الفصل الخامس عشر

6K 177 0
                                    

في اليوم التالي..
تسربت أشعه الشمس من نوافذ الغرفة لتضيء المكان بأكمله، ازعجتها أشعة الشمس فى تململت في سريرها بضيق و بعد لحظات فتحت عينيها و نظرت حولها بتعجب شديد، ما هذه الغرفة و كيف أتت إلى هنا؟! أخر شيء تتذكره هو وجودها مع عز في السيارة بعد قرار اختفائهم، فتحت الخزانة لتجد بها ملابس تناسبها تفحصتهم ثم سحبت فستان يصل إلى بعد الركبة بقليل أبيض اللون به أزهار رقيقة و مشطط شعرها ثم وضعت ربطة شعر زهرية اللون، انتهت من إرتداء ملابسها و فتحت الباب تتفحص المكان بحذر، نزلت إلى الأسفل فسمعت صوت في المطبخ اتجهت إليه و قبل أن تصل ظهر عز أمامها و أبتسم بهدوء و قال : صباح الخير 
ملك : صباح النور .. إحنا فين ؟
عز : طب ممكن نفطر الأول ولا إنتِ مش جعانة 
ملك : لا طبعًا جعانة 
وضع عز الفطور على الطاولة و ساعدته ملك في ترتيبها و جلسوا يتناولون طعامهم 
عز : بصي يا ستي الكوخ ده بتاع جدي بعد ما اتوفي أنا ورثته عنه بما إن والدتي كانت بنته الوحيدة و أنا الإبن الوحيد ليها و ده بعيد شوية عن دوشة المدينة و خنقتها عشان كده كل ما بحب أهرب باجي هنا .. هنا هتلاقي هدوء و هتعرفي ترتبي أفكارك و على فكرة ورا الكوخ ده فيه اسطبل خيل لو تحب ..
ملك : بجد! فيه خيل هنا 
عز : إنتِ بتخافي منهم ولا إيه ؟ 
ملك : بالعكس أنا  بحبهم جداً .. و أنا صغيره كان عندي خيل بس مات 
عز : خلاص بعد ما نفطر نروح هناك 
أنهت ملك طعامها سريعاً ثم قالت بحماس : يلا
أخذها عز نحو الجهة الخلفية للكوخ و كان يوجد هناك اسطبل للخيل و سايس يرعاهم 
عز : عم إبراهيم أخبارك إيه 
إبراهيم : بخير يا باشا ربنا يخليك لينا 
عز متجهاً إلى أحد الخيول : قمر عاملة إيه النهارده
إبراهيم : بخير يا بيه الدكتورة كانت عندها امبارح زي ما كنت وصتني 
اتجهت ملك نحوه : قمر مين ؟ 
عز : قمر دي
و شاور نحو أحد الخيول فأردفت ملك : ليه سمتها قمر
قال عز بابتسامه : لما تشوفيها هتعرفي 
ثم أحضر السايس خيل لا يبدو كبيراً جداً و عندما رأته ملك فهمت سبب تسميتها بهذا الإسم، فلونها رمادي مثل القمر تماماً، عندما وجدها عز اندمجت مع الخيل قال : عرفتي السبب 
ملك اقتربت منها : جميله جداً 
جاءت لتضع يدها عليه و لكن الخيل ضجر و ضرب الأرض بشده ففزعت ملك و ابتعدت بسرعه لتصطدم بعز الذي التقطها بسرعه بعيداً عن الفرس 
ملك بخوف : مالها حصلها إيه ؟ 
عز : ممكن عشان مش متعودة عليكِ.. ثواني 
ذهب عز ناحيتها و بدأ في تهدئتها و همس لها ببعض الكلمات فاستجابت له الفرس و عندما هدأت تماماً نادى ملك فاقتربت منه بحذر 
عز : هاتي إيدك
أمسك يدها ووضعها على الخيل فضحكت ملك بشده عندما وجدتها تتجاوب معها و هدأت قليلاً 
أردفت ملك بسعادة : كده حبتني صح؟
عز : مين شافك ومحبكيش..
ملك ابتسمت بخجل ثم اندمجت مع الفرسة و تابعها عز بهدوء 
______________________________________

استيقظت ندي في اليوم التالي على صوت رنين هاتفها ردت بنعاس : الو 
: كل ده نوم يلا أصحي
ندي : مين معايا ؟
: فراشتي
ندي انتفضت من مكانها : علي! أنت جبت رقمي منين 
علي : يا ستي أنا ليا مصادري 
ندي بنعاس : عايز إيه طب
علي : اطلعي على التراس كده
ندي : علي سيبني أنام دلوقتي و لما اصحي هبقي أطلع 
علي : ندي نفذي اللي بقولك عليه 
خرجت ندي إلى التراس على مضض لتجد علي جالس في سيارته تحت بيتها فقالت بدهشة : أنت بتعمل إيه عندك ! 
علي : إنتِ نسيتي ولا إيه النهارده أنا عازمك على الغدا 
ندي : طب ما لسه بدري 
علي : بدري إيه بس الساعة ٣ يا بنتي !!
ندي بفزع :  كام !! أنا أول مره أصحى متأخر كده أنا أسفه أوي والله والله أنا فاكره 
ضحك علي : طب بدل ما تتأسفي كده كتير البسي و إنزلي يلا 
أغلقت ندي الهاتف و ركضت نحو غرفتها بدلت ملابسها و أرتدت تيشرت وردي اللون عليه بعض الرسومات و جاكيت چينز أزرق و بنطلون مماثل له و رفعت شعرها، نزلت لتجد خالتها تحتسي قهوتها في الجنينة فاتجهت لها بابتسامة 
حياة  : صحيتي أمتي يا حبيبتي ؟ 
ندي : دلوقتي يا خالتوا 
حياة بتعجب : إنتِ خارجه ولا إيه ؟ 
ندي بتردد : أيوه هتغدي برا 
حياة : طب ما تتغذي معايا 
ندي بتوتر : إنتِ فاكرة علي .. دكتور علي صاحب عز مساعد ملك هو عازمني على الغدا إحنا صحاب يعني 
حياة بابتسامة :  ماشي يا حبيبتي بس خلي بالك من نفسك
ندي بفرحه : متقلقيش ..صحيح هي فين ملك اختفت امبارح فجأه ؟
حياة : ملك مختفيه شوية بس بتريح أعصابها و هترجع بكرة متقلقيش 
ودعت ندي خالتها و اتجهت إلى سيارة علي استقلتها بجانبه و قالت : أنا أسفه عشان أتأخرت
علي : أنا استناكي لأخر العمر اتأخري براحتك 
ندي : هتغديني فين بقي
علي : لا دي مفاجأه 
ثم تحرك بها الى أحد مطاعمه المفضلة و عندما وصلوا ودلفوا للداخل تعجبت ندي من خلو المكان فأردفت : المكان فاضي ليه ؟ 
علي بابتسامه : المطعم ده كله عشانك أكيد مش هيبقي أول موعد لينا و أخلي الناس تشاركنا فيه 
ندي : بس ده كتير عليا!
علي ضحك : إنتِ مش حافظه غير الجملة دي ولا إيه 
ضحكت ندي : لا بس أقصد ملهوش لزوم كل ده
علي : صدقيني كل ده قليل عليكِ .. يلا تحبي تطلبي إيه 
ندي : على زوقك 
طلب علي طعامهم و بعد لحظات وصل فبدأوا في تناوله 
علي : ممكن سؤال لو مش هيضايقك ؟ 
ندي : اتفضل 
علي : إنتِ ليه عايشة مع ملك و والدتها ؟
ندي صمتت للحظه فقال : لو مش حابه تجاوبي خلاص مش عايز اضايقك
سكن الحزن بعيون ندى وقالت : بابا كان متجوز اتنين مامتي الأولي و واحده تانيه كان دايمًا قاسي عليا معرفش ليه كان بيقول عليا نحس من يوم ما اتولدت حتى خرجني من كليتي عشان يشيل مسؤوليتي  من عليه .. وفجأه ماما تعبت جداً و حالتها كانت بتدهور كل شوية لحد ما .. لحد ما اتوفت و كانت وصيتها إن خالتوا حياة هي اللي ترعاني و بعد ما ماتت بابا رماني و قطع علاقته بيا و أخد مراته التانية و سافر و من يومها خالتوا حياة و ملك هما كل حياتي 
علي : أنا آسف 
ندي : على إيه ؟ 
علي : إني فكرتك
ندي : أنا كنت محتاجه احكيلك
علي : إنتِ عمرك ما كنتِ ولا هتكوني نحس بالعكس.. ندي أنا معاكي إنتِ مش لوحدك 
ندي بابتسامه حزينة : حتى يا علي لو كنت لوحدي أنا اتعودت خلاص
علي هم بالوقوف : و من النهارده أنا بقولك إنتِ مش لوحدك و أي حاجه نفسك فيها هتتحقق 
ندي ضحكت : أقعد طب أنت انفعلت كده ليه ! 
علي : اطلبي أي حاجه 
ندي بمزاح : طب يا سيدي أنا نفسي دلوقتي أجري و اتنطط 
علي أمسك يدها و خرج من المكان متجهاً إلى سيارته ثم تحرك بها فقالت ندى بدهشة 
: أنت رايح فين ! 
علي صمت لفتره فأردفت مره أخرى : رد عليا طب  علي : لما نوصل هتعرفي ! ______________________________________

منقذي و لكنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن