"الفصل الحادي عشر"

40.3K 2.4K 420
                                    

اكتفيتُ منكَ عشقًا.
(الجزء الثالث)
بقلمي فاطمة محمد.
الفصل الحادي عشر:

'الحب كالزمن , لا ينقسم ولا يقاس.'
- جبران خليل جبران

______

انزوى ما بين حاجبي علياء تعجبًا...فكانت على وشك النوم....لكن صوت رنين المنزل اوقفها....ظنت بالبداية أنه مروان...مما جعلها تثور...وتنهض من مكانها كي تلقي عليه سباب لاذع لن ينتهي بسهولة.....

فتحت الباب وكانت على وشك الصراخ في وجهه....

لكنها ابتلعت حديثها بجوفها....فلم يكن مروان…

بل كان عاصم....وليس بمفرده...تقف خلفه فتاة ترتدي فستان زفاف وملامحها يظهر عليها السوء....فـ زينتها مخربة...وخصلاتها ليست مهندمة....ويتضح عليها البكاء..

انتشلها صوت عاصم من حالتها..وتفحصها للفتاة معتذرًا منها عن مجيئه في هذا الوقت المتأخر:
-أنا آسف يا علياء اني جاي في وقت زي ده...بس....

تنحنح في وقفته...وخطف نظرة سريعة لتلك الفتاة القابعة خلفه....ثم عاود النظر لـ علياء وكان على وشك التحدث لولا مقاطعة علياء له...تحثه على الدخول…

-ادخل بس الأول....اتفضلوا....

تحرك عاصم من أمام الباب مشيرًا للفتاة...بالتقدم…

انصاعت له حنين ودخلت أولًا....
تلاها عاصم...ثم اطبقت علياء الباب...ولاحقتهم…

جلست حنين على الأريكة.....وخوف طفيف ينهش قلبها....
فتهاب أن يموت زوجها بعدما ضربته على رأسه...وسالت الدماء من رأسه....

قطع تفكيرها صوت علياء التي جلست أمامهم...وقالت بخفوت موجهه حديثها لـ عاصم:
-مين دي يا عاصم؟؟

رد عاصم بخفوت موضحًا لها ما حدث:
-واحدة وقفتني وانا سايق و زي ما انتِ شايفة باين عليها هربانة من فرحها...كل اللي اعرفه ان اسمها حنين....وملهاش مكان تقعد فيه...اكتر من كدة معرفش...مرضيتش تكلم...وانا عايش لوحدي ومينفعش تقعد معايا..مفيش غيرك جه في بالي...

ضيقت حنين عيناها وقالت بترقب:
-انتوا بتتوشوشوا ليه...انتوا مضايقين مني مش كدة...فاكرني عملت مصيبة...بس احب أطمنكم..واقولكم اني فعلا عملت مصيبة...امي واخواتي الرجالة اتشطروا عليا...وجوزوني غصب...واللي جوزوني له مش طبيعي..كتب كتابنا اتكتب من هنا...وقعد يقولي انا هعيشك في جحيم من هنا....وبعد الفرح ما خلص..استفرد بيا..ومد ايده عليا...وطول لسانه...بس انا مسكتش...مسكت ازازة الخمرة واديته بيها على نفوخه..الحيوان...

اتسعت عين علياء ورفعت يديها كاتمة شهقتها صائحة:
-يا نهار أسود موتيه؟!!!!!

تلجلجت حنين واختطفت نظرة لعاصم المصدوم... يطالعها بعدم تصديق....
ثم قالت بتوتر:
-فال الله ولا فالك…إن شاء الله لا...انا كدة هروح في الحديدة لو جراله حاجة....بقولكم ايه عايزة اعمل مكالمة...ضروري....

اكتفيتُ منكَ عشقًاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن