9- كيف جئت؟!

3.1K 222 31
                                    


سؤال يمكنه أن يجعل الفيلسوف يعجز عن التعبير إن جاءه من طفل
كيف جئتم بي إلي الدنيا؟!

-------------------------------


" أمي.. أشعر بالضيق قليلاً لذا سأذهب اليوم إلي حوراء "
نظرت الأم لغزال بشفقة _كما يترجمها عقلها_ و ألقت نظرة علي بنصرها الأيمن لتجد خاتم خطبتها الذهبي مازال يزين يدها، فزاد ذلك من حزنها
كيف لأم لا تحزن و هي تري ابنتها الوحيدة المدللة وسط إخوتها الأولاد ترفض الواقع و تنتظر رجلاً تركها و رحل و كل ما أخبرها به أنه سيعود ليتزوجها، لا شك أنها أحبت خطيب ابنتها و أرتضه لها زوجاً لكن أن تجعل ست سنوات أو أكثر تضيع من عمرها في إنتظاره هذا غباء الحب....
" أمي!! "
" أذهبي غزال لكن عودي مبكراً فلدينا ضيوف "

----------------------

" أبي كيف جئتم بي أنت و أمي إلي الدنيا؟!"
أمتقع وجه عمار بمجرد سماعه لتلك الجملة المحرجة، بدأت الأفكار تتخبط بعقله؛ لا يريد الكذب عليها لكن لا يجرأ علي أخبار طفلة صغيرة بالحقيقة، الموضوع بذاته محرج...
" أبي، أجبني.. كيف جئت؟؟ "
أراد تجاهلها لكن إصرارها علي معرفة إجابة هذا السؤال كانت قوية، بدأت في ترتيب قصة مريخية لولبية غير منطقية ليسكتها، بدأ بالتفكير دون تحريك شفتيه
* أأخبرها أننا أستيقظنا صباحاً لنجدها في سرير الأطفال الصغير بغرفتنا بعد أن وضعنا قطعة نقود و شطيرة لحم علي السرير بالليلة السابقة فأختفت الشطيرة و النقود و وجدناها..... أم أخبرها أننا وجدناها في الفرن....أم أشتريناها من سوق الخضر، لا سأخبرها أن.... "

صوت السيدة علا بدأ بالظهور في ساحة غرفة المعيشة
" عندما أراد والديك أن يأتيهم الله بطفلة جميلة مثلك، كان سبيلهم هو الدعاء... كل يوم..بعد كل صلاة يطلبون من الله أن يرزقهم بطفلة جميلة حسنة الأخلاق و مطيعة، كانوا يدعون الله بصدق و عندما علم علام الغيوب نيتهم الجيدة و أنهم على قدر كبير من الطيبة و أستجاب لهم الله و رزقهم بك "
أنقذته للمره الألف السيدة علا عندما أخبرت براءة بتلك الإجابة العبقرية التي لم تخطر علي باله
أكملت براءة و أم حسن حديثهما في هذا الموضوع الشائك و كل إجابات أم حسن عبقرية في إطار زرع الأخلاق الحسنة بطريقة بسيطة بعيدة عن الإنغماس في هذا الموضوع المحرج

صوت هاتفه أخرجه من دائرة الحديث ليبتعد عنهما و يجيب متصله
" أخبرتها صحيح؟! "
سكت متصله لبرهة ثم اجابه أولاً بتنهيدة قصيرة و اتبعها بحديثه الذي جعل عقل عمار متخبط
" أخبرتها لكن تريد رؤيتك قبل إتمام الزواج..... اليوم في الساعة الخامسة "
" أنا الآن بالإسكندرية يا حازم ، أنت تعلم أن المسافة ساعتين من عندي إليها و الآن الساعة قاربت الرابعة.... ألم تخبر أختك بأني خارج القاهرة!! "
سكت متصله 'حازم' مجدداً فضحك عمار بتهكم قائلاً
" لم تخبرها كما كنت أظن لكن حوراء أخبرتها الآن و لا يوجد أي مشكلة يا نسيبي العزيز بعد يومين بالتحديد إن كتب لي الله عمراً سأكون زوج أختك "

براءةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن