25- شفقة!!

1.4K 96 28
                                    

لكن الحب هو الوازع القادر على تبديل جميع الأحوال
-------------------------

الغريب في الأمر ان كل قوي عبد و كل ضعيف سيد، الأمر غريب أليس كذلك!!
أنه أمر شبه سائد ففي أغلب الأحيان في زمن ليس ببعيد في كوكبنا المختار يُستعبد أصحاب البشرة السوداء و هم من رزقوا البنية القوية من قِبل أصحاب البشرة البيضاء هزيلوا الجسد، كما لو كانت قوانين الجذب في ذلك الأمر انقلبت، الضعيف ديكتاتور و القوي خاضع، يقولون الكثرة تغلب الشجاعة و لم يخبرونا أن القوة تشتت الكثرة، ضع كل شيء جانباً و لأخبرك بأمر أن الحب يحطم كل القيود بين السادة و العبيد، القوي و الضعيف لو صح لنا أن نقسم البشر إلي صنفين بدائيين هكذا..
لكن الحب هو الوازع القادر على تبديل جميع الأحوال..
----------------------------

" ما رأيك بأن تتزوجها و تخلصنا منها؟! "
كلمات أدم جعلت عيناي تتسعان علي مصرعيهما، ماذا يهذي بحق الله!!

خرج صوت عمار معلنا خروجه من غرفته لينضم إليهم علي طاولة الغداء، لم يمر الكثير منذ شفاءه و خروجه من المشفي، جلس علي رأس الطاولة أنس علي يمينه يجاوره مريد و الشابان الصغيران، غزال علي يساره و تجلس بجانبها حوراء و براءة

" ثلاث جدهن جد و هزلهن جد: الطلاق و النكاح و الرجعة"
قال عمار و أستكمل
" لا مزاح في الزواج ولا تحرج أحداً او تضايقه بكلام كهذا مجدداً "

أشعر و كأن جسدي يتوهج، خجلت من كلمته ولكن لن أكذب في شأن أنني تمنيت ذلك حين قالها و جال برأسي و أنا بفستان الزفاف، عروس يزفني والدي له، مريد كان جزء من أحلامي بعد أن كنت لا أرغب بالزواج و لم أرى رجل مناسب لي، لكن بدل هو كل معتقداتي دون أن أشعر بذلك، منذ كلماته التي سمعتها في لندن بينما يحتجزني جود و هو لم يغب لحظة عن عقلي..

بتر حبل أفكاري و وهج وجهي و جسدي صوت غزال تناديني لأساعدها في تجهيز طاولة الطعام...

---------------------

مازال يحبها، تزوجني شفقة أعلم، حتي ابنتي سلب حق تسميتها مني، لكني تنازلت له بسهولة ليس لأنني ضعيفة بل لأنني راحلة و هو سيبقي معها، سيبقي هو لذا عليه اختيار كل ما هو آت لها حتي لا يشعر بشعور الشفقة، ذاك الشعور الثقيل، قاتل!! أظنه كذلك، الشفقة تقتل كل شيء السعادة، الرغبة و الحب
سأخبرك نصيحة يا ابنتي لا تشفقي في الحب

كلمات رباب أيقظت صوت جديد في عقل براءة، أأشفق حقاً علي مُريد لا أحبه!!
صفنت في ذلك طويلاً تراجع حساباتها، توترت لأنها وجدت جزء منها يشفق عليه، يشفق علي حبه لفتاة غبية استسلمت بمشاعرها لرجل غريب خان ثقتها و قيدها معذباً إياها، و جزء آخر تشفق به علي نفسها، كيف خُدعت من قِبل جود؟! و كيف لم تلحظ مُريد كشخص يكن لها المشاعر، لكن لم تنكر الإعجاب الذي حل عليها تجاه مريد الفترة السابقة، خلوق، وسيم، شهم، و ذكي و يحبها كما أفصح..
جادلت نفسها بالأمر و تركته جانباً، فالحب حقاً لا يصلح إن كان يخالطه الإشفاق..
لكن أحقاً تشفق؟!

براءةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن