سحبت نظري من الحجر الذي يزين العصا السوداء الخاصة بالرجل ودرست الضيوف الثلاثة الذين وصلوا للتو.قام الرجل ذو الأنف المعقوف والبشرة الشاحبة بتبادل التحيات المهذب مع مجموعة مسؤولي المدن وأفراد أسرهم.
كان الطالبان اللذان كانا يبدوان في سني تقريبا نادري الحديث لكنهما أبقيا صدرهما مرفوعا بجانب رؤوسهم.
كانت الطالبة التي تسمى “أفين” تمتلك جسد رياضي مع أرجل طويلة ونحيلة كما قام زيها الرسمي بإبراز رشاقتها أكثر.
رقمتني بنظرتها العنيفة وكنت اكاد أسمع شخيرها قبل ان تستدير.
قررت اعتبار تصرفاتها طفولية على الأكثر ، لذلك وجهت نظرتي إلى الرجل الأشقر الذي كان يبدو وكأنه قضى وقت طويل أمام المرآة.
مقارنة بزميلته الفظة فقد قام بالسون بتحية الجميع بابتسامة واسعة بدت وكأنها تعبر عن غطرسته بطريقة واضحة أكثر.
عندما شاهدت المراهق الذي يرتدي بدلة بيضاء مطرزة بواقي كتف مع الكثير من الريش تذكرت طيور الطاووس التي تنفث ريشها خلال موسم التزاوج.
ضحك ريجيس بسبب التشبيه ووافق عليه.
في النهاية شق الثلاثي طريقهم إلي.
لكن كان خلفهم مجموعة من مسؤولي القرية وكانوا يفعلون كل ما في وسعهم لكسب رضاهم أو حتى جعلهم ينظرون في اتجاههم.
عندما وصلوا إلي تحدث العجوز الأكبر سنا ، ” أنه لشرف لنا أن نكون في حضرة الصاعد المحترم”
رغم كلماته المحترمة والمتواضعة إلا ان تعابيره لم تتطابق تماما مع ما قاله لكنني تركته يستمر.
“اسمي كروملي من دماء ماندريك ، ايضا هذه حفيدتي إنها أفين “
تحدث العجوز وهو يقدم الفتاة قبل أن يشير إلى الطالب على يساره.
“وهذا الطالب هو بالسون من دماء بلاثير ، هيا قدموا أنفسكم كلاكما “.
حنت أفين رأسها لكنها كانت مترددة بعض الشيء.
” أفين من دماء ماندريك.”
قام بالسون ، الذي كان مقارب لطولي بفحصي من الرأس إلى أخمص القدمين.