الفصل الحادي عشر

463 29 0
                                    

" لقد خلفت وراءها اثاراً بسيطة خلال حياتها على الأرض ،مرئية فقط لأولئك الذين يعرفون أين ينظرون.. ولكنني حتي الآن لا اعلم اين انظر، بل لا أعرف اين يجب ان أتحرك ،تركت الأيام تقرر لي مصيري منذ ذلك الحين.. منذ ان فقدتك وانا عالق بداخلي.. ربما الطفل الذي ربتيه بدأ ان يتلاشى من داخلي ،ظل يبحث عني لفترة ولكنني كنت اهرب منه دائماً حتي يأس من هذا العالم القاسي ،هرب وهو يبحث عنكِ ..متأكداً ان روحك سوف تعود ربما في جسد آخر ،في مكان آخر ،في زمن آخر! هرب وترك لي هذا الوحش بداخلي"

قرأت هذه الورقة بعينيها وهي تشعر بكل حرفاً بها ،نظرت لرسالته وادته نظرة اخيرة وهي تغلقها مثلما كانت واعادتها مكانها ونظرت لكل هذه الاوراق في الصندوق ،أيكتب لها عوضاً عن وجودها او وجود احد يتحدث معه! أظل كل هذه السنوات في هذه الشقة الصغيرة داخل هذه الغرفة باللون الأسود يكتب في هذا الصندوق جالساً وحيداً طوال الليل

قطع أفكارها جرس الشقة فنظرت بفزع وهي تضع الورقة التي بيدها وتعيد كل شئ حيث كان ،نظرت سريعاً في المرآه تمسح دموعا ،ذهبت سريعاً للباب

احتضنها فارس وهو يبتسم لها بحب :عاملة ايه؟

عهد وهي تشعر بالراحة لرؤيته: الحمدلله وانت؟ ادخل اتفضل

فارس وهو يجلس على الأريكة واضعاً بعض الاشياء التي جلبها لعهد: بقيت كويس دلوقتي ..كل ده متكلمنيش خلاص مليش لازمة في حياتك؟

:والله حصل حاجات كتير اوي غصب عني

ذهبت للمطبخ جلبت ماء وعصير ووضعته ثم جلست

نظر لها بتمعن: هو مش هنا؟

:لا

:ليه يا عهد! بعد الانتي حكتهولي انا وريم يوم ماجيتي انا سيبتك براحتك وقولت يومين وهتفوقي وترجعي وسيبتك براحتك بس شكلك مش هتفوقي

ظلت تنظر له دون التحدث

امسك يدها :عهد انا مش محتاج اقولك اني جنبك اي حاجة عايزة تعمليها وخايفة انا هفضل في ضهرك ومش هسيبك

سقطت دمعة من عيناها لا تعلم لماذا

:عملك حاجة؟

هزت رأسها سريعاً بالنفي

طرق الباب في هذه اللحظة فوقفت مسرعة وهي تفتح

دخل فارس وهو يحمل عدة اشياء مد يده لعهد فأخذتهم وتوجهت للممطبخ وهي تنظر عليهم بقلق

وقف فارس فمد عزيز يده مصافحاً له

عزيز مراً له بأن يجلس: منور

جلس فارس وجاءت عهد مسرعة تجلس هي الاخري لمنع اي حماقة نظر لها عزيز وقال لفارس: عهد حكتلك عني ولا احكيلك انا

رفعت نظرها له وهي تضغط على اسنانها ثم ابتسمت ابتسامة جانبية بغيظ

رفعت نظرها له وهي تضغط على اسنانها ثم ابتسمت ابتسامة جانبية بغيظ

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
عزيز و عهدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن