الفصل السادس و العشرون

5.2K 181 8
                                    

دخلت ملك إلى غرفتها و أغلقت على نفسها بالمفتاح ثم جلست على سريرها، نظرت أمامها بدون هدف و عدم تركيز و بدأت الدموع بالتساقط من عينيها دون أن تشعر ثم بكت بصوت أعلي 
ملك : يا رب أنا ليه بيحصل معايا كده .. كل ما أحب حد يا إما يبعد عني يا إما يطلع بيخدعني ليه يارب..
كانت تبكي بشده و تتجاهل سبب هذا البكاء و هو رحيل عز عنها..
تذكرت شكل ياسمين و كلماتها التي كانت مثل السكاكين التي تقطع قلبها، شعرت بالذنب أنها السبب في كل هذا و بدأت الحرب بين عقلها و قلبها مرة أخرى
القلب : عز كدب عليكِ صحيح بس حاولي تشوفي الموضوع من وجهة نظر مختلفه بعيد عن الكدب .. هو كان بيحميكي .. يوسف عنده حق لولا وجود عز كان زمانك مخطوفه أو مقتوله دلوقتي
العقل : بس هو في الأول و في الأخر خدعك كان ممكن يقولك كل حاجه من الأول و إنتِ ساعتها اللي تقرري
القلب : يعني إنتِ اللي مضايقك بس أنه سلب منك حق الإختيار مش مضايقك شكل أخته اللي هي بقت فيه بسببك
العقل : بس هو اللي مشي لوحده
القلب : مشي تنفيذ لرغبتك إنتِ !
زفرت ملك بضيق و أمسكت رأسها بألم و قالت بصوت مسموع : مهما حاولتي تهربي من الحقيقة هتفضل ثابتة .. إنتِ السبب في كل ده .. و إنتِ عمرك ما تهربي من حاجه و مادام إنتِ اللي غلطانه .. يبقي لازم تصلحي كل حاجه !!

                               ***

حل المساء..
تفاجئت حياة بمن يدق باب المنزل ذهبت لتري من هذا الشخص لتنصدم تماماً حين تجده منصور !
حياة : منصور !
حياة : إيه شوفتي عفريت؟
حياة : جاي ليه
منصور : جاي أشوف بنتي .. حقي
حياة صاحت به : لا مش حقك .. أنت من أمتي فاكرها كده نسيت لما رميتها و سافرت أنت و الغندورة بتاعتك !
منصور : و دلوقتي رجعت و حقي أشوف بنتي و إنتِ مش هتقدري تمنعيني
: في إيه يا خالتوا ؟
نزلت ندي لتري ماذا يحدث بعدما سمعت صوت خالتها تحدث شخصاً ما بعصبية و صُدمت حين رأت أباها أمامها مرةً أخرى، أختبأت خلف حياة سريعاً و نظرت له بخوف
منصور : ندي حبيبتي عاملة إيه
ندي : عايز إيه
منصور : عايز أشوفك يا بنتي أومال جاي ليه
ندي : و أنا مش عايزه أشوفك اتفضل أمشي من هنا
منصور : مش عيب لما تكلمي أبوكِ بالطريقة دي برضو
ندي : و أنا قولتلك إني نسيت إنك أبويا أمشي بقي أخرج من حياتي تاني
منصور : أنا عارف إنك مضايقة مني بسبب إني كنت بعيد عنك كام سنه و..
ندي قاطعته بتهكم : كام سنه ؟؟ أنت عمرك ما كنت في حياتي ولا جمبي عشان تبعد عني أنت كنت و هتفضل أبويا على الورق بس .. أنت عارف أنا بحب إيه و بكره إيه؟ أنت عارف بسببك أنا عشت إيه و كرهت حياتي كام مره عارف بسببك كام مره اتفرض عليا أقتل أحلامي و اقتنع بالواقع اللي مش هيتغير .. أنا عمري ما هعتبرك أبويا بجد ولا هسامحك و سيبني و أمشي بقي مش عايزه أشوفك تاني !
طالعها منصور بغضب ثم قال : شكلي مربتكيش فعلاً بس والله لاربيكي من أول و جديد
صاحت ملك بصوت عالي : إيه اللي بيحصل هنا !!
نزلت بسرعه و سحبت ندي من بين يديه : ممكن أفهم أنت بتعمل إيه هنا و جاي لمين ؟
منصور : جاي لبنتي !
ملك ببرود : هي فين دي مش شايفاها
منصور : بقولك إيه شغل الجنان ده مش ناقصه
ملك نظرت إلى ندي لتجدها تبكي و عيونها تنطق بالرعب و تشير برأسها بالنفي، رجعت ملك و نظرت إلى منصور
ملك : ثانية و جايه
صعدت إلى غرفتها ثم عادت إليه و معها ورقة في يديها وقفت أمامه ثم مدتها له
منصور : إيه دي !
ملك ببرود : أقرأها و أنت تعرف
قرأ منصور الورقة لينظر إلى ملك بصدمة !

منقذي و لكنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن