حبه لها كان مازال جالساً بـركن قلبه منتظر أن يجمعه الله بها
قد حان الوقت
-----------------
"أحبك وردتي "همس بأذنها بنبرة رجولية جعلت إتزانها يختل، كل حرف كأنه خمر للعقل يفقدها وعيها، أستيقظت من النوم كأنها عروس يوم عرسها من السعادة، تيقنت أنه كما سبقه من أحلام يتكرر كل يوم، تبدل فرحها غضب، فقامت بغضب و دخلت المطبخ لتروي ظمأها و هناك قابلت كالعادة نظرات الجميع منها الساخرة و منها المشفقة و كلتاهما نظرات مقززة لشخص غزال الكبريائي...
و ماذا في إنتظاره عيب؟؟ أخبرني بأنه سيعود لكن ما يراه الجميع هو الرحيل بدون عودة، هاجر و هجر... كلاهما مستبعد بالنسبه لعقل غزال، فـعمار ليس كما يظنون، ليس مخادع فقلبها مازال ينبض بنبرات صوته المختلفة لكن لا يهم ماذا يرون المهم ما تراه....
مضت أعوام طويلة بعد خطبتنا، نعم أنا و عمار كنا علي وشك الزواج لكن مكالمة من أحد أقربائه اضطر بعدها للرحيل... قال بأنه سيعود..و لم يعد من يومها لكني انتظره.....
-----------" أبي أستيقظ، أبي هيا... اليوم يوم مولدي، أريد ألعاب و حلوي كثيرة.."
شعرت بالملل وهي تحاول ايقاظه بينما هو يتململ مدعياً النوم ليشاكسها قليلاً، الآن عرف ما معني أن تكون لك فتاة تنشأها كما تشاء، يمكنك أن تجعلها رقيقة بمظهر جندي يمشي بين الناس، ذكية لكن تتغابي وسط البشرالمتحاذقين، جميلة لكن تخفي جمالها لمن تريد و ترضي.... تذكر كلمتها...أشتاق إليها، لم يكن يفصل بينهما و بين عرسهما سوي أيام قليلة لك شاءت الأقدار
كيف سننشأ أبنائنا؟! كان هذا حوارهما ذات يوم
عاد بذاكرته لذلك اليوم" عمار أريد أن أنجب فتاة أربيها بشكل متزن "
قطب حاجبيه و أخبرها من علي الجهة الأخري من الهاتف
" بشكل متزن؟ لم أفهم مقصدك "" سأحاول تنشئتها صلبة من الخارج و هشة من الداخل، أريدها ناضجة بما يكفي لإدراك أكاذيب البشر، أرغب بتحصينها من شياطين الإنس دون التدخل بأفعالها "
قالت بإبتسامة لطيفة بينما عقد عمار حاجبيه بعدم فهم ما تريده بالضبط فالكثيرون يقومون بتنشئه فتياتهم بنفس المنهج الذي سردته، كان شعوره وقتها يتمحور حول الغباء، أنتظرت منه رداً لكن عندما لم تجد أي رد فعل منه اخبرته بعد تنهيدة قصيرة لم يفهم أكانت سعادة أم توتر" سأعلمها أولا أن لا تعبأ بأحاديث البشر فبعضهم لم يخلق سوي للثرثرة، سأخبرها بأن القراءة حصنها بوابتها لعقل متفتح واعِ دون الحاجه للإختلاط بأناس لا يشغلهم شئ سوي التلاعب بعقول الصغار، لنعلمها الصواب و الخطأ ثم ندعها تختار من تريد من أصدقاء حتي و إن كانوا سيئين سأرشدها من بعيد فقد خلقت لتتعلم من الحياة و ليس للإستماع لحكايات لن تفهم مغزاها سوي بعد السقوط في بئر الخطأ، سأدع الحياة تربيها معنا و إلا ستصبح ساذجة و ليست بريئة نقية من خطايا البشر، سأسميها براءة كى تكون بريئة من ذنوب الحياة و كلما ذُكر أسمها تتذكر أنها فتاة وجب عليها الحياء و البراءة... أفهمت ما أريد يا عمار ؟؟"
أنت تقرأ
براءة
Spiritualسأسميها براءة.. ________ لم يرها يوماً جميلة فقط كما يصفها الجميع، وحده كان يري ملامحها تستحق المراقبة حتي تُحفر في المخيلة بأدق تفاصيلها الرقيقة، ملامحها كانت لوحته المفضلة التي يرغب في البقاء طويلاً في محاولة لفك طلاسمها بسيطة التعقيد. _________ ...