32- نبضات القلب

757 57 11
                                    


نظن في بعض الأحيان أننا توقفنا عن الحياة فيأتي الحب ليثبت أن قلوبنا مازالت تنبض
----------------

"الآن و ليس غداً ستتوقفين عن التصرف بحمق أمام مُريد"
براءة جُنت، أصبحت تصرخ لنفسها أمام المرأة، تلومها علي ضعفها أمام ضحكته، تفاصيل وجهه الوسيم، عيناه الحادة التي تناظرها برقة كقطعة أثرية نادرة الوجود، تخبرها أن تسرعها و اندفاعها جعلها تبدو الساذجة المتيمة بحبه، في الواقع... هي حقاً معجبة به لكن ليس حباً، هكذا هي تظن!.

لا تعلم ما الذي يدفعها لنكران حبه، الخوف!! لكن ما الذي يخيفها؟! تخاف الوقوع في حب خطيبها! هذا جنون.
هل هو الخجل!! تخجل الإعتراف بحبه؟! تخجل من الحب؟!
الأمر ليس منطقياً لكن هناك ما يحول بينها و بين الإعتراف بذلك، تشعر بثقله علي صدرها.

تشعر أنه من الغريب أن تشعر بهذه المشاعر مجدداً بشكل مختلف، شعرت بالحب مع جود لكن كان مختلفاً، يبدو لها الآن كحب المراهقين ينبع من عاطفة عمياء لا عقل ولا عين لها، فقط مشاعر يرغب المراهق في إشباع رغبته منها لأنها تنقصه..
أ

ما الحب مع مريد يبدو كحب ناضج واعي و عميق..

--------------

"أحبك زوجي غريب الأطوار "
نطقت بها بينما تقبل وجنته برقة و كأنه شيء ثمين تخشي إتلافه، نطقت بالكلمة أخيراً و لأول مرة بعد أسبوعين من إتمام زواجهما.

براءة شعرت حين نطقتها بأنه ليس حب شفقة، ولا هو مجرد إعجاب سيزول، كان قلبها ينبض كلما مر ببالها، تفتقده كلما غاب عنها حتي و إن كان للعمل، كان رائحة عطره تعبق بالهواء حولها و بعقلها، شعورها بدغدغة الفراشات بمعدتها صار أمر محبب إليها كلما أقترب منها يهمس بكلمة يغازلها بها أو يلمس بشرتها بخفة و هدوء تاركاً قبلاته اللطيفة تلهب بشرتها، كان ذلك هو الحب الذي تبحث عنه.

تأكدت بعد الزواج أنه الشخص المناسب، ليس لرومامسيته المفرطة ولا لكونه حنوناً لين القلب معها حتي في لحظات غضبه يأبه لحزنها، بل لأنه رجل قوي و مر بالكثير لأجلها و مازال يرغب في الإستمرار معاها دون تململ و شكوي، رجل في زمن قل فيه الرجال.

أم عنه فحدث ولا حرج عن قلبه الذي أخذ ينبض بجنون و كأنه مر بمغامرة طويلة و أخيراً فاز و ألتقط أنفاسه، كان سؤاله الذي يؤرقه أهي بالفعل واقعة لي كما أنا غارق في حبها؟!
انتظر الجواب طويلاً حتي أخبره والده بأنه لن يستطيع الشعور بالسعادة إذا بقي ذلك الصوت داخل رأسه يعوي كذئات الجبل في ليلة مقمرة.
و حينها أتخذ قراره ليكون ما بقلبها كما هو، يكفي أنه يعلم أنه يحبها و سيفعل أي شيء لأجلها و سيتحمل تقلبها المزاجي الغريب و تصرفاتها الغير محسوبة التي تؤدي إلى طريق مسدود كثيراً، فقط يرغب في أن يشيب بجوارها، يرغب بتلك الرأس العنيدة المترددة معه دوماً.

براءةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن