الفصل الخامس عشر

43.9K 2.4K 489
                                    

اكتفيتُ منكَ عشقًا.
(الجزء الثاني)
بقلمي فاطمة محمد.
الفصل الخامس عشر:

علمني حُبكِ
أن أتصرف كالصبيان
أن أرسم وجهكِ ..
بالطبشور على الحيطان
يا أمرأةً قلبت تاريخي
إني مذبوح فيكِ !
من الشِريانِ إلى الشِريان.
#مقتبس.

"ابــــــتزاز"

تقبع داخل أحضانه على تلك الأريكة...تتشبث به كالطفل الصغير..تستمد منه الآمان والراحة..تنتظر قدوم أخيها الذي لم يأتي حتى الآن..فبعدما قامت بطرد سليم..استمرت محاولاتها للاتصال به..وبالنهاية أغلق هاتفه..فقررت المغادرة والمجئ لمنزل والدها حتى تتمكن من رؤيته..فلا تتحمل ضيقه..

ولم يغيب عنها ما فعلته علياء…
بل ما لم تفعله إذا صح القول..فهى لم تحاول الأتصال به...او اللحاق به..عقب حادثته مع سليم مثلها..كانت جامدة..باردة..
لا تدري ما بها !!

لكنها ثارت التساؤلات داخلها..
بينما هو كان يحاوطها بيد والآخرى تربت على خصلاتها بحنان زائف..
أجاد اتقان دور الأب لها طوال حياتها…
فكان دافعه هو انتقامه..
انتقامه الذي يزداد لهيبه كلما رآها..
لا يراها تلك الفتاة التي قام بتربيتها..وتراه أب لها...بل كان يراها ابنه ذلك الوحش…الذئب..
الذي انقض على زوجته..ونال ما أراده عنوه..

كان الصمت هو الذي يخيم في المنزل عدا من صوت أنفاسها الهادئة المنتظمة…

رفعت رأسها عن صدر فوزي ما أن رآته أمامها...لتنهض من أحضانه..وتهرول مندفعة تجاه عاصم مطوقة إياه...متمتمة بأعتذار:
-أنا آسفة يا عاصم على اللي حصل انهاردة..انا مسكتلوش والله...وطردته بعد ما أنت مشيت..وانا وعلياء حاولنا نتصل بيك بس انت مردتش…

كذبت بالأخير لتجميل صورة رفيقتها امامه…
ابتسم بسخرية على حديثه...فلم تستطع هى رؤية تلك الابتسامة…
طوق خصرها بيداه..وعيناه تتقابل مع والده بلقاء طويل..مغمغم بنبرة ذات مغزى ويداه تسير على ظهرها:
-انا مزعلتش.. متقلقيش..

ليكمل في سره:
-انا بس هزعلكم كلكم…

خرجت من أحضانه ليزيف سعادته وامتنانه لمجيئها ذلك:
-مكنتش متخيل اني هاجي القيكي…

-كان لازم اجي مينفعش اشوفك مضايق ومجيش اهون عليك..أنا مليش غيرك انت وبابا يا عاصم..ربنا يخليكم ليا…

رفع عاصم يداه محتضن وجهها بين راحة يديه، متمتم بحب أجاد إظهاره:
-ويخليكي لينا يا حبيبتي..يلا تعالِ خلينا اوصلك الو

نفت برأسها، قائلة:
-لا يا عاصم مش هروح..هبات معاك انت وبابا انهاردة..وهما كدة كدة عارفين أني عند علياء..فهكلمهم واقولهم اني بايته عندها انهاردة كمان..

اكتفيتُ منكَ عشقًاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن