2- غزال

11.2K 393 99
                                    


" النقاب ليس حرية شخصية و الحجاب خطر على المجتمع "

-----------------

غريب هو تصريح فريدة الشوباشى الذى أعلنت فيه أن النقاب ليس حرية شخصية و لم يقتصر تصريحها على ذلك فقط!! دعت لحملة لخلع الحجاب مُدعية فيها أن الحجاب خطر على المجتمع، لم تكن تلك دعوتها الأولى فهى لها صولات و جولات فى إطار نبذ الحجاب و فرض معتقداتها على مجتمع واسع.

أغلق الجريدة و طواها لكن أبقاها بين يديه، جلس مفكرا من على حق، فريدة الشوباشى و من يتبعها أم فتيات الجامعة، أسترجع حواره معهن عندما سأل مجموعة من الفتيات التى ترتدى الحجاب بطريقه شرعية و متحفظة كما يجب أو كما يرونه هن أنه يجب.

-----------------

أستوقفت صديقتها المنفعلة

"غزال؛ انتظرِ "
" سأجيبك "
أكملت موجهه كلماتها له

"صوت المرأة عورة حين ترققه و تتحدث بغنج لتظهر رقتها و أنوثتها أو لتميل قلب رجل فتغويه و هنا يصبح صوت المرأة إثم و خطأ فادح و يجب عليها غضه غير ذلك فصوت المرأة ليس عيباً بها "

نظر لها متسائلاً ، بادر بصوت مشوش
" أوليست المرأة رقيقة عليها التحدث برقه، ألم يخلقها الله لتكون الجنس الناعم و مصدر الحنان و الرقة ؟!"

أجابته بسؤال و نبرتها بها هدوء لا يزال فى صوتها منذ أن بدأت النقاش
" أوليس الله أمر الرجال بغض البصر و أمر النساء بالإحتشام و الحياء "
سألها بسرعه
" الإحتشام أم الحجاب "

إبتسمت بتهكم فخرج صوت تهكمها من وراء حجاب -النقاب-، ردت بنفس هدوئها الذى أعتاده
" إن أحتشمت أرتدت الحجاب، إن أحتشمت غطت تاجها و صانته لمن تريد و ترضى، إن إحتشمت وجدت فى نفسها ما يجعلها تخفى شعرها عن الرجال، المرأة فتنة للرجال فى الأرض، كما قال تعالى - زين للناس حب الشهوات من النساء و البنين و القناطير المقنطرة من الذهب و الفضة - ، إن أستقام قولها و فعلها ستخفى جمالها لترضى خالقها ليس غيره، لم نخلق لإرضاء الخلق، خُلقنا لإرضاء الخالق "

سأل مره أخرى بنفس نبرته المتسائلة المشوشة الباحثه عما يرضى نفسه و يكفى عقله
" أقتنعت بما قلته لكن المرأة زينة، زين الله بها الدنيا لتجملها و خلقها من ضلع أدم لتؤنس وحدته، لماذا تخفى نفسها عن أدم و هى خلقت منه ؟! "

رددت الإستعاذه بالله و تلتها البسملة وقرأت عليه من كتاب الله
" و من ءاياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة و رحمة إن فى ذلك لأيات لقوم يتفكرون "
َ
كان يعى ما أرادت قوله لكنه سأل فى شئ من الحدة لأول مره تتملكه
" لم تذكر أيه مباشرة فى القرأن أمر الله فيها المسلمات بارتداء الحجاب "

قرأت عليه من القراءن ما حفظته من سورة الأحزاب أيه رقم 59 لترده
" يا أيها النبي قل لأزواجك و بناتك و نساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين و كان الله غفورا رحيما "

بادرت تلك الفتاة "غزال" التى صبت جم غضبها على رأسه حين سأل فى بادئ الأمر، بادرت بصوت هادئ و مريح

" و قال تعال فى سورة النور - و قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن و يحفظن فروجهن و لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها و ليضربن بخمرهن على جيوبهن .... - و باقى الأية الكريمة تحدثنا عن المحارم و من يمكن أن نظهر زينتنا أمامهم "

----------------

لم يكمل حواره معهن، لم يصل إلى إجابه شافية كافية، أخبرته تلك الفتاة صاحبة العيون الغزالية و البشرة الخمرية و حجاب يغطى جزئها العلوى، أو كما يسمونه "خمار" بأنهن سيأجلن الحديث لوقت لاحق، ظن فى وهلته الأولى لسماعه هذا الكلام أنهن يتهربن من المواجهه لكن حطمت تلك الفتاة آماله و أخبرته أنها ستقابله غدا فى هذا المكان -فى مقهى الجامعة- مع صديقتها لكن الآن ستذهب لمحاضراتها.

-------------------

عاد لجلسته فى الغرفة، و عاد له عقله
وضع الجريدة على المنضدة، عادت عيناها لمخيلته، كيف تكون عيناها بهذا الجمال و لم تزينها حتى بقلم أسود لتحددها و تظهر جمالها حتى؟
هل كما يقولون أخفت جمالها لمن تريد و ترضى ؟!! جميلة تلك الفتاة رغم وجهها الخالى من أى زينة، راح عقله يتخيلها بوجهها بمستحضرات التجميل الخفيفة و شعرها مرفوع على شكل ذيل الحصان، كانت جميلة .. جميلة إلى ابعد الحدود، عاد له عقله و أستعاذ بالله من الشيطان الرجيم الذى زينها له فى عقله ليغويه و يقع فريسة فى طرق الشيطان، مهما كانت الأفعال السيئة صغيرة فقد تصل بك عند الإستهانة بها إلى الوقوع فى الكبائر.

أرتدى بنطال أسود و فوقه قميص أبيض بأكمام رفعها لتصل إلى مرفقه مع حذاء رياضى أسود، أستعد ليخرج و يقابلها و يكمل نقاشه معها يقصد معهن، أربع فتيات لكن واحدة فقط جذبت عقله و أوقعت قلبه فى بئر ليس له أخر، بئر الأمنيات ... حيث تتمنى ما يريد قلبك و عقلك فإن كان قدرك رفيقهما تحقق ما تريد و هذا خير أما إن كان قدرك يمشى بمحاذاة قلبك و عقلك موازيا له فهذا خيرا لك أيضا فلا شئ سئ يحدث لنا إلا ورائه خير كبير يرسله الله لنا.

" عمار إلى أين... يا ولدى ؟! "
كان صوت إمرأة عجوز خرج صوتها متهدجا كأنها كانت تبكى
" عمتى.... ماذا حدث؟؟ أكنت تبكين؟؟ "
إقترب منها و هى على بعد خطوات منه، لاحظ خط الماء الذى ترك أثرا على خدها الأيسر، بالطبع كانت تبكى هذا ما إستنتجه ببديهية، وضع يده على خدها و مسح تلك الدمعة التى سقطت من عينها أمامه الآن.
سألها مجدداً
" ماذا حدث... عمتى؟؟ "
أجابته و دموعها تفر من محبسها فتنحدر على خديها، كان صوتها مكسوراً، متقطعاً، حزيناً و بائساً، كان يحمل كثير من المعانى الحزينة، قالت و هى غير مصدقة لما تخبره به

" مات حسن!! "

براءةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن