الفصل الحادي عشر

6.1K 172 0
                                    

التفت عز ليجد ملك تنظر له بدهشة كبيرة فجرى الخوف في أوصاله و دعى ربه أن لا تكون قد سمعت المكالمة من بدايتها
أردفت ملك بصدمه : مالها ياسمين !!
عز : امبارح في ناس اتعرضت ليها ولازم أروح اطمن عليها
ملك : طب أنا هاجي معاك
عز : ملهوش داعي يا ملك روحي إنتِ
ملك : لا و خمس دقايق و تكون قدام العربية تحت
عز : إنتِ يجرالك حاجه لو مجادلتيش صح!
ملك ابتسمت ببرود  : صح
و بعد لحظات أنهي عز أوراق خروجه و ذهبوا للسيارة، جاءت ملك لتركب مكان المقود و لكنه قال : إنتِ بتعملي إيه ؟
ملك بتعجب : هسوق !
عز : اتفضلي اقعدي في الكرسي اللي جمبي أنا اللي هسوق و أرجوكِ بلاش جدال
ملك استقلت السيارة بجانيه بهدوء و أنطلق عز متجهاً الى بيته و كان يختلس النظر إليها من حين لآخر، حتى قاطع هذا الصمت رنين هاتفها فردت
ملك : الو .. مين معايا؟
: معقول مش فاكره صوتي
ملك بتعجب : سوري مش فاكره مين ؟
: أنا مراد
ملك : آه ازيك يا مراد
تابع عز حديثها بهدوء 
مراد : بخير .. بس إنتِ مردتيش عليا بخصوص الصفقة
ملك وضعت يدها على رأسها و قالت : آه صح أنا أسفه جداً بس كنت مشغولة و نسيت خالص
مراد بتلاعب : لو هتوافقي أننا نتعامل سوا أنا مستعد استناكي لأخر العمر
ملك بجمود : عامةً كويس إنك فكرتني هبقي ادرسها و أرد عليك في خلال يومين إن شاء الله
مراد : تمام هستني ردك
وعندما أنهت معه المكالمة طالعت عز وقالت : ده مراد كان بيسأل عن ردي بخصوص الصفقة أنا إزاي نسيت الموضوع ده خالص .. أنت إيه رأيك في الصفقة ؟
عز : أنا مش مرتاحلوا
ملك : مش مرتاحلوا إزاي يعني ؟
عز : يعني مش مرتاحلوا ولا مرتاح للسكرتيرة اللي معاه دي .. حاسس إن الصفقة دي مجرد وسيلة أو سبب عشان يوصل لحاجه تانيه .. ولا إنتِ إيه رأيك ؟
ملك بضيق : أنا كمان مش مرتاحة لعلا دي و المشروع كله مش مرتحالوا عشان كده هرفضوا
عز بمكر : قرارك صح بس هي ضايقتك في حاجه ؟
ملك بتوتر : لا أقصد واضح أنها مش بتاعت شغل باين عليها
عز : بالعكس دي شرحت المشروع بطريقة كويسة جداً
ملك بضيق : لو عجبك شغلها أوي كده روح أشتغل معاها
عز : أنا بقول الحق بس و أنا لو قولت إني مش مرتاحلها فى ده عشان حصل موقف معاها محبتهوش
قالت ملك بسخرية : أنت لحقت يبقي ليك مواقف معاها!!
قال عز بمكر : مضايقة ليه طب ؟
ملك : وأنا هضايق ليه يعني
أبتسم عز و قص عليها ما حدث عند ذهابها إلى الحمام فقالت بعدم إهتمام
ملك : على فكره مكنتش عايزه أعرف عادي
عز : آه ما أنا عارف أنا كنت بحكيلك بس
وصل عز إلى بيته و أخبر ملك أن تظل في السيارة و لكنها رفضت و طلبت منه أن تتعرف على ياسمين و بعد محاولات كثيرة لأقناعها أن تبقي في السيارة خضع إلى رأيها و دخلوا إلى البيت و اندهشت ملك من رقي البيت و طرازه الرائع!! و لاحظ عز نظرات الدهشة فقال
عز : إيه رأيك في بيتنا المتواضع
ملك : جميل جداً طبعاً .. مكنتش متخيلاه كده
ضحك عز وقال : إنتِ ليه متخيلاني فقير أوي كده
ملك بسرعة : لالا مش قصدي
عز أبتسم و أردف بصوت عالي
عز : دادة زينب
زينب : حمدلله على سلامتك 
عز : فين ماما؟
زينب : عايده هانم راحت النادي و ياسمين هانم فوق في اوضتها
عز : طب ضيّفي الآنسة ملك أي حاجه عقبال ما أطلع اطمن على ياسمين
زينب : أمرك يا بيه
جلست ملك على إحدى المقاعد تتأمل المنزل بهدوء و صعد عز إلى غرفة أخته و دق الباب ثم قال : الهانم اللي بقت تخبي على اخوها كل حاجه و أعرفها من برا
ياسمين : يا عز والله ما كان قصدي اقلقك أنا عارفه إنك مشغول
عز : إنتِ هبله يا ياسمين؟! أنا أفضي نفسي عشانك بس كنت مستني أعرف منك مش من يوسف أفرضي كان جرالك حاجه
ياسمين : و أنا كويسة أهو .. بس أنت مشغول أوي الفترة دي معرفش في إيه
عز : الإجابة تحت
ياسمين قطبت جبينها : مش فاهمه ؟
عز : أنا هفهمك
ثم حكي لها عن عمليته الجديده و حمايته لملك و إصابته و أخبرها عن ضرورة عدم ذكر هذه العملية أمام أي شخص
ياسمين جحظت عينيها : اتصابت !! و زعلان مني أنا و أنت كنت مخبي علينا حاجه مهمه كده !!
عز : أنتِ عارفه ماما و قلقها الزايد لو عرفت كانت هتبوظ كل حاجه غير كده أنا من أمتي بقولكوا عن حاجه بخصوص شغلي
ياسمين : يعني ملك تحت دلوقتي
عز : للأسف هي حابه تتعرف عليكي .. ياسمين أوعي تعرف حاجه عن شخصيتي أو مهنتي الحقيقة أوعي تقعي قدامها كل حاجه هتبوظ و ممكن تخسر حياتها بسببك لأنها لو عرفت هترفض أي أمن أو حمايه مني
ياسمين : حاضر متقلقش
ثم نزلت ياسمين مع عز و أردفت قبل أن تراها
ياسمين بابتسامة : اهلا بيكِ يا ...
نظرت ملك إلى ياسمين بصدمه وكذلك ياسمين ثم صرخ الإثنان و عانقوا بعضهم بحرارة شديده
ملك بسعادة : إنتِ ياسمين أنا مش مصدقه معقول !
ياسمين بنفس السعادة : أنا اللي مش قادرة استوعب ملك !! أنا فرحانه أوي إني شوفتك تاني
عز بدهشة : أنتم تعرفوا بعض ؟
ياسمين بابتسامة عريضة : ملك كانت معايا في الجامعة في أمريكا و كُنا صحاب لحد ما كل واحده فينا رجعت مصر و أخبارنا اتقطعت
ملك بابتسامه : أنا مش مستوعبه أننا اتجمعنا تاني اختفيتي فين أول ما رجعنا مصر أخبارك اتقطعت فجأه
ياسمين : أنسي كل ده دلوقتي و احكيلي إنتِ عامله إيه و حياتك ماشيه إزاي اتجوزتي إنتِ و وائل ولا لا
اختفت الابتسامة من وجه ملك عند ذكر أسمه : لا إحنا اتخطبنا فتره بس بعدين انفصلنا 
ثم غيرت الموضوع و أردفت بابتسامه : بما أننا اتجمعنا تاني أنا مش هسيبك تهربي تاني
عز : أمشي أنا طب
ملك بابتسامة : أخر حاجه كنت توقعتها إنك تكون أخو ياسمين
ياسمين : بس إنتِ تعرفي عز منين صحيح
ملك : عز مساعدي الخاص
ياسمين ضحكت بخبث : اها قولتيلي
عز : طيب أنا بقول ملك تروّح دلوقتي عشان أكيد هي تعبانة و تبقوا تتجمعوا يوم تاني إن شاء الله
ياسمين : أنا مبسوطة أوي عشان شوفتك تاني يا ملك و أكيد هنتقابل تاني
ملك : أكيد
و بعد خروجهم من البيت استقلوا السيارة و أتجه عز إلي بيت..
ملك : شكراً
عز : على إيه ؟
ملك : عشان بسببك قابلت ياسمين من تاني
عز : ده القدر أنا مليش دخل حتى لو مكانتش أختي كنتِ هتقابليها بطريقة تانيه
و بعد لحظات وصل إلى منزلها فى أردفت : من أول بكره هترجع الشغل بما إنك اتحسنت شوية و طبعاً ياريت متتعبش نفسك عشان يعني حالتك مترجعش أسوء من الأول و ده أعتبره ام..
قاطعها عز : أمر من مديرتي .. حفظتها والله
ابتسمت ملك ثم ترجلت من السيارة و بقي عز ينظر لها حتى اختفت عن أنظاره و بعدها أتجه إلى قسم الشرطة للتحقيق من الشباب الذين حاولوا التعدي على أخته..
_______________________________________

منقذي و لكنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن