[٣٦] دمُوع مُتَربه

2K 156 150
                                    

"لُو أظَهرت دمُوعي حَرقه قَلبي كان كل دمُعه اسقَطها على الارض تَنبت شَجره قَهراً"

الهُدوء ، التُوتر ، صُوت أنَفاس الهَادئه ، هَذا ماكان يخَيمه على الأثَنين الذان بَداخل السَياره ، حَيث كان الأشَقر يضَع رأسهُ على نَافذه ينظر لطَرقات ، والفَحمي الذي أخَذ مكان السَائق يقُود نَاحيه وجَهتهُما...

كَانت بَين لَحظه وأخَرى يقُوم الأكَبر بالقَاء نظَره خَاطفه نَاحية صَغيره الذي كان وجهِ بَاهت والحَزن واضَح عليهِ ، وكُلما القَى نظره عَليهِ يفُكر بفَتح شَفتاه يفَاتحه بأحد المُواضيع ، ليعُود لغَلاقه غَير عَالم بالَذي ينَطقه فهُو سَيء جَداً بفَتح مُوضوع ...

ق

َرر مُواصَله الصَمت المُريَب يُكَمل القَياده ...

تُوقَفت السَياره أمَام المَقبره ، وقُبل أن يخَطُوا بُومقيو خَارجاً قَد سَبقه تايهيون بالنَزول حَيث أتجَه الى تلكَ القُبور بَاحثاً عن خَاصه والدتهِ ، كان يسَير بخُطوات مُتعَرجه وغَير مَتزنه ، فقَد تمنى الان رؤيه والدتهِ بُوقت ضَعفهِ .. لكنها لَيست مُوجوده ليحَتضنها ويشَكي لها ولَم يتَبقى لهُ من يحَميهِ..

والفَحمي كان يضَع يداه بجَيبه يتَبع خُطواتهِ ومقَلتاه تعَكس نظَره حَزينه ، كم بَدأ غَبي في أفَعالهِ هو مُستعد لفَعل أي شيء حتى يعُود الاشَقري الذي التَقى بهِ قبل أن يقُوم بتعَذيبه ، كان ذو شَخصيه مرحه ويتحَدث كثيراً .. فامزال يتَذكر لحضَاتهِ بالَزي الفتاة فهي مُطبُوعه في ذاكَرتهِ...

جثَى تايهيون على ركَبته عَندما وجَد مُرادهِ ، يتَخلل أنَاملهُ بهُدوء في التَراب عَابثاً بهِ ، ومُجرتَاه تعَكس أنكَسار واضَح نَاطقاً بصُعوبه فالغصَه التَي في حَنجرته تمنعهُ من ذلكَ "امُ-ي لَم يعد هُناكَ حضناً يحَتُوني كـ خَاصتكِ" كان يتَمنى عند رؤيُتها أن يخَتبئ بحضَانها يبكي بقَدر الَذي يَريدهُ ، لَكن الان قَد أحتضَن ترابها بدل ذلكَ..

"ان-ا وحَيداً ولا أعرف أحد غيركِ" ان تكُون وحيداً في عَالم لا يُوجد من لا تعَرفه ، فقَط فقدان عائلتكَ تقع ضَحيه ناس لا تعرف عنكَ شَيئاً او مُهما مُعرفتكُما او قَرابتكُما لا يكُون بذات قُرب عائلتكَ او اشخاصاً ترعَرعت بين أحضَانهُم منذ بثُوقكَ لدُنيا..

"ام-ي انتِ تعلمين طفلكِ يتألم لما ذهَبتِ ، الا تعلمين انا بتُ يتمياً!" حَتى أن كُنت كُتماً ستحَتاج حضَن والدتكَ لبكاء وطَرح الحَزن ، او حتَى لست انتَ كذلك ولا تظَهر ضعفكَ لا حد ستجَد والدتكَ اول من يتسَائل عن حالتكَ عنُدما ترى سُؤكَ ، لكن تخَيل أن يخَتفي صُوتها واسئلتها عنكَ وفقدانها من المَنزل باكملهُ...

"لم اعلم طفُولتي من حَاضري" تايهيون تألَم كثيراً مُنذ الطُفوله فقَد كان اباً غير مُراعي تَاركاً اياه بعُمر صَغير لأجَل امُرأه أخُرى ، وامُاً مَريضه لا تسَتطيع ان تعَيل نفَسها حَتى ، لكن هو عَمل بجَد ليبقَيها على قَيد الحَياة .. كُل شيء ذهَب سُودا فقَد فقدها برمَش عيَن ، لا صُوتها،  لا حَنينها،  لا عَطرها أخَتفى كُل ذلكَ..

هُيام سَرمِدي TG حيث تعيش القصص. اكتشف الآن