الفصل الثامن

40.8K 2.5K 303
                                    

اكتفيتُ منكَ عشقًا
(الجزء الثاني)
بقلمي فاطمة محمد
الفصل الثامن:
لو أنني أقول للبحر ما اشعر به نحوك لترك شواطئه وأصدافه وأسماكه وتبعني.
نزار قباني.

"صـــــــــرخــــة"

جحظت عين ملك بصدمة من فعلتها وصفعها إياه..
صدمة...سرعان ما تحولت لغضب جلي، مطالعة إياها بأعين تحمل من الحنق ما يكفي لإحراقها، متحدثة بصوت مكتومًا متشنجًا:
-إيه اللي عملتيه ده، أنتِ بتضربيني يا أفنان!

هنا وأدركت علياء ما يحدث، فكانت متسمرة مما حدث، لا تدري لما تطاولت عليها وقامت بصفعها...
بارحت مكانها مقتربة من صديقاتها متناسية أمر الباب..
ما لبثت أن تتحدث حتى خرج صوت روفان مشمئزًا مستنكرًا خيانتها لها:
-ده أنتِ تحمدي ربنا أني مشربتش من دمك، لولا العشرة والعيش والملح اللي بينا كان زماني مخلياكي ندمانه على اللي عملتيه وخيانتك ليا، أنا يا ملك أنا تعملي فيا كدة، بتبعيني وبتبوظيلي كل اللي عملته، يا شيخة ده لو كان حد قالي أنك هتعملي كدة مكنتش صدقته.
تابعت علياء حديث روفان، لا تفقه شيء مما يحدث، كل ما أدركته أن ملك فعلت شيء أحمق جعل الغضب الأعمى يسيطر على روفان.
حاولت تهدئه حدة الأمر والدفاع عن ملك، متمتمة:
-اهدي يا أفنان أنا مش عارفة ملك عملت ايه بس اكيد هى متقصدش تضايقك مش كدة يا ملك.

لم تعيرها ملك اهتمامًا معلقة انظارها بـ روفان.
ازدردت علياء ريقها من صمت ملك، فلأول مرة ترى نظرات الكرة والحقد تملئ عين رفيقتها.
حولت أفنان انظارها تجاه علياء، متحدثة بقوة وقسمات لا تستوعب حتى الآن خيانتها:
-متقصدش إيه يا علياء، دي باعتني راحة لـ خديجة وقالتلها أني مش بنتها وأني داخلة وسطيهم لسبب، لا وكانت بتنصحها تدور على بنتها.

صعقت علياء، وجحظت عيناها، ورمقت ملك الذي قامت أفنان بدفعها للخلف بقبضتها دفعات متتالية، مرددة بوحشية:
-أنا عايزة أفهم استفدي إيه لما عملتي كدة ها، كنتِ فاكرة أنها هتصدقك، خنتيني ليه أنا عايزة أعرف، انطقي قوليلي عملتي كدة لية!!!!

وأخيرًا خرجت الكلمات من فوه ملك التي برزت عروق رقبتها بتشنج صائحة بصوت عالي مخرجة ما تحمله بين ثنايا قلبها لها، وهى تدفع يديها التي تسدد لها الدفعات بصدرها:
-عملت كدة عشان تعرف حقيقتك، وتعرف أنك كدابة، كلهم لازم يعرفوا حقيقتك أنتِ متستاهليش حبهم ده، متستاهليش أنها تاخدك في حضنها وهى فاكراكي بنتها، متستاهليش أن واحدة بتحبك بالطريقة دي تناديكي بنتي وأنتِ بتضحكي عليها.

صمتت للحظات تلتقط انفاسها، وكلا من روفان وعلياء يتابعونها بصدمه لا يصدقون بأن ذلك الحقد يكمن بداخلها تجاه روفان، تابعت ملك بمرارة:
-طول عُمرك مدلعة سواء من ابوكي ولا اخوكي حتى مصطفى كان بيموت فيكي وأنتِ اللي سبتيه بسبب اللي حصلك...مش عارفة أنتِ بتفكري ازاي فاكرة أنه مفيش حد بيحس زيك، فاكرة أن الكل تحت طوعك، روفان هانم تؤمر واحنا ننفذ...مش مكفيكي حب اهلك ليكي عشان تروحي وتاخدي حبهم هما كمان واهتمامهم...في غيرك مش لاقي الحب ده، بدل ما تحمدي ربنا على النعمة اللي أنتِ فيها بتتبطري عليها.

اكتفيتُ منكَ عشقًاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن