10- خطوات

2.7K 174 8
                                    

أظن أن العقل يرغمنا علي التفكير بالماضي لنصل إلي مرحلة التسليم بالواقع... فيسقطنا في الأحلام
-----------------


وضعت رأسها علي الوسادة... لا يمكنها نعتها بـ'وسادتي' فمازالت تشعر بالغربة، مازالت لا تجد حلاً لعقلها الذي يغلبه الحنين للماضي، رحلت بإرادتها لكن رغماً عنها...
جاهدت لتغلق عينيها و بعد نصف ساعة طاوعتها أخيراً
غاصت في حلمها سريعاً كقطعة نقود فضية سقطت في كوب ماء
.
.
.
"براءة"
كانت الكلمة الأولي التي تسللت إلي أذنيها أول دخولها إلي الحلم، الظلام يلفحها ثم أخذ ينقشع ببطء فوقع نظرها علي والدها يقف مكتوف اليدين لكن قطبت حاجبيها لأن الصوت الذي سمعته في البداية كان صوت أنوثي
"براءة...أيتها السارقة"
سمعت الصوت مجدداً يصيح عليها بغضب ألتفتت لترى من صاحب الصوت أو لنكن دقيقين أكثر من صاحبة الصوت المشؤوم، قبل أن تري صاحبة الصوت تلاشي كل شئ... وجدت نفسها في مكان جديد لكنه مزدحم و صوت البكاء و النحيب يسوده، ترى نظرات الجميع ملقية الضوء عليها، صوت همس بأذنها لكن تسمعه بشكل جيد يخبرها بأن تعود... بصوت هادئ يذكرها بأحد أحباءها في مصر، لأن ما شغل بالها أكثر كان معرفة سبب بكاء الأشخاص الغرباء من حولها، قررت أن تقترب من إحداهن و تسألها عن سبب بكاءهن و بينما خطواتها أخذتها لأقرب سيدة تقف بالقرب منها...تلاشي كل شئ مره أخري

كغمضة عين هو الإنتقال من حلم لأخر، وجدت نفسها تلك المره علي الشاطئ لكنه أجمل شاطئ قد تراه عيناك، كأن النجوم سقطت به لتضئ داخله... بدون شعور وجدت قدماها تجرانها إلي البحر، حاولت التوقف لكن لم تستطع، وصلت مياة البحر إلي رقبتها و أشتد الموج يصتدم بوجهها بقوة، تلاطمت الأمواج و تصادم وجهها معها، حاولت الصراخ لكن صوتها لم يطاوعها كأن قدرتها علي الحديث كانت قد ذهبت مع ذهاب الأمواج، أخذت تغوص بينما تجاهد لتبقي علي سطح الماء... خانها عقلها فأغشي عليها لتسقط ببطئ لقاع البحر
لم تشعر بأي شئ سوي الفراغ من حولها كجنين في رحم أمه يحيطه الماء ولا يشعر إلا باللاشئ...

فتحت عيناها فخرخت من بين شفتيها شهقة منْ رُدت إليه روحه وهي تنتفض من علي السرير بينما تلاحق أنفاسها الهاربة منها
استيقظت لينا علي صوت بكاء صديقتها، لما تكن تلك المره الأولي التي تسمع فيها لينا نفس الحلم من براءة....نفس الحلم بتفاصيله يعاد عليها كل مره تستيقظ بها ليلاً علي بكاء تلك المسكينة

===

" أفضل الآن!! "
سألت لينا ليأتيها الرد من رفيقتها في الغربة و الغرفة تجيبها بابتسامة هادئة و صوت يشبه الهمس
" الحمدلله، لولا صلاة الفجر لما استطعت النوم "
سألت لينا مره آخري بينما كانتا تجلسان علي مائدة الطعام في المطبخ الصغير، الشقة التي تسكن بها الفتاتان صغيرة لكن في مكان يطل علي مبني الجامعة
" ما جدولك اليوم؟"
فكرت للحظات لترتب الأعمال التي يجب إنهائها اليوم ثم اجابت
" ليس لدي الكثير ولكن عليا المرور علي مكتب الاستاذ ريان قبل الذهاب لمحاضرة الفلسفة اليونانية "

براءةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن