الفصل الثامن والعشرون

401 17 0
                                    

لم يتخطي فكرة تواجد أخيه كشبح الماضي بعد ان سحب نفسه من حياته، فلما الآن يعود بالظهور! لم يسامحه يوماً عن تخليه وهروبه لبلد آخر بل انه كان يحمله جزءاً من ذنبه على ما وصل له ،فلربما إن كان بجانبه لم يكن سيسمح لهذه العواصف ان تأخذ سنوات عمره بداخلها دون فعل اي شئ يذكر سوي الخطيئات....

نظر لساعة يده من شروده بدهشة بعد ان ظل عدة ساعات جالساً في السيارة يتذكر بعض الذكريات الطفولية التي يحب كلاً ما تذكرها بتفصيلها الدقيقة ونتمني في اللحظة الواحدة آلاف المرات بأن تعود هذه الايام مع من أحببناهم، لمن سُعد قلبنا لتواجد رائحتهم بيننا، ذفر انفاسه يجيب على هاتفه بعد عدة رنات

عزيز بضيق: فيه ايه

فارس: ايه ده مالك

:عايز ايه يا فارس انا مش فاضي

فارس بمرح: مش فاضي بتعمل ايه

ذفر ولم يجب فهتف مرة اخري: انت فين هجيلك

عزيز بتأفف لا يعلم مصدره ،فقط يشعر بوجود شيئاً ثقيلاً يكتم انفاسه: لا انا هروح

فارس بنبرة قد حرجت للتو: تمام تصبح على خير

حرك يده على جبيه من اسلوبه الفظ وهتف بسرعه: انت فين؟

بعد نصف ساعه توقف بسيارته امام الحديقة الخلفية للدار وهبط من السيارة متوجهاً لفارس الجالس على السلالم المهجورة: متزعلش مني

هز كتفيه بعدم اهتمام ثم نظر له: مالك

جلس عزيز بجانبه: مخنوق شوية

بعد دقائق كان عزيز قد اخرج ما بداخله لفارس الذي أصبح يستأمنه على اسراره بعد ان كانت كل الاسرار تظل بداخله فلم يكن يتحدث مع احد ،ولكنه تغير تتدريجياً، حتي انه شعر بهذا التغّير

فارس: مهما حصل او عمل ده اخوك

عزيز بدون تفكير: يعني لو ابوك رجع ظهر في حياتك هت...

لم يكمل وهو يمسح وجهه بكفيه ينم عن ضيقه لما قال

فارس بجدية: اخوك اذاك جامد اوي كده؟

عزيز كالطفل الذي لا يظهر سوي قلة قليلة من شخصيته: كان المفروض يرجع لما يعرف اللي حصل واني بقيت لوحدي، انا فضلت مستنيه على فكره

نظر فارس للسماء بتنهد لا يعلم ما يقول ثم اردف: مش قولت اني اخوك

ابتسم عزيز لهذه المحاولة بأن يخرجه من نبرته الحزينة، فحرك كفه على شعره: اخويا الصغير ،ثم نظر للسماء هو الاخر وقال بهدوء: بس انا كنت مستني اخويا الكبير

فارس: متتغطش على نفسك وطالما مش جاهز انك تكلمه متكلمهوش ،لما تجهز زي ماهو لما جهز ظهر تاني

حرك عزيز كفيه داخل شعره المتطاير من الهواء فضحك فارس: اوعي تحلقه

استسفر بملامحه فهتف فارس: عهد بتحب الشعر كدا

عزيز و عهدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن