27- ماذا لو؟!

1K 68 45
                                    

ماذا لو!!. تأكل عقولنا و سعادتنا و أوقاتنا الجميلة، ماذا لو توقفنا عن التفكير فيما بعد ماذا لو؟!
----------------------------

لا أعلم لما تلك الليلة بالتحديد تذكرت دفتر مذكرات أمي، منذ عدت من لندن لم أقرأ أي جزء منها، ربما دوامة الحياة مع الأحياء انستنا من كانوا رفقائنا في الغربة و أنيسنا في الوحدة، فتحت حقيبة سفري و أخرجت منها الدفتر، لأول مره في تلك الليلة ألاحظ أيضاً أن أبي من كتب علي غلاف الدفتر رباب بخط كوفي جميل منمق، كان إمضاءه تحت الاسم لكن ألتقط عقلي و لاحظت عيني ذلك الآن فقط، هل يعلم بوجود هذا الدفتر!! هل قرأ ما فيه من أسرار عرفتها و أسرار أسعي الآن لمعرفتها؟!

جلست علي فراشي و خففت الإضاءة، وضعت سماعات رأسي لتكون موسيقاي المفضل في خليفة قراءتي و هيئت الأجواء حولي كما أحب حين ابدأ القراءة..

عنوان في بداية الصفحة التي توقفت عندها 'حوراء'
لم يربط عقلي حوراء صديقة غزال بحوراء التي ستكتب عنها أمي، لكن احبطت كلمات أمي ما استبعده عقلي، إنها هي ذات الشخص..

بدأت براءة تقرأ ما كتبته رباب و بدى غريبا بعض الشيء..

' كانت تستمع لعمار كثيراً، و هو لا يتحدث عن أي شيء يخصه مثلما يفعل معها، أظنه لا يفعل ذلك مع غزال حتي، كانت جيده في إعطاءه الحلول و التخفيف عنه، وحدها كانت تستطيع إزاحة الصخرة القابعة علي صدره حين يشعر بالحياة تضيق به كان يتصل بها و كأنها طوق نجاته من الغرق و التشتت..

أكملت:
لم ألقها سوي مره قبل خضوعي لعملية الولادة ببضعة أسابيع، و الحق يقال لم أرى بحياتي شيئاً أجمل من عذوبة عيناها، كان بهما بريق ينبض، بريق لا تراه سوى في عين شغوف ذكي، لا أعلم حقاً أكانت شغوفه بعمار كما هي شغوفه بإبنته قبل أن ترسو مرساتها علي شاطئ الدنيا؟!، لكن شغفها بفتاتي الصغيرة طمأنني، أثلج شغفها ببراءتي صدري فتبعه صوت ظهر من العدم داخل عقلي يهمس، لن تتروكيها وحيدة ستجد من يحنو عليها، ستجد من تلجأ إليه حين تضيق بها الدنيا، إنها هنا مع الكثير من الحب، لم أكن أصدق ذلك الصوت لأنه صوت أمومتي تحثني على الثبات في مواجهه وحوش عقلي الضارية..

.
أتمني لو أنني استطيع التخلص من شعور الغيرة الذي تملكني كلما جالت بخاطري حوراء، لأن جمالها كالحور حقاً و كما لو أنها منهن، حظيت بنصيبها من اسمها، بدت لطيفة أيضاً و معسولة اللسان و ذلك أيضاً دفعني للغيرة، امرأة مثلها كاملة لدرجة مرعبة لماذا لم يقع بحبها عمار؟!
بدا لي الأمر غريباً، أو ربما يحبها لكن هناك شيء يمنعه؟ و ربما الإجابة لا أيضاً!! أم أنه غبي لم يراها كما أراها، جمال و فطنة، لباقة و رقة، موهوبة كما سمعت عنها من عمار أنها تكتب، تنسج الخيال و تشيد حيوات لكل منا و الكثير من السيناريوهات داخل رأسها، الأمر أثار إعجابي و غيرتي معاً لكن سأقول كلمتي الأخيرة، كان لها نصيب من اسمها، كانت كالحور حقاً.

براءةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن