الفصل الاثنين والثلاثون

622 9 1
                                    

كانت اعينه مفتحة بين الامواج ليري قارب بعيد جداً عنه اغلق عينيه ليجد نفسه جالساً بهذا القارب وامامه والديه

رمقهم بنظرات الدهشة وهم مبتسمون وهتف بتعجب: ماما! بابا.. نظر حوله: هو انا ميت!

الاب بحنان: لا يا عزيز.. ثم هز راسه يشرح: دماغك بيتسحب منها الاوكسجين

نظر لوالدته: يعني قربت اموت؟

ابتسمت الام حتي ظهرت اسنانها بصوت يتردد في المكان :انت عايز ايه يا عمري؟

كان المشهد ضبابياً كأنه حلماً

قال عزيز بصوت حزين: مش عارف حاسس ان الموت اسهل

قال والده بجدية: الموت ليه مزايا بس مفيش حاجة احسن من حياتك اللي مستنياك

:ينفع افضل معاكوا؟

اصبح المشهد طفلاً صغيراً ربما بالعاشرة من عمره بالقارب مع والديه ،عزيز هتف هذه الجملة بصوت طفولي

وضعت الام يدها على شعر الصغير: لا يا عزيز لسه

مسك الاب كفه الصغير بين يديه الكبيرة: في يوم هتبقا معانا بس مش دلوقتي

نظر الصغير للام ثم الاب وهتف: بابا انا خايف طول الوقت

هز الاب راسه: انا عارف.. عارف.. بس علشان تقضي على الخوف ده عيش حياة مليانة بالحب يابني انسي الكره ..الخوف اتبني من الطريق اللي انت ماشي فيه..

وضعت الام يدها فوق ايديهم: عارفة ان قلبك كله حب يا عزيز

ابتسم الصغير بحب فهتف الاب وهو يحتضنه: سلام يابني

انتقل المشهد للأب بداخل الاعماق مع عزيز يحتضنه بحنان وحرك يده على شعره مودعاً مبتعداً وعزيز يبتسم ابتسامته الجانبية حتي شعر بمن يجذبه من ملابسه للاعلى

كان فارس فأسنده على الرمال يسمع نبضه

ركضت عهد جاثية على ركبتيها تقول بترجي : فوقه يا فارس

وضعت يديها على عنقه : عزيز انت سامعني؟ مينفعش تسيبني ..بدا صوتها في البكاء: مينفعش تمشي..اكملت بتقطع: انا انا محبتش قبل كده عشان مبثقش في حد يكون قريب مني وبعدين يسيبني.. انا اكتر واحد حبيته بابا ومشي وسابني يا عزيز متمشيش انا محتجاك تفضل جنبي.. عايزة احس اني استحق حد احبه يفضل معايا ..

سقطت دموعها على وجه عزيز وفارس ينظر بترجي وبداً بالضغط على قلبه عدة مرات بقوة حتي سعل عزيز بقوة محركاً راسه للجانب يخرج من فمه ماءاً ،هتفت عهد باسمه فاسند ظهره مرة اخري وهو يسعل بشدة

في هذا الوقت كان مراد قد اخرج قمر منذ وقت واعطي لها سترته وظل واقفاً بجانبها يشدد يده على كتفها ليشعرها بالامان الذي فشل في توفيره لها،

عزيز و عهدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن