في مقر شركة الشريف للاستيراد و التصدير تخطو بثقة و كبرياء متجاهلة همسات الموظفين نحو قدومها و هي في هذه الحالة، لم تبالي بما حولها حتى وصلت إلى مكتبها و خلفها السكرتيرة الخاصة بها و علامات الدهشة على وجهها أيضاً
أمل : آنسة ملك! ألف سلامة على حضرتك إنتِ كويسة دلوقتي؟
ملك : الله يسلمك أنا كويسة يا أمل ياريت نشوف شغلنا لأن فيه حاجات كتير أوي متعطلة بسبب فترة غيابي
قالت أمل بعملية : تمام حضرتك
و قبل أن تذهب أردفت ملك : آه و متنسيش القهوة بتاعتي بسرعه
و بعد خروج أمل دخل رجل بعصبيه يبدو عليه ذو شأن مهم في نصف العقد الخامس من عمره
حسين بضيق : برضو جيتي يا ملك!! يا بنتي أنا مش قولتلك مفيش نزول للشركة لحد ما تخفي و لا إنتِ مش مستوعبه إنك لسه قايمه من حادثه و مش حادثه بسيطة يا بنتي حرام عليكي نفسك
ملك بهدوء : عمي أهدي أنا كويسة غير كده حضرتك عارف أني مش بحب قعده البيت و ملهاش لزوم طول ما أنا كويسة
صمتت للحظة ثم تابعت : غير كده في شغل كتير جداً متعطل و كان لازم أنزل
حسين : يا بنتي أنا بس خايف عليكي ابوكي وصاني عليكي قبل ما يموت و أنا مش هسامح نفسي لو جرالك حاجه و أنا موجود
ملك و قد غيم الحزن عينيها، اردفت بابتسامه صغيرة : عارفه يا عمي و متقلقش عليا أنا مش ضعيفة أوي كده
دلفت أمل إلى الداخل
أمل : القهوة بتاعت حضرتك و دي صفقات اتعرضت على الشركة الفترة اللي فاتت ممكن حضرتك تراجعيها
ملك : تمام يا أمل روحي مكتبك دلوقتي
خرجت أمل و تبقي حسين و ملك قال حسين بقلق
حسين : طب ممكن متتعبيش نفسك و ساعه واحده و تمشي و يبقي نادر يكمل عنك و متقلقيش أنا و عمك نائل و ولاد عمك اهتمينا بكل حاجه في الشغل في فترة غيابك
ملك و هي تنظر إلى الحاسوب أمامها : طب كويس جداً بس ياريت تسيب نادر حرام هو تعب جداً الفترة اللي فاتت في الشركة أكيد هو محتاج يرتاح شوية حتى عشان ياخد باله من بنته .. متنساش أنه بيقوم بدور الأب و الأم و دي حاجه صعبه
دخل شخص بابتسامه عريضة و قال : مين بيجيب في سيرتي
حسين : تعالي يا نادر شوف بنت عمك
قال نادر بأسف : ألف سلامة عليكي يا ملك أنا آسف أني مسألتش عليكي بس لينا كانت تعبانه جداً و إنتِ عارفه أنها ملهاش غيري
قالت ملك بابتسامه : عارفة و مليش عتاب عليك كفاية اللي أنت فيه .. المهم ألف سلامة عليها هي كويسة دلوقتي؟
نادر : الحمدلله خفت و رجعت تتشاقي تاني
ملك : ربنا يخليهالك و تفرح بيها .. بس بردو أنا عند كلامي نادر هيروح دلوقتي و أنا اللي هكمل الشغل
حسين بحزن: اللي يريحك يا بنتي أنا همشي لو احتاجتي حاجه كلميني يلا يا نادر
ملك : مع السلامة
خرج حسين و نادر لتزفر ملك بضيق ممسكه رأسها بألم بسبب ذلك الصداع الذي أصبح صديقها الوحيد، كم تود لو كان بأمكانها إرجاع الماضي كم تود أن ينتهي هذا الكابوس لتقول و الدموع تترقرق في عينيها : ليه سيبتني بدري أوي كده..
_________________________________
يجلس بهدوء على مكتبة، فقد أعتاد أن يغمس نفسه تحت أعماله حتى لا تسنح له الفرصة في التفكير، كم يرغب لو يقدر على التحكم في عقله لإرغامه على التوقف عن التفكير، و أثناء هذه الحرب بداخله لم ينتبه للواقف أمامه يطالعه بدهشة
عز : مالك يا بني بتبصلي كده ليه ؟
يوسف بدهشة : أبدًا بس بقالي نص ساعه بكلمك وأنت مش معايا أصلا ده أنت حتى ملاحظتش أني دخلت مكتبك
ثم أكمل بمكر : اللي واخد عقل..
نظر له عز نظرة اخرسته وقال: خير يا يوسف في حاجه؟
قال يوسف بألم على حال صديقة : هتفضل كده كتير يا عز .. لحد أمتى هتفضل تعاقب نفسك على ذنب مش بأيدك ده قدرها و ده عمرها هي ماتت عشان مكتوب ليها كده مش بسببك أنت فوق بقي
قال عز غاضباً : لو هترجع تفتح الموضوع ده تاني يبقي تنسي إن ليك صاحب يا يوسف أنت فاهم!! دي حياتي و محدش ليه دعوه بيها اعاقب نفسي انشاله أموت نفسي محدش له دعوه خليك في حالك يا سيدي
يوسف : ماشي يا عز .. أنا هروح أشوف شغلي بس خليك عارف إني مش هسيبك تغرق نفسك كده
ثم خرج يوسف ليترك عز فأغمض عينيه بألم فذكري تلك الحادثة تهاجم عقله من جديد ليضع يديه على رأسه محاوله منه لإيقاف عقله عن تذكر المزيد، أخد نفساً عميقاً ثم زفره بضيق حتى انتهي فخرج متجه نحو بيته استقل سيارته و انطلق نحو وجهته_________________________________________
هدي .. يا هدي
هدي : اؤمريني يا ست حياة؟
حياة : الأمر لله وحده بصي جهزي الغدا بسرعه عشان ملك زمانها جايه و أنا هطلع أجيب ندي عقبال ما تحضري
: أنا هطلع أناديها ارتاحي إنتِ يا ماما
قالتها ملك و هي متجهه نحو أمها فقبلتها في جبينها
حياة بابتسامه : حبيبة ماما لا ارتاحي ده كويس أني رضيت أنك تنزلي الشركة أساساً و إنتِ تعبانة كده
ملك ضحكت : يا ستي أنا بقولك إني كويسة معقول تصدقي الدكتور و تكذبيني أنا لا مكنش العشم على فكرة
حياة ضحكت : آه بصدق الدكتور و يلا اطلعي غيري بسرعه و جيبي ندي عشان الغدا
ذهبت ملك نحو غرفتها لتبدل ملابسها و بعد لحظات انتهت فاتجهت نحو غرفة أبنة خالتها التي انتقلت للعيش معهم بعد ما توفت والدتها منذ عدة أشهر و للاسف لم يتبقي لها أحد من عائلتها سوي خالتها فوالدها متزوج من أخرى و يقيم خارج مصر
دقت الباب ثم دلفت للداخل
ملك : ندي .. دودي بتعملي إيه قوليلي
ندي بابتسامه : إنتِ جيتي كنت مستنياكي! بصي رسمتي الجديده
تطلعت ملك إلى اللوحة بدهشة كبيرة فالفتاه التي توجد في اللوحة تشبهها لدرجه كبيرة نفس البشرة السمراء الفاتحة الساحرة و العيون الخضراء الواسعة التي يحتار الجميع في لونهم نفس الملامح الرقيقة البريئة و الشعر الأسود
ملك بدهشة : هي شبهي صح ولا أنا بتهيألي !
ندي ابتسمت : أيوه دي إنتِ إيه رأيك
ملك : جميلة جداً تحفة!!
ندي بفرحه : بجد يا ملك
قالت ملك ضاحكه : طبعاً بجد جداً رسمك حلو جداً إزاي
مكملتيش في الموضوع ده
ثم تابعت كأنها تذكرت شئ : صح إنتِ مش في فنون جميله ل...
قاطعتها ندي بحزن : بس سيبت الكلية
قطبت ملك جبينها : ليه سيبتيها .. عامةً خلاص عايزاكي تنسي كل الفترة إلى فاتت من النهارده تبدأي صفحه جديده في حياتك و أنا موجوده يا ستي و مش هسيبك .. من النهارده أنا أختك
نظرت لها ندي بأمتنان و قبل أن تقول شيء سمعت خالتها تنادي عليهم للغداء فنزلوا..
***
وصل عز إلى بيته و دلف للداخل ليجد والدته جالسه و ما أن رأته حتى ابتسمت و قالت بسعادة : أنت جيت يا حبيبي تلاقيك جعان هقوم احضرلك الأكل ؟
و قبل أن تذهب أكملت بتوتر : صح يا عز كنت عايزاك في موضوع كده
عز : إيه يا أمي خير قولي ؟
عايده : لا لما تاكل نقعد نتكلم براحتنا
عز : ماشي أنا هطلع أخد دش عقبال الأكل ما يجهز
وأخذ دش سريع ثم نزل ليجد والدته انتهت من إعداد الطعام ليتناول بعض اللقيمات فقام متجهاً نحو مكتبه الخاص، بعد وقت قصير دلفت والدته للداخل
عايده : فاضي يا أبني أكلمك ولا عندك شغل
عز : افضالك يا ست الكل أحكي في إيه ؟ عايده : ياسمين أختك
عز ضيق عينيه : مالها ياسمين؟!
_______________________________________على مائده الطعام..
تجلس ملك و حياة و ندي
حياة بهدوء : احكيلي حصل إيه النهارده في الشركة
ملك و هي تلوك الطعام : مفيش كان فيه شويه ورق عايز امضاء و كام صفقه راجعتهم بس
حياة : لسه مش عايزه تعترفي أن الحادثة اللي حصلتلك مقصوده ؟
ملك بضيق : ماما بعد أذنك غيري الموضوع ده قولتلك أنها حادثه عاديه
قالت حياة بعصبية : عايزه تقنعيني أن الفرامل اتقطعت لوحدها و بالذات في اليوم اللي السواق ساب الشغل فيه!!
قالت ملك مغيرة الموضوع : صح ندي جهزي نفسك عشان بكره هنخرج و عملالك مفاجأه حلوة
ثم أكملت بضيق : أنا طالعه أرتاح شوية
لتترك حياة تشتعل غضباً و قلقاً على ابنتها لتقول في نفسها : كده لازم أتصرف أنا مش هستني لما أخسر بنتي زي ما خسرت أبوها !!________ الكاتبة / ميار خالد ________
اي ترا ايه حكاية ملك و عز !
حياة هتتصرف ازاي عشان تحمي بنتها !
توقعاتكم ❤
أنت تقرأ
منقذي و لكن
Romantiekتريند اول علي الواتباد في 15 اكتوبر 2020 💖💖 ادمنتك حبيبتي .. بعد ان منحتي الحياة لقلبي مره اخري .. ترا هل مقدر لنا ان نكون معا يوما ما .. ام للقدر رأي اخر ف ذلك .. هل سأستطيع ان أري غيرك .. و أنتي تسكنين ثنايات روحي ... ...