الفصل الثامن

7K 191 0
                                    

نادت ملك على أحد الممرضات بسرعة، جاءت الممرضة و أعطته مهدئ و بعد فترة بدأ جسده في الهدوء و الارتخاء مرةً أخرى..
لم تقدر ملك على النوم بعد تلك الكلمات التي شغلت عقلها، فكرت كثيراً حتى اخترقت أشعة الشمس نوافذ الغرفة معلنه عن طلوع النهار، جاء علي في الصباح ليطمئن على صديقه فقال بتعجب : المفروض مفعول الدواء يروح هو نايم لحد دلوقتي لية ؟
ملك بتعب : بليل جاتله تشنجات و الممرضة ادتوا حقنه مهدئه ممكن بسببها لسه نايم .. هو كويس ؟
علي : تشنجات إزاي يعني ؟!
ملك : كأنه في كابوس و فضل يزعق بكلام مش مفهوم و يقول أنا السبب
قال علي بحزن : يبقي أفتكر الحادثة
ردت ملك بسرعه : حادثة إيه ؟
قال علي لتغيير الموضوع : عامةً هو لحد دلوقتي حالته مستقرة جداً بس طبعًا مينفعش يضغط على نفسه عشان الجرح ميفتحش تاني و كده هيبقي خطر عليه بذات لو اتلوث و طبعًا عز عنيد و هيحاول يقوم كتير فى أتمنى يسمع الكلام لمره في حياته
ملك : أنتم صحاب صح ؟
أبتسم علي : أنا و عز و يوسف صحاب من و إحنا صغيرين
بدأ عز في إستعادة وعيه  فأتجه إليه علي  و أردف بابتسامة : صباح الخير
عز بتعب : دماغي وجعاني أوي
علي : أنت بليل تعبت شوية و جالك تشنجات فى أعصابك تعبانة شوية محتاج ترتاح بس و هتبقى تمام
قال عز بتعب : أقدر أخرج أمتي
نظر علي إلى ملك و أردف : مش قولتلك مش هيسمع كلام حد
ثم نظر إليه و أكمل : عز الموضوع جد أنت لو حصلك حاجه حتى لو صغيره ممكن يكون فيه خطر على حياتك !
قال عز بصوت منخفض يسمعه علي فقط : أنت عارف كويس إني استحملت إصابات أكبر من دي و أنها مش أول مره فى متكبرش الموضوع
علي : عارف كل ده بس حقيقي الإصابة المرة دي كانت صعبه .. أنا كنت هخسرك كذا مره في العملية يا عز !
عز : سبها على ربنا
علي : زي ما قولتلك مش هينفع تخرج إلا بعد يومين تلاته على الأقل
صاح باعتراض : نعم !! يومين أو تلاته! أنا مش هقعد يوم زياده هنا أنت عارف إني مش بحب قعدة المستشفيات
ملك : و لو قولتلك إنك لو خرجت من المستشفي هتكون مرفود من شغلك
أنصدم عز مما قالته و عض شفتيه بغيظ شديد و أردف : مش معني إني موظف عندك إنك تتحكمي في حياتي
ملك : عز كلامي واضح لو خرجت هتبقي مرفود
عز في تلك اللحظه استشاط غضباً منها كم يريد أخبارها أنه لا يهمه وظيفته سوي لأمر واحد و هو حمايتها!! و لولا إخلاصه لعمله لكان انسحب منذ فترة، ولهذا السبب تحديداً كانت تلك المهمة من نصيبه لأن اللواء سليم يعرف ملك جيداً و يعرف كم هي عنيدة و أي ضابط آخر مكان عز لترك هذه العملية منذ مده
عز : أنا مش هقعد هنا أكتر من يومين يا علي
علي : كويس جداً و لو ساعدتنا و معملتش جهد هتعجل من خروجك خليك عارف كده .. أنا عندي عملية دلوقتي هخلصها و هاجي اطمن عليك
قال عز بسخرية : سبحان الله .. بقالنا كتير مكناش بنشوف بعض و نتمنى نشوف بعض صدفة و دلوقتي بقينا في وش بعض
ضحك علي :  أنت مش متخيل أنا فرحان إزاي
عز : فرحان إني متصاب و تعبان
علي : أكيد لا طبعًا بس تقدر تقول مصائب قوم عند قوم فوائد.. الممرضة كمان شوية هتيجي تغيرلك على الجرح أنا همشي دلوقتي
ثم خرج علي واتجه إلى غرفة العمليات..
عز : ملك
نظرت له ملك ف أكمل : إنتِ ممكن تروحي أنا بقيت كويس و أعتقد ملهوش داعي إنك تفضلي هنا
ملك بتوتر : بس أنت مقولتش لحد إنك في المستشفي يعني لو مشيت هتكون لوحدك
عز : مش هكون لوحدي إنتِ شايفه علي معايا و لو احتجت حاجه هيكون موجود
ملك : و أنا مصممة إني أفضل مش عشان حاجه بس عشان لو تعبت تاني زي بليل اكو...
قاطعها عز : صحيح حصل إيه بليل و تشنجات إيه اللي علي قال عليها ؟
قالت ملك بحذر : أنت بليل تقريباً جاتلك حالة عصبية و فضلت تزعق و أنت نايم و تقول كلام كتير 
انتفض عز عند سماعه لتلك الكلمات، ماذا سيحدث لو قال على العملية و حمايتها و مهنته الحقيقة!!
أردف بحذر : قولت إيه ؟
تابعت ملك بتوتر : كنت عمال تقول أنا السبب أنا السبب
زفر عز براحة و لكنه أنصدم عندما أكملت : مين مريم دي ؟
نهض عز من مكانه واتجه إليها بغضب ثم قال : إنتِ عرفتي إسم مريم منين أصلا !
انتفضت ملك : بليل كنت عمال تقول أنا السبب مريم ماتت بسببي و فجأة بدأت تنتفض و عشان كده الممرضة ادتك مهدئ .. مين هي ؟!
صاح عز بضيق شديد : أخرجي برا مش عايز حد معايا برا
طالعته ملك بفزع و دموع و خرجت بسرعه و عزمت على الذهاب و لكن حقيبتها في الداخل لذلك استجمعت قوتها و اتجهت مره أخرى إلى الغرفة..
تنفس عز بصعوبة وحاول أن يهدأ قليلاً و لكنه فشل في ذلك..
احتقن وجهه بشده و أردف : مش هقدر أسامح نفسي مش هقدر
و في ثواني أحس بدوار شديد و اختل توازنه وفي تلك اللحظة عادت ملك إلى الغرفة لتأتي بحقيبتها و عندما وجدته يمسك رأسه و يترنح بشدة أسرعت نحوه ليسقط أرضاً!! طالعته بقلق وشعرت بالخوف عندما وجدت الدماء قد تناثرت حوله، نادت بسرعه على إحدى الممرضات و حدث ما كان يغشاه علي و فُتِح الجرح مرةً أخرى..
جاء الطبيب شاكر مع العديد من الممرضات و عالجوا عز و حرصوا على أن لا يحدوث تلوث للجرح..
وبعد فترة انتهوا و أردف شاكر : حضرتك مراته ؟
صممت ملك و لم تعرف بما تُجيب فتابع الطبيب : عامةً إحنا عرفنا نعالج الموضوع بس ياريت يرتاح أكتر و العامل النفسي مهم جداً لتحسن حالة المريض خليكي جمبه و ابعديه عن أي ضغط نفسي
فأومأت ملك برأسها وذهب الطبيب من أمامها، وقد ندمت ملك على ما قالته له فهي السبب في تدهور حالته الآن و للمرة الثانية تتسبب له بالألم و لكن مَن تلك التي تُدعى "مريم" التي بمجرد سماع أسمها جُنّ بهذه الطريقة، و بعد وقت من التفكير بشأن هذه القصة هاتفت ندي و أخبرتها أن تأتي إلى المستشفى و تحضر لها بعض الملابس لأن حالة عز لا تسمح لها بالمغادرة..
_______________________________________

منقذي و لكنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن