امواج البحر تتصارع معاً أسفل ضوء القمر والنجوم التي تشاهد كل هذا ،تتصارع الأمواج ليس من اجل الحرب بل لأنه من الصعب ان تظل هادئاً لفترة طويلا، كلاً منا وكل شئ بداخله نهاية للهدوء ونهاية للحرب.. كان البيت الصغير امام البحر دافئاً بعد ان اشعل عزيز بعض الاخشاب التي وجدها بالداخل
عهد: احنا كنا رايحين فين؟
عزيز وهو يتفقد المكان لم يكن سوي غرفة بها مقعدين وطاولة وفراش ومدفئة: مش مهم
عهد بتأفف: وبعدين
:نامي وانا الصبح هشوف حد قريب
عهد: ما تتصل بحد دلوقتي يجي ياخدنا
عزيز وهو يجلس على احدي المقعدين: مش عايز حد يعرف انا فين، قومي نامي والصبح هنمشي
نظرت للفراش وهتفت: مش عايزة انام
نظر لها بتمعن: عايزة تعملي ايه
:مش فيه بحر برا؟ هخرج اقعد هناك
هز رأسه لتخرج وهي خائفة من الظلام ولكنها اكملت ما تريد على كل حال بعد دقائق هتف من خلفها: هربتي من المزرعة ليه؟
استدارات من جلستها وهي تراه يتقدم نحوها بخطواته ليجلس جانبها على الرمال
هتف مرة اخري: حد أذاكي؟
قالت دون ان تنظر: قولتلك انه كان كويس .وجهت نظرها له: انت سألت قبل كده وانا رديت المفروض انا اللي أسال
ابتسم ليهز رأسه: اسألي
قالت مسرعة: ايه الخاتم الانت لابسه علي طول ده؟
ضحك مستهزءاً: ده اللي شاغل دماغك! بتاع واحدة أعرفها
ظلت تفكر لثواني ثم حسمت أمرها وسألت: هو ازاي حد ينام مع حد وهو مش حاسس تجاه بأي حاجة وممكن كمان ميشوفوش تاني؟
نظر على الأمواج ثم نظر لها: فيه اسباب كتير بتختلف من حد للتاني
عهد: ايه الاسباب دي
عزيز بجدية وهو ينظر امامه: متعة او تفريغ طاقة ممكن يأذي بيها حد، انتقام من نفسه، انتقام من حد بيحبه. نظر لها ببرود: او حد حيوان
ساد الصمت بعد جملته عدة دقائق لتعود للحديث مرة اخري: انت دكتور ايه؟
:نفسي
نظرت له بدهشة ثم قالت: علشان كده بتسأل هربت ليه!
نظر وهو يرفع حاجباً معترضاً: علشان ايه؟
عهد: ازاي دكتور وازاي بتشتغل مع مافيا وبتخطفوا اطفال؟
ضحك: بنخطف اطفال!
عهد بجدية: ازاي
هز عزيز كتفيه معلناً انه لا يعلم
اقتربت منه وهي تعلم انه كان يوماً شخصاً جيد بل طيب القلب ايضاً ،الصقت وجهها بالقرب من أذنه وهي تهمس: خلي بالك علشان الدكتور ساعات مش بيعرف يعالج نفسه
أنت تقرأ
عزيز و عهد
Romanceعزيز صاحب القلب المظلم الذي يسود ظلامه على من حوله يتضامن مع شخصية أخري وهو مراد الاثنان رجال مافيا لعصابات مختلفة ولكن هدفهم واحد، تقع في ايديهم فتاتين الأولي مشردة تعمل لتنفق على إخوتها والأخري لم تكن سوي يتيمة في أحد الملاجئ....
