ناقصات عقل و دين-----------
"قابيل أبو البشر الثاني كما أعتقد، فبعد قتله لأخوه هابيل تزوج و أصبحنا نحن نسله، إذا فنحن -جنس البشر- أبناء قاتل..!!"
صاحت بها لينا في حوار مثير للجدل بينها و بين براءة، ابتسمت براءة و قالت" ما علمته مؤخراً أن سيدنا أدم و زوجه حواء أنجبا علي الأقل في الروايات المذكور عشرين بطناً أي ما يقارب أربعين ذكراً و انثي، دليلهم علي ذلك من القرآن قال تعالي
* يا أيها الناس اتقوا ربكم الذين خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بثّ منهما رجالاً كثيراً و نساءا *لم يذكر اسماء ابن أدم كلهم، لقد ذكر الطبري أن نسل البشر كلهم يعود إلي شيث بن أدم و ما غيروه من ولد أدم توقف نسلهم و انقرضوا، هذا ما قرأت لكن إن جئنا للحقيقة فأظن أن كل هذه الروايات و كثيراً غيرها لن تكن نقية بدرجة عالية لأن مثل هذه الأشياء لم تذكر بشكل صريح في القرآن و لن أتأكد من كل تلك الحقائق سوي عندما أعود لخالقنا و أسأله ماذا حدث في الأقوام قبلنا منذ خلق أدم "
" حسناً لكن الديالكتيكي في شرحه لجملة 'كل أهل كريت كاذبين و قائل العبارة من أهل كريت' أثبت أن بتلك الجملة لا يمكنك الاستشهاد بشئ الطرف الأخر يكذبه كأن تستشهد بالقرآن لمسيحي "
قالتها لينا كأنها تحاول تعجيز براءة مع نظرة خبث امتلأت بها عيناها
قطبت براءة حاجبيها مستدركةً خطأها لكن انقذها تذكر شئ فقالت
" لا يبطل الحجة لكنه يضعفها، فالحق حق و إن رفض المعرضون"كانتا تجلسان في غرفتهما، حل الصمت ضيفاً ثقيلاً عليهما، بينما براءة تستذكر دروسها علي فراشها أتت لينا لتجلس أمامها مباشرة علي الفراش، رفعت براءة عينيها عن كتبها لتري وجه لينا الهادئ ليخرج صوتها بمختلطاً بالرجاء
" هل يمكنكِ أن تكملِ لي حكاية عمار و رباب..... أقصد والديك؟!!"
خرجت قهقهة بسيطة من بين شفتا براءة و هزت رأسها بالإيجاب-----------
نفس تلك اللحظات التي بدأت براءة في سرد حكاية والديها، بدأت في مصر سرد حكاية آخري علي لسان غزال لحوراء
"غلبنى الشوق له فقبلت به، لكن فكرة وجد فتاة من امرأة غيري تناديني بأمي و تذكرني بعلاقته بزوجته الأولي و خيالات عقلي الخصب تعرض لي لقطات لم أراها له معها، شئ يجعل قلبي ينقبض لا يضخ الدم لعقلي فلا أفكر إلا و أنا أصرخ بوجهها، لم أتخيل نفسي يوماً أتعامل بهذا الشكل المقزز مع طفلة لا ذنب لها في غلطة ليست مرتكبتها"قاطعتها حوراء قائلةً
" إن كان زواج عمار من رباب غلطة من الأساس"
شعور تأنيب الضمير أكتسي به قلب و عقل غزال، طأطأت رأسها و كأن شعورها سيعيد الطيور المهاجرة إلي أعشاشها، تحدثت و عينيها بدأت في خيانتها بإسقاط الدموع
أنت تقرأ
براءة
Spiritualسأسميها براءة.. ________ لم يرها يوماً جميلة فقط كما يصفها الجميع، وحده كان يري ملامحها تستحق المراقبة حتي تُحفر في المخيلة بأدق تفاصيلها الرقيقة، ملامحها كانت لوحته المفضلة التي يرغب في البقاء طويلاً في محاولة لفك طلاسمها بسيطة التعقيد. _________ ...