الفصل الثالث عشر

459 30 2
                                    

"من أخبرك ان الضربات التي لا تقتل تجعلك أقوي هو واهم، واكاد اقسم انه لم يتعرض في حياته لتلك الضربات القاتلة. عندما تتعرض لتلك الضربات تصبح أكثر حذراً ، لن يعرفوا أبداً حجم الانقاض التي بداخلك، لن يعرفوا ابداً لحظات السهر الطويل وجلسات محاسبة النفس ،لن يميزوا هالات السهر السوداء تحت عينيك ،لن يتفهموا خوفك من التقرب من اي شخص، لن يفهموا هروبك الدائم، الناجون من الضربات القاتلة يعيشون في وحدة مهما كان من حولهم، يصبحون متبلدى المشاعر، لا تؤثر بهم أعتي المواقف ،لا ينتظرون أحد، أعلم جيداً لماذا هرب الجميع من حولي وسيظلوا يهربون...."

توجع عزيز واضعاً يده على الجرح فانتفضت عهد خائفة وهي تعيد الورقة في صندوقه الخاص مع هذا الورق الكثير الذي كان يتحدث معه بدلاً من البشر، هذا الصندوق الذي عاش به لسنوات، اغلقته وتوجهت له مسرعة

وضعت يدها على رأسه تتحسس حرارته وهمست: عزيز

كان وجهه شاحباً ويملئه التعرق

نظرت له بتمعن وهمست مرة اخري بتآثر: ايه الانت عملته في نفسك ده! ليه كل ده

همس: آنا أسف

جذبها وهو يتمتم :الجو برد

استلقت بجانبه وهي تسحب الغطاء عليهم لتضع رأسها بجانبه على الوسادة تنظر بحزن

عزيز وعيناه مغمضه: ياريت كنت قابلتك من كام سنة

قرب وجهه مستنداً على رأسها من الاعلي: كان ممكن تحبيني

اغمضت عينيها لتنزل دموعها في صمت ،كان عزيز قد ذهب في النوم وما هي الا دقائق ونامت هي الاخري بعد ليلتان طويلتان لم تذق النوم

__

فتح عينيه على رنين هاتفه فاستيقظت عهد بسرعة وهي تنظر له بفزع :انت كويس؟

ابتسم تلقائياً ثم تحرك ببطئ وتعب

وقفت عهد وهي تعدل شعرها متوجهه للطاولة: متتحركش

مدت يدها بالهاتف ،ظل ينظر لها يتذكر عندما اطلق عليه رصاصة من قبل وظل طوال الليل وحيداً بعد ان أمر يونس بالذهاب وأصر بعدم بقاءه..كان يتألم وحيداً ويفعل كل شئ لنفسه، ليلملم جراحه سريعاً ويعود لساحة العمل بعد يوم ليس اكثر، افاق علي صوتها يكرر اسمه

:انت كويس؟ لو مش هتقدر تتكلم ارد انا؟

نظرت للهاتف ثم قالت: مراد

هز رأسه ممداً يده لها ليلتقط الهاتف :انت كويس!

عزيز مستجمعاً نفسه: أيوة

:يونس بلغ الكبير باللي حصل، مين اللي عمل كده؟

اغمض عزيز عينه ببطئ لتأتي له ومضات من هذا اليوم ثم فتحها مرة اخري :مشفتوش ضربني وجري

عزيز و عهدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن