31- شتات

864 58 13
                                    


في كل مره تترك زمام الأمور لعقلك ستشعر بالشتات
---------------------------


وقع علي عاتقها الآن إتخاذ قرار، إما الزواج و السفر أو لا شيء!..
قد يبدو الأمر محسوم، لكن كيف و هي ترغب في السفر لتفكر ملياً في الزواج، كان جوابه غير متوقع، الشيء الوحيد الذي لم تتوقع قوله في تلك اللحظة، كانت تنتظر حسناً اذهبِ و أنا في انتظارك أو لا لا أريد أن تسافر خطيبتي وحدها بلا محرم أو حتي لا لكيلا يشوش جود علي قرارك، لكن الزواج ثم سافري كيفما شئتِ و إلي أي مكان تريدين لم يكن في الحسبان!.

لكن ظل هناك شيء بداخلها ينبض بخجل، شعرت بأنه يريدها و يتمسك بها لكنه يأبي الإعتراف به بشكل مباشر، يرغب في الزواج خوفاً من تقلباتها المفاجئة و قرارتها المتهورة، فكرت براءة قليلاً كل شيء فعلته في حياتها كان مندفعاً لا تقربه الحكمة من قريب أو بعيد، قد يبدو عليها فصاحة اللسان و رجاحة العقل لكنها دوماً مشوشة تختلط عليها الأمور، تنصب مشاعرها في كل موقف علي رأس القيادة، مترددة في كل شيء و هو وضعها بجملته تلك في إختبار مخيف، تخشي أن تفشل فيه.

----------------------

" لم أجبها و لم أفكر في فترة الصمت التي جالستنا، لم يدور ببالي أي شيء، شعرت حينها أن عقلي توقف عن الإستيعاب، ستجبرني تلك الفتاة علي الجنون  يوماً ما، لم أشعر إلي بلساني ينطق بالتعجيل بالزواج قبل السفر، لا أعلم لمِ نطقت بذلك؟! "

تنهد بقوة، و زفر الهواء مطلقاً سراحه بينما يتبادل أطراف الحديث حول ما دار في لقائه ببراءة مع عمته -حوراء-، تلك الأخيرة التي تركته يخرج كل ما يطبق علي صدره و تنصت إليه جيداً، فجأها بضحكة من القلب لم تتوقع حضورها في تلك اللحظة تحديداً.
حدثت حوراء نفسها بأن تلك الفتاة ستجعله مجنوناً بالفعل إن استمرت في أفعالها المتهورة تلك كل مره.

نظرت حوراء لمُريد بأعين حانية تشفق عليه من الجنون في ذلك السن الصغير، ليخبرها بما دفعه للضحك بهذا الشكل المفاجئ
"لا لم اجن بعد يا عمتي، لكن وجدتني سعيد للغاية و أنا أضعها في نفس المأزق الذي أوقعتني فيه، كانت تدفعني لإتخاذ قرار تعلم أنه ليس بهين عليّ، و الآن تركت عنان عقلي الباطن يجيب عني و أوقعها في الحفرة التي حفرتها لي، هي الآن بين خيار واحد لا ثانِ له، إما الزواج و السفر أو لا شيء "

ضحكت حوراء علي حرب القط و الفأر التي بدأت بينهم الآن، و نطقت آخيراً
"لكنني أظن أنها لم تقع في مأزق، إنها فتاة ذكية ستجد مخرجاً من شباكك لا محالة "

استقامت من علي كرسيها الذي احتلته مقابلة لمُريد في شرفة المنزل ليخبرها ما جري بينه و بين الصغيرة، التي عادت لطبيعتها المشاكسة بعد كل ما مرت به
" سأحضر العشاء لكلينا فوالدك سافر اليوم و لن يعود إلا بعد يومين كما هي عادته"

براءةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن