الفصل الثلاثون

1K 15 3
                                    


كان الظلام حالك بالشوارع والأمطار تتساقط كأنها تتسابق مع بعضها البعض، نظر مراد بتوتر لهذا الوجه الجامد الذي ظن انه لا يتأثر بشئ بل اصبح مقتنعاً بذلك ،كانت يداه الدامية من ضرب الرجل تمسك عجلة القيادة بلامبالاة فهتف مراد: هنعمل ايه؟

عزيز بهدوء: خده عندك وانا هبعتلك دكتور مسافة السكة

هز راسه بالموافقة الا انه هتف بعد ان تذكر: ام قمر واخواتها جايين الصبح

لم يتحدث عزيز فأكمل مراد :نوديه اي مستشفي ونمشي

توقف عزيز بالقرب من بيت مراد: خلاص انزل

مراد: هتعمل ايه

عزيز بضيق: انزل تصبح على خير

هز رأسه وهو يعلم بداخله انه قد تصرف بأنانية وذهب مسرعاً من هذه الامطار

نظر عزيز في ساعة يده بعد ان فكر بالاتصال بفارس لكن الوقت لا يسمح بذلك فبالتأكيد هو في اعمق احلامه الان لانه يعمل بعملين

ترك الهاتف وهو يتحرك بالسيارة حتي توقف عند منزله وهبط يأخذ هذا الشاب الذي يظهر انه في العشرينات من عمره: اسند عليا

لكنه كان فاقداً وعيه فلم يجب فاسنده عزيز حتي صعد وطرق الباب

فتحت عهد بنظرات دهشة وخوف لهذه الدماء التي تغرق ملابس عزيز ويده ،وضع الشاب على الاريكة دون ان ينظر لها

قال وهو يضع الشاب وموليها ظهره: ادخلي جوا واقفلي الباب

اقتربت وملامحها مرتعبة: هو ميت!!

قال مرة اخري بصوت هادئ: سمعتي قولت ايه؟

مدت يدها محاولة لمسه: طب انت حصلك حاجة؟

انتفض بغضب عارم: ادخلي دلوقتي

رجعت عدت خطوات تلقائية امام وجهه الغاضب الذي لم تره هكذا من قبل ،منذ بداية لقائهما وهو يخبرها انه لا يريد ان يريها وجهه الغاضب، هل هذا هو؟ ام ان هناك وجه اخر!

دق الباب فظل واقفاً دون التحدث ينتظر ان تدلف للداخل، نظرت له بلوم ثم دخلت الغرفة

فتح الباب لصديقه الدكتور يونس الذي دخل سريعاً لهذا الملقي على الاريكة وظل يقوم بعمله حتي انتهي من تخيط الجرح وتعليق بعض المحاليل له بمساعدة عزيز، كان الصباح قد حل بالفعل

يونس ناظراً لعزيز بشدة وهو يعلم انه يتهرب منه ومن النظر له: متخافش مش هكرر الكلام بتاع كل مره

عزيز بسخرية لا تليق بالموقف: زهقت مني؟

ابتسم يونس على كلمات عزيز ثم اخفي ابتسامته: مزهقتش بس انت حافظ انا هقول ايه

اسند عزيز ظهره بتعب على الكرسي: مانا كل مره بردو بقولك ان زيهم وانت بتصمم على رايك

عزيز و عهدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن