منقذي و لكن

الفصل الثاني عشر

مر اسبوعين..
عاد عز إلى عمله مره أخرى وكان يتقرب هو و ملك من بعضهما البعض يوم عن يوم حتى أصبح يومها لا يكتمل إلا بوجوده، و محاولات وائل للتقرب منها تزداد أيضاً ، وسالي تفكر و تحاول أن تجد طريقة لتتقرب بها من عز و كل مره تتصل به يغلق بوجهها لكنه لا يعيرها أي إهتمام ليعرف من هي حتى، كُره سيف تجاه عز يزداد يوماً عن يوم و بسبب سفره لعمليته الجديده ابتعدت ياسمين عن خططه لفتره ، و يوسف هائم بحبيبته الذي من المستحيل أن يكون معها و هذا الشعور يقتله كل يوم و يراقبها من حين لآخر، علي لم يري ندي لفتره طويلة و يتعجب من نفسه بشده فهو لم يلتقي بها سوي مرات قليلة جداً لكن عيناه تشتاق لرؤيتها و ذات يوم في مكتب ملك كانت جالسه هي و عز يطالعون بعض الأوراق إلى أن دخل شخص إلى مكتبها بطريقة مفاجئة فانتفضت ملك وقالت
: وائل !
ثم أكملت بجمود : ممكن أفهم بتعمل إيه هنا ؟
وائل بحده : أنا بجري وراكي بقالي أسبوعين و بتصل بيكي مش بتردي عليا يا ملك إنتِ بتهربي مني ليه !!
ملك ببرود : و أنا معنديش حاجه أهرب منها
كاد أن يتكلم و لكنه نظر إلى عز الذي يطالعه بنظرات غامضة و قال : ممكن تسيبنا لوحدنا شوية عايز اكلمها علي انفراد
ملك بحده : عز مش رايح في حته و هيفضل و إحنا مفيش بينا كلام أصلا
ترجاها وائل : ملك افهميني أنا كنت غلطان لما ضيعتك من أيدي سامحيني المرة دي بس والله عرفت قيمتك و أوعدك مش هخذلك تاني
ملك : أنت اللي عملت كل ده يا وائل و أنا خلاص تخطيتك و كملت حياتي ومش مستعده ارجعلك تاني .. الحكاية مش خذلان أنت أناني يا وائل ومش بتفكر غير في نفسك و لو نسيت أفكرك أنت سبتني ليه أنت سبتني عشان خايف على نفسك يجرالك حاجه بسببي فى متعملش دلوقتي صاحب حق!
وائل بعصبية : لا صاحب حق أنا بحبك و من حقي أخد فرصة تانيه
ملك ضحكت بسخرية : للأسف اديتك بدل الفرصة كتير و دلوقتي خلاص ملكش وجود في حياتي
وائل نظر لعز نظرة ذات مغزى : لقيتي حد غيري ولا إيه !
نظرت له ملك بحده : أنا مش مجبره اجاوب على الاسئلة دي و لو أنت فعلاً شايفني واحده معندهاش أخلاق للدرجادي بتجري ورايا ليه؟ أطلع برا يا وائل و أحسنلك تنساني
وائل : مش هطلع يا ملك و مش هسيبك غير لما اقنعك
و تحرك نحوها فوقف عز أمامه و قال بجمود : هي مش قالتلك أطلع برا برضو ولا أنت مبتسمعش ؟
وائل : متدخلش بيني و بينها ممكن دي مسألة بين واحد و خطيبته !
ملك : أنا مش خطيبتك و أطلع برا بدل ما أنادي لك الأمن
قال وائل بتصنع : ماشي يا ملك هطلع بس خليكي عارفه إنك لو لفيتي الدنيا كلها مش هتلاقي حد يحبك قدي
قالت ملك بهجوم : أنت أخر واحد تتكلم عن الحب بلاش تشوه الكلمة بأنك تقولها .. الحب شيء نقي و جميل مفيهوش أنانية ولا حب النفس بلاش تشوه الحب يا وائل !
قال وائل بسخرية : و من أمتي كل الكلام ده
ملك : من ساعت ما فتحت عنيا و شوفت كل واحد على حقيقته و أنت اولهم و لحد دلوقتي أنا كل ما أفتكر إني في يوم حبيت واحد زيك بستحقر نفسي .. أطلع بره
وائل : حاضر هطلع بس و ربي ما هسيبك تتهني لو مكنتش ليا
ثم نظر لعز : مش هتكوني لغيري
خرج وائل و صفع الباب خلفه فشعرت ملك بالفزع و تهاوت على أحدى الكراسي و قالت بدموع : أنا تعبت
عز ذهب ناحيتها و قال : إنتِ خايفه منه ؟
ملك نظرت له بتعجب فأكمل : أقصد إن مش ده اللي تخافي منه
ملك : قصدك إيه؟
عز : أقصد إن وائل شخصية جبانه و كل اللي بيعرف يعمله أنه يتكلم بس فى مش ده اللي تخافي منه
ملك : أنا مش عارفه ليه بيحصل معايا كل ده
عز نظر لها بقوه و أردف : ملك
نظرت له بتساؤل فأكمل وفي عينيه نظرة طمأنينه : أنا معاكي و إنتِ مش لوحدك
ملك ابتسمت له بامتنان فقال : ممكن تسمحيلي اعزمك على الغدا بقي
ملك : عمرك شوفت موظف بيعزم مديره؟
عز : آه
ملك : مين
ضحك عز : أنا .. غير كده إحنا خلصنا كل الشغل اللي ورانا
ملك : ماشي يلا
أخذها عز إلى مطعمه المفضل و طلب من طاقم العمل عدم ذكر هويته، دلفوا للداخل و جلسوا على إحدي الطاولات و طلبوا طعامهم و بعد لحظات آتاهم الطعام و أثناء تناولهم إياه قالت ملك
: صحيح عيد ميلاد ندي كمان يومين و أنا كنت عايزه أعملها مفاجأة تقدر تساعدني
عز : قوليلي إيه في دماغك و أكيد هساعدك
قصت له ملك ما يدور في رأسها و ما أن انتهت أردف بأعجاب : فكره حلوة جداً اعتبري كل حاجه خلصت
ضحكت ملك وقالت بعفوية : أنا كنت عايشة إزاي من غيرك.. أقصد إنك بتساعدني كتير و بتخلص ليا حاجات كتير أنا مستغربه معارفك كتير يعني
عز : احسدونا بقي
ملك ضحكت : و هحسدك ليه يعني
كاد عز أن يتكلم و لكنه سمع صوت خلفه : ملك عاش من شافك !! 
التفتت ملك إلى مصدر الصوت
ملك بدهشة : ساندي !!
ساندي : أيوه ساندي اللي مش بتسألي عليها مش عيب لما أشوفك صدفه برضو
ملك بابتسامه : والله كنت مشغولة جداً الفترة اللي فاتت غير كده إنتِ بعد المعرض بتاعك مبقتيش فاضيه تشوفي حد
ساندي نظرت لعز ثم قالت : مش تعرفينا
ملك : ده عز مساعدي الخاص .. عز دي ساندي صاحبتي
عز : أهلا بيكي آنسة ساندي
ساندي : و بيك .. تسمحولي أقعد معاكم بقي
ملك : أكيد اتفضلي
طلبت ساندي طعام لها و بعد لحظات إستأذن عز للذهاب إلى الحمام و بعد ذهابه قالت ساندي : بقي ده المساعد بتاعك و متعرفنيش
قالت ملك بتردد و هي تلوك الطعام : أعرفك ليه ؟
ضحكت ساندي : تعرفيني ليه؟ يا بنتي ده قمر أنا لو كنت أعرف كنت هعيش عندك في الشركة
ملك بضيق : إنتِ هبله يا ساندي عايزاني أقولك إيه يعني تعالي شوفي الواد الحلو اللي بيشتغل معايا
ساندي قطبت جبينها : طب إنتِ اضايقتي ليه ؟ أنا بهزر
ملك بضيق : لا و هضايق ليه عادي
ساندي : طب قوليلي هو مرتبط خاطب أي حاجه ؟
ملك : هتستفادي إيه لما تعرفي
قالت ساندي بإلحاح : ملك يلا بقي متبقيش رخمه
ملك : معرفش و غيري الموضوع عشان جاي
عز : معلش أنا مضطر أستأذن دلوقتي
ملك : في حاجه ولا إيه ؟
عز : لا مفيش بس ورايا مشوار كده
ثم نظر لساندي : آنسة ساندي اتشرفت بيكِ جداً
ساندي : أنا أكتر و أكيد هنتقابل تاني
ملك بقلق : عز متأكد أنه مفيش حاجه؟
عز : آه متقلقيش تحبي اوصلك في طريقي
ملك : آه ياريت .. معلش يا ساندي بس مضطرة أمشي أنا كمان ندي عيد ميلادها بعد يومين و بجهز حاجات كتير و إنتِ أكيد معزومة
ساندي : اوكي هاجي أكيد كل سنه و هي طيبه
ابتسمت ملك : و إنتِ طيبة  _______________________________________