عزيز و عهد

الفصل العشرون

ذلك الشعور لا يزول

لكن ستعتاد رويداً رويداً

الماضي لا يود التغير، ثمة أوقات تشعر فيها أن الماضي يقاوم

عندما تكون على مقربة من تغيير شئ ما ،يصعب وصف ذلك ولكنك ستعرف إن فعلت امراً يعبث مع الماضي فالماضي سيعبث بك..

دخل شقته بعد غياب شهراً لأول مرة يترك هذه الغرفة التي قضي بها سنوات حياته ،لم يكن يغيب سوي بضعة ايام لكنه الان يريد الهروب بعيداً، ابعد ما يمكن للتلاشي من هذا الظلام ،اخرج الورقة التي بخط يدها من جيبه وهو ينظر لها بتمعن ثم وضعها في الخزانة واستلقي على الفراش يتذكر لحظات قربه منه، لمسته له، قبلته الاولي لها ،هل تفكر بهِ كما تحتل عقله وقلبه منذ لقائهم الأخير!

رن هاتفه كان يتوقع اما مراد او فارس فقد أصبح مقرب للأثنان خلال الفترة الاخيرة كالرفاق الذين يتحدثون معاً في كل الاشياء ،نظر للهاتف فرد بلامبالاة: عامل ايه

مراد: عايز اقعد معاك انت وصلت؟

عزيز: تعالي انا في البيت

مراد: مسافة السكة

رمي الهاتف باهمال جانبه على الفراش وهو مازال يتأمل سقف الغرفة لم يشعر بمرور الوقت سوي برنين الباب ،وقف بتعب كأنه لا يريد فعل اي شىء سوي البقاء مع عقله وحيداً

فتح الباب ليحتضنه مراد: كل دا قاعد هناك بتعمل ايه

عزيز وهو يرتمي بإهمال على احد المقاعد: خلصت شوية حاجات مع مليكة ،يومين وهتنزل

مراد جالساً على الاريكة: تنزل ليه

:هتبقا تعرف ،المهم مالك فيه ايه

مراد بارتباك : انت حبيت قبل كده

عزيز بحرص: ليه؟

لا يعلم لماذا لا يخبر اي احد بشئ يخص وان كان شعور بداخله يخص من امامه لا يخرجه فقط يصبح أسير بداخله ،لم يخبر احد من قبل انه يحبه او ممتن له حتي وان كان رفيق

مراد بدهشة: ليه ايه؟ يعني حسيت ان قلبك خلاص مش هيقدر يعيش غير مع قلب معين

ابتسم عزيز ولم يتحدث

مراد ملخصاً كل حديثه: عايز اتجوزها

: وايه اللي مانعك؟

:انا مش عارف ردها هيبقا ايه اقولها الاول انا حاسس بايه ولا اقولها نتجوز

حاول عزيز منع ضحكاته لكنه لم يستطع

مراد بعصبية: ايه اللي يضحك؟

:قولتلي انت عمرك ما ،صمت وهو يغمز

مراد: ايوة

عزيز وقد تذكر عهد وهي تخبره بانها تمنت من لم يلمس امراءه اخري مثلما هي لم تلمس احد من قبل :يا بختك