الفصل السادس عشر

37K 2.4K 305
                                    

اكتفيتُ منكَ عشقًا.
(الجزء الثاني)
بقلمي فاطمة محمد.
الفصل السادس عشر:

تعالي ، فأيامي باردةٌ و ميتة ، تعالي ليتهادى شعرُكِ فوقي ، ولتعبقُ أنفاسُكِ في وجهي ، ولتدفئُ قلباً برداناً في هذا اللّيل ، تحت سماءٍ نجميَّة.
‏ـ بيو يافوروف.

"صــــــــدمــــة"

انتهت من إلقاء كلماتها..وعيناها تلمع بالطمع..راغبة في الحصول على نصف المبلغ مقدمًا كي تضمن حقها..ساد صمت ثقيل للحظات..
ثم رفع سليم يده ومررها ببطء على ذقنه النامية، مغمغم بحدة:
-لا هتاخديهم بعد ما تقوليلها كل حاجة..

اكفهر وجه المرأة، ولاحت إمارات التذمر والرفض على محياها، قائلة:
-وافرض قولت ومختش حاجة..اخرج من المولد بلا حمص..

نفرت عروق سليم تشنجًا...متمتمًا بصلابة شديدة:
-لا هتخرجي بمليون جنيه..احنا مش هنضحك عليكي..مدام قولنالك هنديكي يبقى هنديكي..

-وأنا اسفة، اخد ن

قاطعها بسام، مردفًا بلهجة صارمة، موجههًا حديثه لسليم:
-خلاص يا سليم..بليل نجبلها 100 ألف، وبكرة نكتبلها الشيك وهى تبقى تصرفه وقت ما تحت..

بدأ العبوس يتبخر من على قسماتها ويحل مكانه بسمة كبيرة، قائلة بأعجاب:
-ماشي وانا موافقة ومش هنزل كلمة الأستاذ…

مط سليم شفتاه مردفًا بلهجة آمره:
-تمام..وبكرة لما اجيبها تعملي كأنك متعرفنيش ولا شوفتيني قبل كدة، فاهمة..

-فاهمة.

__________

سحب صابر مقعده المريح بشرفة غرفته...متنهدًا بقوة...مغمضًا جفونه..عاشقًا تلك الجلسة..وتلك الخلوة..
فتلك الأجواء تريحة..وتجعله يشعر بالاطمئنان بعض الشيء..
ظل هكذا منتظرًا خبرًا من سليم..يخبره عما فعله مع تلك المرأة..
رغم تيقنه من موافقتها..

لم يقطع تلك الخلوة وذلك التفكير سوى طرقات متتالية يصاحبها صوت هناء زوجة ابنه..

خرج صوته آمرًا إياها بالدخول..
استجابت له..ودخلت مغلقة من خلفها...متقدمة من الشرفة المفتوحة على مصراعيها..
-تعالي يا هناء..قوليلي عملتوا ايه..العروسة عجبت مروان..

كبحت بسمة كادت تشق ثغرها، وهى تهز رأسها دليلًا على النفي..

التوى شدقيه ببسمة جانبية، ملقيًا اللوم على مروان:
-طبعا، هتوقع ايه من مروان..اكيد طلع فيها القطط الفطسانة مش كدة..

هنا ولم تتحمل، لتتحدث مدافعة عن ابنها..وتسرد عليه ما حدث هناك…

لحظات وكانت ضحكات صابر تدوي بالشرفة...محاولًا إيقاف تلك الضحكات معلقًا بصعوبة:
-تصدقي يستاهل..يخربيت فقره...بس تعرفي مروان ميستاهلش غير البنت دي..خليها تطلع عليه الجديد والقديم..

اكتفيتُ منكَ عشقًاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن