الفصل الثالث

8K 232 7
                                    

في مكتب ملك، أثناء انشغالها في قراءة أحد الملفات رن هاتفها فأجابت دون ان تنظر من المتصل
ساندرا : جايه النهاردة ؟
ملك بسخرية : و عليكم السلام
ساندرا بتوتر : يا بنتي أنا لما ببقي متوترة من حاجة بتلاقيني متسرعة كده في كلامي المهم جايه برضو؟
ملك ضحكت : ساندي إنتِ علطول متسرعة على فكرة مش شرط تكوني متوترة .. المهم أكيد مش هيبقي أول معرض ليكي و مجيش متقلقيش آه صح أنا هجيب ندي بنت خالتي معايا أهي تغير جو شوية
ساندرا : طب ياريت والله حتى اتعرف عليها و نبقي صحاب
ملك : ابعدي عنها بجنانك يا ستي
ساندرا بغرور : جناني ! ده عشان إنتِ مش عارفة قيمتي بس .. خلاص عشان مش عايزه اعطلك هتيجي أمتي؟
ملك : هخلص كام حاجه في الشركة و هروح أجيب ندي و اجيلك ماشي
ساندرا : ماشي هستناكي
اغلقت مع ساندرا لتهاتف أبنة خالتها
ملك : ندي قدامك ساعه كده اجهزي فيهم هعدي عليكي أخدك و نمشي
ندي : هنروح ف..
قاطعتها ملك : مش عايزه أسئلة يلا اجهزي بسرعه و أوعدك هتفرحي يلا
وصل عز إلى مقر شركة الشريف، دخل إلى المكان و كالعادة يلفت الانظار خاصةً من الفتيات فأرضي غروره تلك الهمسات و نظرات الإعجاب من الموظفات ظناً منهم أنه أحد العملاء بالشركة، وصل إلى مكتب السكرتارية ليجد أمل بالداخل، دلف عز و عندما رأته أمل قالت
أمل :  المقدم عز مش كده؟
عز باستغراب : مظبوط .. حضرتك عرفتي إزاي بقي؟
أمل بأعجاب : باين عليك يعني
عز بصرامة : اعتقد اللواء سليم فهمك كل حاجه ؟!
أمل : أيوة .. حالياً حضرتك هتخش تقابل الآنسة ملك عشان تعملك الانترفيو ثواني هروح أبلغها
ثم تحركت باتجاه مكتب ملك و دلفت إلى الداخل
أمل : آنسة ملك .. قولت لحضرتك إن النهاردة جاي واحد عشان يقدم لوظيفة السكرتارية بما إني قدمت استقالتي هو موجود بره ادخله ؟
ملك : تمام خليه يدخل و ابعتيلي القهوة بتاعتي
خرجت أمل و توجهت ناحية عز : اتفضل
و لكن قبل أن يتحرك سمع صوتٍ عالٍ، التفت ليري ما يحدث ليجد رجل يتحدث بعصبية كبيرة متجهاً نحو مكتب ملك و اقتحمه ففزعت هي و عز يراقب كل شيء
قال طارق بعصبية و بصوتٍ عالي : ممكن أفهم بأي حق ترفضي صفقة بالحجم ده !!
قالت ملك ببرود و رجعت بكرسيها للخلف : بحق إني المدير العام للشركة و شايفه إن الصفقة دي هتخسر الشركة كتير
طارق بنفس العصبية : مش إنتِ اللي تقرري إيه اللي يناسب الشركة و إيه اللي ميناسبهاش متنسيش إني أنا و عمامك اللي كُنا شايلين الشركة و إنتِ عيله
قالت ملك بغضب مكتوم : يا تلزم حدودك معايا يا إما هنسي أنك إبن عمي و هتعامل معاك بطريقة مش هتعجبك
و ذهبت لتقف أمامه و قالت : اتفضل روح على مكتبك يا طارق و بعد كده متجادلنيش
تملك الغضب من طارق فقال : شكل عمي مات قبل ما يربيكي و يعلمك تكلمي إبن عمك إزاي بس إحنا فيها و ربي لربيكي يا ملك
و رفع يده ليصفعها لكنه أحس بقبضة حديديه اوقفته
عز : صلي على النبي مش كده معقول هتضرب بنت ده حتى عيب في حقك!
طارق دفعه بصدره : و أنت مالك أنت!
طالعه عز بنظرة حادة وقال : بعيد عنك إحنا كرجاله مينفعش نشوف موقف ميعجبناش و نقف نتفرج
ملك تابعت ما يحدث بدهشة كبيرة لا تتحدث فالموقف الجم لسانها ولكن لماذا شعرت ببعض الراحة عندما وجدت هذا الشخص أمامها و مساعدته لها و لكنها نفضت هذا الشعور سريعاً فهي تستطيع الإعتماد على نفسها و لم تكن بحاجه لأحد أن يدافع عنها فقررت أن تتحدث و توقف هذه المناقشة الحادة بينهم لكنها فوجئت حين وجدت طارق يدفعه بشده و كاد أن يلكمه و لكن عز تفاداه بمهارة فأمسكه طارق من ملابسة
طارق بغضب : أنت عارف أنت بتكلم مين أنا ممكن امحيك من على وش الأرض أنت مين يالا أنت!
عز ضحك بسخرية وكان يود أن يخبره أنه هو من لا يعرف مع من يتحدث بتلك الطريقة ولكن وقتها سوف يخرب مهمته الذي جاء لأجلها ومن الممكن أن تكون روح ملك النتيجة لكل هذا،
اسرعت أمل و قالت
أمل بتوتر : ده أستاذ عز جاي عشان يقدم لوظيفة السكرتارية لأني هسيب الشغل
طارق : أنت مرفود من قبل ما تشتغل بره
قالت ملك بصوتٍ عالٍ : مش أنت اللي تقرر مين يشتغل و مين ميشتغلش أنت شكلك اللي نسيت نفسك يا طارق اتفضل أنت على مكتبك و أنا هعمله الانترفيو و لو مناسب هياخد الوظيفة
خرج طارق و النار تشتعل في عينيه نظرت ملك لعز
ملك : اتفضل حضرتك عشان نبدأ
و قبل أن تتحرك : على فكرة مكنش ليه داعي إنك تدافع عني أنا بعرف اتعامل مع المواقف دي كويس
عز : حتى لو كنتِ عرفتي تتعاملي مع الموقف كان لازم أتدخل .. ممكن نبدأ الانترفيو ؟
ملك وهي تجلس على كرسيها : اشتغلت في مكان قبل كده؟
عز قدم لها ملفه و قال بضيق : ده ال CV بتاعي
أخذته ملك و قرأته بأعجاب واضح : بتتكلم ٤ لغات بأتقان و معاك كورس إدارة أعمال و متخرج بامتياز  جميل، بس أنا كل ده ميفرقش معايا
عز بسخرية : والله اومال إيه اللي يفرق؟
قالت ملك بصرامه : هتجاهل الطريقة اللي أنت اتكلمت بيها و هقولك إن أهم حاجه عندي الأمانة و الانتظام في المواعيد و تكون مُخلص في شغلك
عز تمالك نفسه حتى لا يُكسر رأسها، عض شفتيه بغيظ بسبب تلك المهمة البغيضة و لكنه مخلص لعملة كثيراً بغض النظر عن ماهيه المهمة
عز بثبات : أقدر أبدأ أمتي
في تلك الأثناء دخلت أمل و معها القهوة وضعتها على مكتب ملك
ملك بهدوء : هتروح دلوقتي مع أمل عشان تفهمك كل حاجه عن الشغل و باقي اليوم أجازه تقدر تبدأ من بكرة اتفضل
خرج عز مع أمل و بالفعل عرف كل شيء عن عمله الجديد و درس الشركة و علاقات ملك بموظفيها و عند ذهابه لاحظ رجل كبير ملامح وجهه غير مريحة بالمرة يدلف إلى مكتبها فراقب بهدوء ما يحدث ( كانت غرفة السكرتارية مقابلة لغرفة المدير العام أي مكتب ملك )
نائل : حمدلله على سلامتك يا ملك
ملك : أهلا يا عمي اتفضل .. الله يسلمك
ثم تابعت بمغزي : أكيد طارق حكي لحضرتك على اللي حصل النهاردة
قال نائل بخبث : طول عمرك ذكية يا ملك طالعه لابوكِ .. أنا جاي عشان اطمن عليكي يا حبيبتي و بالنسبة لطارق متنسيش أنه إبن عمك برضو و يهمه مصلحتك و مصلحة الشركة ولا إنتِ عندك شك في كده
ملك : لا طبعًا يا عمي معنديش شك بس أنا مش هسمحلوا يقلل مني قدام الموظفين بتوعي غير كده الصفقة اللي هو مضايق عليها أوي كانت هتخسرنا كتير لأن لو حصل أي حاجه بوظت المشروع هندفع تمن الشركة دي تعويض وأنا معنديش احتمالات
ثم أكملت بنظرة ذات مغزي : محدش عارف بكرة مخبي أي يا عمي
نائل : عندك حق محدش عارف بكرة مخبي أي عامةً هسيبك دلوقتي المهم إني اتطمنت عليكي مع السلامة
ملك : مع السلامة
بعد خروج نائل حلل عز المحادثة بعدما استمع لها و كان واضحاً له أن علاقة ملك و عمها نائل متوترة، و في تلك الأثناء رن هاتفه برقم يوسف صديقه فرد
قال يوسف بصوتٍ عالٍ : يا بني أنت فين كل ده إحنا قربنا نخلل أنجز يا عم جعان
أردف عز ببرود : أتكلم بأسلوب أحسن من كده
يوسف بغيظ : آسف لسيادتك ممكن تشرفنا و تيجي حضرتك
عز بلامبالاة: خلاص أقفل جاي .. في المطعم بتاعنا زي كل مره ولا إيه ؟
يوسف : ايوة هناك عز أرجوك أنجز
أخذت ملك أقراص للصداع حتى يقل قليلاً و لملمت أغراضها واتجهت نحو الباب لتذهب لبيتها و عند خروجها لاحظت وقوف عز أمام باب مكتبها يتحدث في الهاتف و يتجه نحو المصعد فقالت في نفسها : المفروض أشكره على اللي عمله النهاردة؟ هو دافع عني من غير ما يعرفني حتى .. لا و تشكريه ليه هو لو مكنش اتدخل كنتِ هتعرفي تتصرفي و هو أتدخل يبقي كتر خيره .. بس برضو الراجل يقول عليا قليلة الزوق يعني بصي إنتِ تشكريه و خلاص برضو هو هيكون موظف عندك
و عند وقوفهم أمام المصعد في انتظاره و بعد إنتهاء مكالمته رمقها عز بطرف عينيه و لاحظ الحرب التي بداخلها فأبتسم على منظرها
ملك بتوتر : شكراً
التفت عز يميناً و يسار و قال بدهشة مصطنعة
عز بدهشة : بتكلميني أنا !
ملك قطبت جبينها : يا سلام و أنت شايف حد غيرك يعني أيوة أنت بقولك شكراً
عز مصطنعًا الغباء : بتشكريني على إيه أنا عملت إيه؟
قالت ملك بصرامه : أنت عارف أنا بشكرك على إيه .. شكراً و ياريت بكرة تيجي في معادك مش عايزه تأخير من أول يوم 
عز أبتسم وقال : العفو
بعد ذلك سيطر الصمت عليهم حتى وصلوا إلى باب الشركة الخارجي استقل كل منهم سيارته ذاهباً نحو وجهته،
وصلت ملك إلى بيتها فوجدت أبنة خالتها في انتظارها
ندي : برضو مش هتقوليلي رايحين فين ؟
ملك بابتسامه : رايحين معرض صاحبتي ده أول معرض ليها و طبعًا إنتِ بتحبي الرسم فقولت أخدك معايا أكيد هتحبي الجو و تخرجي بره البيت شويه
ندي بحماس : معرض !! أنا كان نفسي أروح مكان كده من زمان
ثم اكملت بفرحه : شكراً يا ملك مش عارفة أقولك إيه .. شكراً أنك بتفكري فيا
ملك : أمشي أبت من هنا
و قالت و هي تقلدها بسخرية : شكراً أنك بتفكري فيا .. إنتِ أختي يا هبله و مفيش بينا كده و يلا بسرعة عشان ساندي متزعلش
تدخلت حياة التي كانت تستمع لحديثهما : إنتِ بتجيبي الكلام ده منين يا بنتي عيب كده
ملك : نبقي نشوف الموضوع ده لما نرجع 
و ما أن خرجوا حتى قالت ندي
ندي بتوتر : ملك أنا نسيت فوني هرجع اجيبه بسرعه معلش أنا أسفه ولله
ملك بهدوء : طب بسرعه يا ندي هاتيه و متتأخريش
ذهبت ندي لتجلب الهاتف و ما أن ذهبت سمعت ملك صوت بجانبها تعرفه جيداً
: واقفه لوحدك ليه
زفرت ملك بضيق و لكنها تفاجئت من جراءته و يده التي أمسكت ذراعها
: متبصيلي هنا ولا وشي مش عجبك
دفعته عنها بعنف و قالت : أنت إيه اللي جابك هنا؟ اللي بيني و بينك اتقطع و أنا مش عايزه أشوفك تاني أبعد عني بقي يا أخي
وائل : لا يا ملك مش هبعد أنا بحبك و مش هبعد افهمي بقي
قالت ملك بضحكه عالية : بتحبني! لا حلوة النكتة دي
ثم أكملت بنظرة نارية و قالت بعنف : بتحبني !! اللي أول ما عرفت أن حياتي في خطر فسخت خطوبتك معايا عشان خايف على نفسك مش كده .. بتحبني بأمارة لما سيبتني مرميه خمس أيام في المستشفى مجتش تشوفني حتى عشان سوري يعني خايف من ماما أنت أخر واحد تتكلم عن الحب يا وائل
وائل بحزن مصطنع : يا بنتي افهمي أنا أبنها الوحيد هي معندهاش عيال غيري يعني لو أنا جرالي حاجه هي هتتعب و هتتبهدل عشان كده بعدتني عنك وإلا مكنتش هسمح لحد يبعدني عنك
ملك بسخرية : يا قلب ماما لالا كلوا إلا زعلها
ثم أكملت و كأنها تذكرت شيء و خبطت رأسها : اووه صح هي ماما متعرفش إنك هنا ولا إيه ؟
وائل بعصبية : ملك أنا مش بهزر
ملك قطبت جبينها : و مين قالك إني بهزر؟ اتفضل يا وائل من هنا بالأدب و إلا
وائل بتحدي : و إلا إيه بقي هتعملي إيه
ملك بثقه : ولا حاجه بس شايف الحراس اللي هناك دول
و شاورت بأصبعها : دول لو صرخت بس عينك ما تشوف إلا النور فأحسنلك تمشي بهدوء
وائل بضيق : ماشي يا ملك بس هرجع تاني ومش هسيبك
ما أن تحرك حتى زفرت ملك بضيق و سمحت لنفسها أن تتهاوي على أحد درجات السلم خلفها، جاءت ندي وجدتها بهذه الحالة
ندي بقلق : ملك إنتِ كويسة ؟!
ملك بضيق : أنا كويسة يلا عشان اتأخرنا و مش عايزه أسئله كتير يا ندي يلا !!

توقعاتكم ♥️

منقذي و لكنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن