"الفصل الواحد والعشرون"

35.1K 2.4K 420
                                    

اكتفيتُ منكَ عشقًا.
(الجزء الثالث)
بقلمي فاطمة محمد.
الفصل الواحد والعشرون:

'كل الذين يكتمون عواطفهم باتقان، ينهمرون كالسيل إذا باحوا.'
- غادة السمان.

__________

فتح أيهم باب السيارة بعدما اصطفت أمام باب المنزل ثم انحنى لمستواها كي يحملها ولا تضغط على قدميها مثلما أخبرها الطبيب...
طوقت عنقه بتردد...وخجل يكسي وجهها..

اطبق أيهم باب السيارة بقدميه ثم بدأ بالتقدم تجاه الباب...وما كاد يفكر فيما عليه أن يفعله حتى وجد العاملة تفتح له..وسامية بانتظاره وهذا ما خالف توقعاته فقد قامت خديجة بمحادثته أثناء تواجدهم بالمستشفى وطمأنها على رحمة…

ولج المنزل مستمعًا لنبرتها المعترضة متمتمة:
-هو أنت مش قولت انها كويسة...شايلها ليه...ظهرك يوجعك...أنت مش شايفها قد إيه...

اشتعلت رحمة من كلماتها التي وصل لها مقصدها وتلميحها بأنها ذات وزن ثقيل...فأجابت عليها موجهه حديثها لـ ايهم الذي لم يتوقف وكان يتابع طريقه تجاه الدرج:
-اسمع كلامها وارميني على الارض عشان ترتاح...اقولك دحرجني قدامها زي الانبوبة يمكن تنبسط شوية...وبعدين إيه قد ايه دي شيفاني ايه قدامك ده انا كلي على بعضي بالفستان اللي لبساه ده مجيش نصك..

عند تلك النقطة كان أيهم يسرع من خطواته محاولًا تفادي شجار قد يحدث بينهم بالوقت الحالي..!
التهم الدرجات التهامًا وكأن أحدهم يلحق به...
ولج الحجرة ودون أن يغلق الباب دنا من الفراش وقام بوضعها عليه...متنفسًا بتسارع...
رفعت بصرها وطالعته فوجدته يلتقط أنفاسه بصعوبة...انكمش جبينها وصدح صوتها...
-خير...مالك كدة ما تنشف...ده انا حتى خفيفة...

رمقها من طرف عيناه ثم قال بترقب:
-أنتِ كام كيلو؟؟

جزت على أسنانها وتمتمت :
-اكون اللي اكونه هو أنا باكل من تلاجتكم...

رفع رأسه لأعلى فكيف كان يظن بأنها ستجيبه مثل البشر..فكان عليه أن يتوقع هذا…

تحرك وفارق الغرفة صافعًا الباب خلفه…

تجعد وجهها وقالت وهى تحاول النهوض متخطية ذلك الالم التي تشعر به:
-قال أنتِ كام كيلو ده يحمد ربنا أني مسكت لساني..ولا أمه..دي شكلها مش هجبها لبر...

تأوهت بصوت مسموع ما أن ضغطت على كاحلها....ورغم توجعها إلا أنها عافرت وتحاملت عليها حتى وصلت للخزانة...وقامت بفتحها...
عبثت يدها بحثًا عن شيء آخر سوى ذلك الفستان…

وأثناء بحثها وقع بين يدها قميص اسود اللون قصير..فقامت بفرضه أمامها تطالعه بأشمئزاز:
-يختي ايه الهدوم اللي مش هدوم دي…

اكتفيتُ منكَ عشقًاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن