23- إنكسار

1.4K 107 12
                                    

الليل في الأجواء حل..
حتي أتى بعض النسيم مواسياً
---------------------

" لا تفزعي، لم يمت أبي كما ظننا، الآن اتضح أن نوبة قلبية أصابته ثم دخل في غيبوبة لعله حينما يشعر بك و يستمع إلي صوتك بجانبه يفيق، لكن الآن علينا بالدعاء "
قالها أدهم بينما يقف بجانب براءة أمام الزجاج العازل بينهم و بين الغرفة التي يرقد بها عمار، كانت تراقب فقط كل ما حوله، لم يعد أبوها صبياً وسيماً كما كان، كبر و خطت الأيام علي وجهه تجاعيد الآسي و الحزن، التمست الزجاج و كأنها تلتمس وجه أبيها لتهمس بكل هدوء لنفسها قبله
" اشتقت لك أبي "
مزيج المشاعر في تلك اللحظة غريب، اشتاقت له، حزنت من الأيام التي لم تكن فيها بجانبه، سعيدة لأنه لم يرحل كلياً و يتركها خلفه كما تركها في المره الآولي، ترغب في الإختباء منه ليبحث عنها كما كانت تفعل وهي صغيرة، لم تسأم من هذه اللعبة حتي أنها أدتها في شبابها عندما اتخذت قرار الرحيل، كانت تختبيء منه و تنتظر منه أن يبحث عنها، الآن رغبتها هي إلتماس السعادة برؤيتها في بؤبؤ عينيه حينما يستيقظ ليجدها أمامه، لكن متي سيستيقظ؟! العلم عند علام الغيوب..

-----------------------

" إذن أنت من أنقذها فلم كل هذا الغضب!! "
طلقة خرجت من فم حوراء لتصيب هدفها في قلب مريد، لمَ هو غاضب؟! يعلم منذ زمن بإحتماليه أن تكون لغيره ليس له، يمكن أن يكون قلبها مال لآخر، يمكن أن تكون لا تطيقه، يمكن أن تكون لا ترغب به، كثير من الفروض وضعها نصب عينيه حتي لا ينكوي قلبه بنار الحب الذي أشعلت عيناها فتيله، و عادنا لنقطة البداية لمَ هو غاضب و هو يعلم أنها ليست له؟!

" لا أعلم، ربما أي لأنها مازالت فتاة صغيرة ساذجة تصدق الجميع، من يخبرها بأن هيا بنا سنذهب لشراء الحلوي ثم اعيدك هنا تذهب معه دون تفكير، أو ربما نار الغيرة تأكل بقلبي، ربما لأن قلبها مال لصديقي، ربما لأنني أحببت من طرف واحد "
كان حديث مريد ذاك مشتتاً، يتحدث بينما ينام علي الأرض لتقابل عيناه السماء، سكت طويلا، لم يرغب بقطع تأمله للسماء و لما يحدث لقلبه، كادت أن تقوم حوراء و تتركه منفرداً بنفسه لكن استوقفها صوته الهاديء
" أتعلمين يا عمتي، قرأت رواياتك لكن لم أستطع يوماً أن أؤمن بأن للحب نهاية سوى الموت "
لم تجد ما تقوله لتجاري الحديث بينهم سوى أنها جلست مجدداً لتستمع له، أكمل بذات الهدوء كهدوء الليل
" الزواج تلك النهاية التقليدية التي جعلت من الزواج نهاية الحب العفيف لا بدايته، دوماً و في كل خيالاتي المختلفة عن الحب و الزواج أموت في النهاية، لا يجب أن أبقي، لا يمكنني البقاء لأن الحب سيبقي حتي و إن افترقنا، النهاية الصادقة الوفية للحب هي الموت.. ألا تؤيدين ذلك الرأي "

تنفست بعمق، تسطحت بجانبه علي العشب في حديقة منزلها، نظرت للسماء بينما تتحدث
" أظن أن لا للحب من نهاية حتي الموت، إن كنت تحب فستظل تحب حتي بعد موتك، رحيل جسدك لا يعني رحيل مشاعرك، يمكن أن تترك روحك الحياة لكن الحب إن ترك الحياة فقد حكم علينا بالإعدام و نحن أحياء "

براءةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن