"الفصل السادس عشر"

39.7K 2.4K 686
                                    

اكتفيتُ منكَ عشقًا.
(الجزء الثالث)
بقلمي فاطمة محمد.
الفصل السادس عشر:

'طالما تمتعنا بحب من نحب و لكن لا يخلد من الحب إلا الخيبة.'
- نجيب محفوظ.

_________

وقفت رحمة أمام المرآة تحدق بأنعاكسها بتوتر شديد..
توتر يعتريها للمرة الأولى...فتكاد تشعر بأن فؤادها سيغادر جسدها....لا تعلم لما انعقد لسانها ولم ترفض...
لما لزمت وأخذت الصمت رفيقًا لها ؟
والأهم لما تشعر بتلك السعادة...
فلا تتذكر بأنها قد شعرت بتلك المشاعر عند خطبتها الأولى..

انفرج الباب واقتحمت مريم الغرفة وما لبثت أن تصرخ بها لكنها توقفت وهى تتفحص فستانها المحتشم أبيض اللون ويتخلله ورود وردية بسيطة زادته جمالًا...وحجابها الذي أخفى خصلاتها عن العيون....
اطلقت مريم صفيرًا عاليًا متمتمة بأعجاب:
-عظمة على عظمة يا ست ايه الحلاوة دي..ايه الطعامة دي...

التفتت لها رحمة محاولة اخفاء توترها مرددة بتساؤل:
-ايه رأيك شكلي حلو؟

-قمررر انا لو منه هخلي الفرح بكرة...

تأففت رحمة من مزاح أختها وعلقت...
-بطلي افورة واخلصي...حلو ولا اغيره...

انتهت ملتفته تجاه المرآة مولية مريم ظهرها تتفحص هيئتها من جديد...
-يا بنتي أنتِ هبلة ما هو لو وحش اكيد هقولك..اكيد مش هحب أن حد يشوف اختي وحشة..بس انا اختي مزة مفيش منها...ده ربنا بيحبه عشان هتبقي من نصيبه...

هنا وتذكرت رحمة كلماته عقب شجارها مع خطيبها السابق وكيف نعتها بـ الرجل....

فقالت بتلقائية:
-يعني شكلي مش مدكر...

شهقت مريم مرددة:
-مين دي اللي مدكرة...

ردت رحمة ببساطة:
-أنا.

-بصي يا رحمة انا مش هخبي عليكي بس أنتِ قمر ولو شايفة نفسك مدكرة فده بمزاجك..يعني أنتِ اللي عاملة في نفسك كدة..

لوت رحمة فمها واستدارت ثانية كي تتحدث فوجدت إبراهيم أمامها...مطلقًا صفيرًا هو الاخر مازحًا معها متمتم:
-ايه الجمال ده..ايه الحلاوة دي...ايه

كاد يكمل لتقاطعة رحمة مردفة بمرح هى الاخرى:
-ايه الكدب ده ...

-فشر كدب مين ياما..

قالها قاطعًا المسافة بينهم محاوطًا رأسها مقبلًا اعلى جبينها بحب دفين...

ثم ابتعد ونظر بعيناها فرآها تلمع بذات البريق الذي رآه يوم مجئ صابر...

أراد الحديث معها لكن منعه صوت رنين المنزل الذي تعالى ودوى بأرجاء المنزل....

زاد توترها..و زادت وتيرة تنفسها...
بينما تحرك إبراهيم كي يفتح لهم وأغلقت مريم من خلفه وبقت مع اختها...

اكتفيتُ منكَ عشقًاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن