24- إفاقة..

1.5K 97 19
                                    


تنفس الصباح من جديد..
----------------

لم أكن أعلم أن المشاعر تتبدل، أو ربما هي ليست كذلك، منذ عدنا من لندن لم أراه، لم يتصل ليطمئن عليّ، عرفت أنه قريب من أخواي، لأن و ببساطة عمته حوراء صديقة غزال، لنقل أنها استطاعت خداعي ببساطة و حسن نية، كنت دوماً اندهش أنها علمت بأنني مريضة او حزينة، كانت دوماً تتصل في الوقت الصحيح لتربت علي قلبي بصوتها الحنون، و الآن عرفت جاسوسها الذي كان ينقل لها الأخبار الحصرية و الموجزة، أكره قول ذلك ولكني اشتقت إليه، غبية..أعلم لأنني أتعلق بأي شخص كان، مجرد أن مد لي يد العون مره افديه بحياتي ألف مره، لكن أكره الإعتراف الآن بأن مشاعري انتبهت له، انتبهت لحبه في نهاية الأمر و استسلمت له و هو غير موجود حتي..
كنت أهزئ بكل فتاة تحركت مشاعرها اتجاه رجل لمجرد اللقاء صدف عابرة او حتي لقاءات مدبرة لكن لا حديث بينهما او حتي هناك أحاديث طويلة لكن لم يتقابلا وجها لوجه، لا يعلم أحدهما شيء عن الاخر لكن مع ذلك يُصر قلبها أن يتعلق به، و الآن أنا اليوم يجدر بي أن أهزئ بنفسي لأني افتقده و افتقد وجوده و ظهوره المفاجئ و افتقد تلك الكلمات القصيرة بيننا..

---------------------------------------

لم انفك عن قول أن لولا الألم لما ذوقنا حلاوة الرخاء، لو لم نعرف طريق التعس لما صادفنا ضوء السعادة المنبعث في الطريق، الحياة لم تخلق لنكن فيها سعداء، بل كل ما علينا القيام به هو تقليل التعاسة لأكبر قدر ممكن كما عمار الذي أفاق و تلك هي السعادة التي دبت بأوصال كل من علم بذلك، أما تعاسة الحياة التقليدية كانت تكمن في فقدانه للنطق، او لنكن علي وجه الدقة لسانه ثقيل يصعب عليه الحديث

جلست علي فراشه بجانبه براءة، ببطء كأنها تشعر بثقلها عليه، مر الكثير و لم تلتقي عيناها بعيناه الذي صرخت بالحب و الحنان الأبوي، الاشتياق و الغضب فضحته عيناه، كشفت عن الكثير مما حاول كثيراً حمايته من الظهور، افتتحت دمعته سيل الدموع من عيناه و عينا ابنته الكبري، فرحته الأولى و مسئوليته الكبرى التي عجز في حملها وحده، كل ما بقي من رباب، هي كل ما تركه له الماضي..
هي عادت و هو استيقظ لأن صباحاً جديداً قد تنفس..

--------------------------------

" أنه يحبك يا فتاة، بل يعشقك "
كان صوت سمر على الهاتف متحمساً للغاية و هي تخبرها بحب مريد لبراءة، أما عن براءة فسكتت و لم تجد كلمات ترد بها على سمر، فقط تنهدت باستياء لتعلمها أنها سمعتها جيدا
تبدل صوت سمر من الحماسة للضجر
" غريبة!! فتاة غيرك كانت لتذهب له و تخبره بأنها تبادله المشاعر أما انتِ فلا "
صرحت ببعض الغضب و هي تخبر صديقتها
" نعم أما أنا فلا، لا يمكنني ذلك، فلو لم يمنعني حيائي سيمنعني ديني و أفكاري، و المانع الأكبر هو، مريد خجول و ذكي و فوق كل ذلك ملتزم بحدود الله حتي و إن أحب، فمنذ سمعته صدفة يعترف بحبه لي لم أراه مجدداً و كأنه يخشى الخضوع او المعصية بي، رجل من قليل الرجال الخلوقين في هذا الزمان "

براءةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن