سؤال يمكنه أن يجعل الفيلسوف يعجز عن التعبير إن جاءه من طفل
كيف جئتم بي إلي الدنيا؟!-------------------------------
" أمي.. أشعر بالضيق قليلاً لذا سأذهب اليوم إلي حوراء "
نظرت الأم لغزال بشفقة _كما يترجمها عقلها_ و ألقت نظرة علي بنصرها الأيمن لتجد خاتم خطبتها الذهبي مازال يزين يدها، فزاد ذلك من حزنها
كيف لأم لا تحزن و هي تري ابنتها الوحيدة المدللة وسط إخوتها الأولاد ترفض الواقع و تنتظر رجلاً تركها و رحل و كل ما أخبرها به أنه سيعود ليتزوجها، لا شك أنها أحبت خطيب ابنتها و أرتضه لها زوجاً لكن أن تجعل ست سنوات أو أكثر تضيع من عمرها في إنتظاره هذا غباء الحب....
" أمي!! "
" أذهبي غزال لكن عودي مبكراً فلدينا ضيوف "----------------------
" أبي كيف جئتم بي أنت و أمي إلي الدنيا؟!"
أمتقع وجه عمار بمجرد سماعه لتلك الجملة المحرجة، بدأت الأفكار تتخبط بعقله؛ لا يريد الكذب عليها لكن لا يجرأ علي أخبار طفلة صغيرة بالحقيقة، الموضوع بذاته محرج...
" أبي، أجبني.. كيف جئت؟؟ "
أراد تجاهلها لكن إصرارها علي معرفة إجابة هذا السؤال كانت قوية، بدأت في ترتيب قصة مريخية لولبية غير منطقية ليسكتها، بدأ بالتفكير دون تحريك شفتيه
* أأخبرها أننا أستيقظنا صباحاً لنجدها في سرير الأطفال الصغير بغرفتنا بعد أن وضعنا قطعة نقود و شطيرة لحم علي السرير بالليلة السابقة فأختفت الشطيرة و النقود و وجدناها..... أم أخبرها أننا وجدناها في الفرن....أم أشتريناها من سوق الخضر، لا سأخبرها أن.... "صوت السيدة علا بدأ بالظهور في ساحة غرفة المعيشة
" عندما أراد والديك أن يأتيهم الله بطفلة جميلة مثلك، كان سبيلهم هو الدعاء... كل يوم..بعد كل صلاة يطلبون من الله أن يرزقهم بطفلة جميلة حسنة الأخلاق و مطيعة، كانوا يدعون الله بصدق و عندما علم علام الغيوب نيتهم الجيدة و أنهم على قدر كبير من الطيبة و أستجاب لهم الله و رزقهم بك "
أنقذته للمره الألف السيدة علا عندما أخبرت براءة بتلك الإجابة العبقرية التي لم تخطر علي باله
أكملت براءة و أم حسن حديثهما في هذا الموضوع الشائك و كل إجابات أم حسن عبقرية في إطار زرع الأخلاق الحسنة بطريقة بسيطة بعيدة عن الإنغماس في هذا الموضوع المحرجصوت هاتفه أخرجه من دائرة الحديث ليبتعد عنهما و يجيب متصله
" أخبرتها صحيح؟! "
سكت متصله لبرهة ثم اجابه أولاً بتنهيدة قصيرة و اتبعها بحديثه الذي جعل عقل عمار متخبط
" أخبرتها لكن تريد رؤيتك قبل إتمام الزواج..... اليوم في الساعة الخامسة "
" أنا الآن بالإسكندرية يا حازم ، أنت تعلم أن المسافة ساعتين من عندي إليها و الآن الساعة قاربت الرابعة.... ألم تخبر أختك بأني خارج القاهرة!! "
سكت متصله 'حازم' مجدداً فضحك عمار بتهكم قائلاً
" لم تخبرها كما كنت أظن لكن حوراء أخبرتها الآن و لا يوجد أي مشكلة يا نسيبي العزيز بعد يومين بالتحديد إن كتب لي الله عمراً سأكون زوج أختك "
أنت تقرأ
براءة
Spiritualسأسميها براءة.. ________ لم يرها يوماً جميلة فقط كما يصفها الجميع، وحده كان يري ملامحها تستحق المراقبة حتي تُحفر في المخيلة بأدق تفاصيلها الرقيقة، ملامحها كانت لوحته المفضلة التي يرغب في البقاء طويلاً في محاولة لفك طلاسمها بسيطة التعقيد. _________ ...