نظرت أمامها بدهشة و صدمة و فرحة كبيرة!! ما تشعر به في تلك اللحظه تحديداً لا يمكن وصفه ببضع كلمات، أدمعت عينيها وقالت
ملك : كل ده عشاني !!
عز : دي أقل حاجه علشانك
و كان المكان عبارة عن جسر خشبي صغير مزين بالكامل بالأزهار و كان يجري النهر تحت هذا الجسر نظرت ملك حولها بأعجاب و فرحة شديدة، سحب لها عز المقعد الخاص بها لتجلس عليه
عز : المكان عجبك ؟
ملك : جداً طول عمري كان نفسي أشوف مكان زي ده .. بس أنت لحقت تعمل كل ده أمتي !
عز ابتسم بهدوء : يلا نتعشي .. للأسف فاضل كام ساعة و اليوم بتاعنا يخلص
ملك : بالسرعة دي!
عز : الأكل ده أنا اللي محضره على فكرة يارب يعجبك
ابتسمت ملك : أكيد هيعجبني
ثم تناولوا طعامهم و قد أعجب ملك كثيراً و بعد انتهائهم أردف عز
عز : غمضي عينك
ملك : تاني!
عز : أيوة
نهض عز من مكانه و أتجه نحوها، تأملها للحظات و هي مغلقة عينيها ثم ألبسها سلسلة فضية على شكل ملاك صغير و له جناحات قصيرة و البسها تاج ورد رقيق على رأسها ، فتحت ملك عينيها و نظرت إلى السلسة بفرحة شديدة ثم نظرت له فجثى على ركبتيه و قال
عز : السلسة دي من النهارده مش عايزك تقلعيها أبدًا
.. توعديني تحافظي عليها؟
ملك : أوعدك .. أنا مش عايزه أمشي
عز بحزن : حقيقي ولا أنا.. نفسي أفضل هربان بعيد عن العالم هناك بس مش كل حاجه عايزنها بتحصل
ملك : من ساعت ما دخلت حياتي و كل حاجه اتغيرت .. كنت فاكرة إني عمري ما هعرف أثق في حد تاني ولا أحس بالأمان مع حد بس جيت أنت و غيرت كل ده بقيت أثق فيك أكتر من نفسي و معاك بقيت أحس بأمان كبير أوي و للحظة بخاف .. بخاف تمشي و أرجع تاني لوحدي بخاف أفقد إحساسي بالأمان و أنت معايا
عز أقترب منها قليلاً و أردف : أوعدك إني عمري ما هبعد عنك و طول ما إنتِ عايزاني موجود هكون معاكي و حتى لو جه وقت و رفضتي وجودي في حياتك خليكي عارفة إني هفضل معاكي و هحميكي على طول
طالعته ملك بعيون قد فضحتها بما يدور بداخلها و في هذه اللحظة تحديداً أيقنت حبها و عشقها له فقالت : إيه اللي ممكن يخليني أرفض وجودك في حياتي؟
عز تنهد بضيق و ابتلع ريقة ثم قال بتردد : ملك أنا كنت عايز أقولك حاجه
ملك : أكيد قول
عز : أنا ..
و لكن قاطعه رنين هاتفه، وجده علي فتجاهله و جاء ليكمل حديثه و لكنه رن مرة أخرى فرد عليه بقلق بسبب رنينه المستمر
عز : خير يا علي في حاجة ولا إيه ؟
علي : أنت فين !؟
عز قطب حاجبيه بتعجب : بتسأل ليه؟
علي : ندي
عز : مالها ندي !
و عندما سمعت ملك أسم ندي قلقت كثيراً : مالها ندي فيها إيه؟!
عز أشار لها أن تهدأ قليلاً حتى يفهم ماذا حدث ، و بعدها قال له علي كل ما حدث لندي خلال اليوم
علي : عز أرجوك أهتم بالموضوع ده ندي لو جرالها و أنا معرفتش أساعدها مش هسامح نفسي و أنا مش مستعد اخسرها أنا مكنتش عايز أقلقها لكن التهديد و رجوع والدها ده مش هيجي من وراه خير
عز : طيب أقفل دلوقتي و أنا هبقي أتصرف و أكلمك ما أن أغلق معه قالت ملك بسرعة : مالها ندي طمني !
عز : باباها رجع و عايزها
ملك بصدمة : نعم !!
عز : و في مكالمة تهديد جتلها من رقم خاص في نفس اليوم
ملك : تفتكر الاتنين ليهم علاقه ببعض
عز : إحتمال كبير
ملك بعيون قد ترقرقت بها الدموع : أنا مش هسمح إن حاجه تحصلها ندي بقت مسؤوليتي
عز : أنا عايزك متقلقيش خالص أنا هتصرف
ملك : هتتصرف إزاي؟!
عز : دي حاجه بتاعتي بس الأهم عايزك تطمني .. للأسف إحنا لازم نرجع دلوقتي عشان تكوني مع ندي حتى
نظرت له لفتره قصيرة و صمتت للحظة ثم قالت : عمري ما هنسي اليوم ده
عز ابتسم : ولا أنا
جاءت ملك لتقول شيء و لكنها صمتت فقال
عز : قولي
ملك : أقول إيه ؟
عز : اللي في دماغك
ملك : و أنت عرفت منين !
عز ابتسم : المهم قولي بس
ملك بتردد : عز أنا..
و أثناء محاولتها للكلام لاحظ عز حركه حول مكانهم و عندما دقق كثيراً في تفاصيل المكان لاحظ وجود أشخاص تراقبهم..
عز بهدوء و صوت منخفض : ملك .. لازم نمشي حالاً
ملك بتعجب : ماشي بس موطي صوتك ليه ؟!
عز بنفس نبره الصوت : مفيش وقت خليكي ورايا أوعي تبعدي لحد ما نوصل للعربية
ملك : عز في إيه أنت قلقتني!
عز : ملك قولت مش وقت كلام دلوقتي .. يلا
و خرج من المكان هو و ملك و صوت الحركة خلفهم تزداد أكثر فأكثر إلى أن أحست ملك بأقدام خلفهم، جال نظر عز في المكان حتى وقع بصره على عصى كبيرة أمامه و في أقل من دقيقة التقط هذه العصي و التفت لهم ليضرب الشخص الذي كان يلحقهم و تفاجئ حين وجد معه سكين !! حاول الرجل إصابة عز بشتي الطرق لكنه يتفاداه كل مره و ملك في حالة يرثي لها من الخوف و التوتر
عز بصوت عالي : روحي على العربية و متخرجيش منها .. يلا!!
ملك نفذت أوامره و ذهبت سريعاً إلى السيارة لتجد رجل واقف أمامها ينظر لها بتوعد فأردفت بصراخ : عز !!
_______________________________________
في إحدى الكافيهات الليلية..
خرجت ياسمين لتقابل أصدقائها و اندمجت معهم كثيراً لدرجه أنها لم تنتبه للهاتف الذي يصدع رنيناً بجانبها و كان المتصل يوسف و قلق كثيراً عندما وجدها لا ترد، حاول الإتصال بها مرات عديده و لكن بدون فائدة و قام بتحديد مكانها من خلال هاتفها و أنطلق بسيارته إلى مكانها..
ياسمين : مالك يا سارة سرحانه في إيه ؟
سارة بشرود : هاا .. لا أبدًا
ياسمين : أبدًا إيه بس إنتِ مش معانا خالص
سارة : مفيش حاجه يا ياسمين صدقيني
ياسمين اقتربت منها : لو حبيتي تتكلمي في أي وقت أنا موجودة
ابتسمت لها سارة ليقول عاصم ببرود : أومال سي آسر مجاش ليه وراه مشاغل ولا إيه
سارة : آه هو مشغول جداً الفتره دي
ياسمين : حتى إنتِ يا سالي سرحانه برضو .. صحيح ماما قالتلي إنك جيتي البيت عندي من يومين كنتِ عايزاني .. في إيه ؟
سالي : مفيش كنت جايه اطمن عليكي بس
ياسمين : مش ملاحظة إني بقيت مهمه عندك اوي اليومين دول !
سالي بخبث : أخس عليكِ يا روحي إنتِ طول عمرك مهمه عندي
عاصم قال موجهاً حديثه إلى ياسمين : بقولك إيه خليكي معايا أنا .. تعالي نرقص شوية
ياسمين بتردد : مليش مزاج يا عاصم
عاصم سحبها خلفه و قال : يلا متبقيش رخمة زيهم بقي
و بدأوا في الرقص سويًا و اندمجت معه بمرح و أخذت تضحك و لم تنتبه للواقف أمامها و يطالعها بصدمه كبيرة !!
قبل قليل..
وصل يوسف إلى المكان الذي توصل إليه بعد تتبع هاتف ياسمين و أنصدم تماماً حين وجده مكان رديء السمعة، و أردف يوسف بتساؤل : بتعمل إيه ياسمين في المكان ده؟!!!
و نزل بسرعة من السيارة و دلف إلى المكان و هو يدعي ربه أن لا يجدها فيه و أن يكون هناك خطأ ما و لكنه تسمر مكانه مثل التمثال و عجز عن الكلام حين وجدها ترقص مع شخص مجهول بالنسبة له و تضحك بشده..
مرت لحظات و هو في نفس هذه الوضعية حتى ذهب إليها و أثناء رقص ياسمين مع عاصم أحست بقبضة قوية تعتصر يدها، التفتت لتجد يوسف أمامها يطالعها بنظرات مليئة بخيبة الأمل و الكسرة، لم تستوعب ياسمين وجوده أمامها و هرب الكلام منها و ظلت تنظر له بنفس الصدمة حتى قال عاصم
: أنت شايفها واقفه مع عيل ولا إيه .. سيب أيديها !
يوسف لم يرد عليه فقط ينظر لياسمين بهذه النظرات و عندما أقترب منه عاصم محاولًا سحب ياسمين منه تلقى لكمه قوية منه كادت أن توقعه أرضاً و سحب ياسمين خلفه نحو الخارج و ركض حراس المكان خلفه لأنه سبب فوضي عارمة بالمكان، فأخرج لهم الكارت الخاص به فتركوه تماماً، وصل بها إلى السيارة تركها و استقل مكان القيادة و هو صامت تماماً و هذا ما يسمي هدوء ما قبل العاصفة لأنه كان على وشك الإنفجار بها، استقلت ياسمين السيارة بجانبه و صمتت هي الأخرى طول الطريق حتى وصل إلى بيتها و أوقف السيارة و نزل منها و قال كلمه واحدة فقط : إنزلي
ياسمين بتوتر : يوسف أنا ..
يوسف : أعتقد سمعتيني .. إنزلي
نزلت ياسمين من السيارة : أنا مش همشي و أنت زعلان مني
طالعها يوسف بتهكم وقال : زعلان منك؟! أنا مش زعلان منك يا ياسمين .. أنا مصدوم فيكِ .. إنتِ خذلتيني كنت شايفك حاجه و دلوقتي حاجه .. كنت فاكرك لسه البنت البريئة اللي كُنا بنلعب سوا و إحنا صغيرين لكني كنت غلطان.. إنتِ مش ياسمين اللي أعرفها .. مش ياسمين اللي حبتها
ياسمين بصدمه : حبتها! أنت ..
قاطعها يوسف : بحبك.. أيوة بحبك و من يوم ما وعيتي على الدنيا و أنا بحبك.. فاكرة لما كنت بجيلك أمريكا بس عشان أشوفك ساعه أو اتنين إنتِ فاكرة إني بطمن عليكِ بس لكن الحقيقة إن الساعه دي هي اللي بتخليني أكمل للإجازة اللي بعدها عشان أسافر لك تاني و أشوفك .. طول عمري بحبك و مخبي جوايا عشان خايف أخسر عز لو قولتله إني بحبك ممكن يقول إني كنت بخدعه أو بستغفله و أنا عمري ما أسمح إنه يفكر فيا بالطريقة دي و عشان كده كتمت شعوري ده كان كفاية عليا بس إني أشوفك فرحانه و بخير بس .. فضلت احميكي و مش شايف غير صورة البنت الصغيرة اللي كبرنا سوا لكن في لحظة الصورة دي اتشوهت يا ياسمين
كانت تستمع له بدموع و صدمه كبيرة و أردفت من بين دموعها : أنا أسفه
يوسف صمت و نظر الناحية الأخرى
ياسمين بدموع : أنا أسفه .. بس قبل ما تحكم عليا لازم تعرف إيه اللي وصلني للدنيا دي !
و دون أن ينظر لها استمرت ياسمين في الحديث و أخبرته أنها كانت تشعر بالوحده بسبب بعُد عز عنها بعد الحادثة المشئومة و كانت تتخلص من هذه الوحده عن طريق غمس نفسها في هذا العالم حتى تاهت به
ياسمين : أنا مكنش قصدي أصدمك فيا بس أنا مكنش بأيدي ولا باختياري أي حاجه حصلت في حياتي .. أرجوك حاول تسامحني
و جاءت لتمشي لكنه أمسك يدها و مازال ينظر الناحية الأخرى و قال و هو في نفس الوضعية
يوسف : هسامحك بس بشرط
ياسمين : قول !
يوسف : توعديني إنك تتغيري و تبعدي عن العالم ده ومتروحيش الأماكن القذرة دي تاني و ترجعي ياسمين اللي أنا عارفها
ياسمين بدون تفكير : أوعدك !
نظر له يوسف و ركز في عينيها : وعد يا ياسمين
ياسمين : للدرجادي مش بتثق فيا !
يوسف : ردي عليا !!
ياسمين : أوعدك ..
: إيه اللي بيحصل هنا !!
و نظروا خلفهم بصدمه كبيرةتوقعاتكم ❤
أنت تقرأ
منقذي و لكن
Romanceتريند اول علي الواتباد في 15 اكتوبر 2020 💖💖 ادمنتك حبيبتي .. بعد ان منحتي الحياة لقلبي مره اخري .. ترا هل مقدر لنا ان نكون معا يوما ما .. ام للقدر رأي اخر ف ذلك .. هل سأستطيع ان أري غيرك .. و أنتي تسكنين ثنايات روحي ... ...