
ملك بصرامة : طب ممكن نشوف شغلنا
عز : ياريت اتفضلي
ملك : صحيح أنت النهاردة هتروح بدري عشان عندنا عشاء عمل بليل بالنسبة للصفقة دي و هنمضي عقود مهمه، بالنسبة للتفاصيل هتلاقيها في ماسدج على موبايلك بالنسبة للمكان و المعاد
عز بضيق : تمام
وانشغلوا عدة ساعات في مناقشة كل ما يخص تلك الصفقة و بعد الانتهاء سمحت له أن يرحل، نزل عز من الشركة متجهاً إلى منزله ليجهز نفسه و كذلك ملك أنهت بعض الأمور في الشركة واتجهت إلى منزلها لتجهز نفسها
______________________________________________
وصلت سارة و سالي إلى بيت ياسمين فقالت سالي
سالي : إنتِ متأكدة أن ده بيتها
سارة : أيوه يا بنتي متأكدة
ثم ضغطت على جرس الباب لتفتح لها الخادمة فى أردفت سارة : صباح الخير .. مش ده بيت ياسمين كامل ؟
الخادمة : آه بيتها أقولها مين؟
سارة : قوليلها سارة و سالي صاحباتها
الخادمة : اتفضلوا عقبال ما أناديها
صعدت الخادمة لتخبر ياسمين بوجود صديقاتها ففرحت الأخرى كثيراً بوجودهم علهم يهونون عليها ما تشعر به، نزلت لهم بابتسامه صغيرة و أردفت : وحشتوني أوي يا بنات إيه المفاجأة الحلوة دي
سالي : الهانم مختفية فين كل ده ؟
سارة : قلقتينا عليكي أوي يا ياسمين فينك
ياسمين : الوضع متوتر بيني و بين أخويا الكبير بسبب خروجي و سهري بره و حابسني في البيت مش بيخرجني
سالي : و إنتِ ملكيش رأي ولا إيه ؟
ياسمين : أخويا ده مقدرش أرفع عيني فيه يا سالي ده أبويا و أخويا و كل حاجه ليا مقدرش أقوله حاجه .. غير كده هو عنده حق هو مش عايز يضرني أكيد
سالي : بس إنتِ مش عيلة صغيرة و عارفه إيه الصح من الغلط و عندك عقل بتفكري يعني مش محتاجه نصيحته يا حبيبتي
ياسمين : هو اللي علمني الصح و الغلط يا سالي و مسابنيش لما كنت عيله هو اللي كان بينصحني و يقولي اعملي كده صح و متعمليش كده غلط هو عيلتي كلها يا سالي و مش هيضرني
: كويس إنك عارفة أني مش هضرك
تفاجئت ياسمين بوجود عز الذي استمع لكل هذا الحديث و نظرات أخرى إحداهما تساؤل و إعجاب
ياسمين : عز! أنت جيت أمتي
عز بابتسامه : من ساعة ما بدأتي تقولي فيا شعر
ياسمين بفرح : يعني أنت مش زعلان مني؟
قال عز بحب : أنا عمري ما بزعل منك أنا بس حبيت اقرص ودنك شوية
وأثناء هذه اللحظة الأخوية لم تتحرك عيون سالي عن عز دققت في ملامحه حتى حفظتها، عيونه ذو اللون الاخضر الداكن و بشرته القمحاوية و شعرة الكستنائي الكثيف و بنيانه القوي، أفاقت على صوت سارة : إيه يابنتي روحتي فين ؟
سالي : ها لا أبدًا
ثم نظرت أمامها فلم تجده فقد ذهب إلى غرفته، أردفت ياسمين بابتسامه : شوفتي أنه بيحبني و مكانش عايز يضُرني بالعكس هو عايزني بخير علطول
قالت سالي بجراءة : بس مقولتليش إنك أخوكي قمر كده !
أردفت ياسمين بتحذير : سالي إلا عز أنا بحذرك ياريت تشليه من دماغك أحسن
سالي : لية إن شاء الله هو خاطب ولا إيه ؟
ياسمين بضيق : لا كان بيحب واحده و ماتت و مش بيفكر يحب تاني
سالي في نفسها بمكر : و فيها إيه ينساها و يحب تاني و هتكون أنا اللي هيحبها أكيد

منقذي و لكنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن