قلبتُ عيناي بين عمّاتي وأعمامي الذين لاحظتُ وقوفهم معًا بعيدًا وقد انشغلوا في الحديث سويًا، لأنتبه بعد لحظات إلى الباب الذي فُتح، التفتُّ لأرى من الآتي؛ لأرى عمي الأكبر "حسين" يدلف سريعًا، ليدلف من خلفه ذلك الشاب الغريب. شاب!! رمقتُه ببطء من أعلاه لأسفله ليرتفع ثغري بابتسامة صغيرة وأنا أراه يتألق في بذلة سوداء جعلته وسيمًا، لم أكن أعلم من هو ولم أشغل بالي حتى بمعرفة ذلك، فكل ما لفت انتباهي في اللحظة الموالية هو إخراجه لإحدى المناديل المبللة ليضعها في كفّه قبل أن يلتقط بنفس الكف التي غطّى باطنها المنديل يد جدّي حتى يحيّيه بأدب.. أهو مختل!