" النقاب ليس حرية شخصية و الحجاب خطر على المجتمع "-----------------
غريب هو تصريح فريدة الشوباشى الذى أعلنت فيه أن النقاب ليس حرية شخصية و لم يقتصر تصريحها على ذلك فقط!! دعت لحملة لخلع الحجاب مُدعية فيها أن الحجاب خطر على المجتمع، لم تكن تلك دعوتها الأولى فهى لها صولات و جولات فى إطار نبذ الحجاب و فرض معتقداتها على مجتمع واسع.
أغلق الجريدة و طواها لكن أبقاها بين يديه، جلس مفكرا من على حق، فريدة الشوباشى و من يتبعها أم فتيات الجامعة، أسترجع حواره معهن عندما سأل مجموعة من الفتيات التى ترتدى الحجاب بطريقه شرعية و متحفظة كما يجب أو كما يرونه هن أنه يجب.
-----------------
أستوقفت صديقتها المنفعلة
"غزال؛ انتظرِ "
" سأجيبك "
أكملت موجهه كلماتها له"صوت المرأة عورة حين ترققه و تتحدث بغنج لتظهر رقتها و أنوثتها أو لتميل قلب رجل فتغويه و هنا يصبح صوت المرأة إثم و خطأ فادح و يجب عليها غضه غير ذلك فصوت المرأة ليس عيباً بها "
نظر لها متسائلاً ، بادر بصوت مشوش
" أوليست المرأة رقيقة عليها التحدث برقه، ألم يخلقها الله لتكون الجنس الناعم و مصدر الحنان و الرقة ؟!"أجابته بسؤال و نبرتها بها هدوء لا يزال فى صوتها منذ أن بدأت النقاش
" أوليس الله أمر الرجال بغض البصر و أمر النساء بالإحتشام و الحياء "
سألها بسرعه
" الإحتشام أم الحجاب "إبتسمت بتهكم فخرج صوت تهكمها من وراء حجاب -النقاب-، ردت بنفس هدوئها الذى أعتاده
" إن أحتشمت أرتدت الحجاب، إن أحتشمت غطت تاجها و صانته لمن تريد و ترضى، إن إحتشمت وجدت فى نفسها ما يجعلها تخفى شعرها عن الرجال، المرأة فتنة للرجال فى الأرض، كما قال تعالى - زين للناس حب الشهوات من النساء و البنين و القناطير المقنطرة من الذهب و الفضة - ، إن أستقام قولها و فعلها ستخفى جمالها لترضى خالقها ليس غيره، لم نخلق لإرضاء الخلق، خُلقنا لإرضاء الخالق "سأل مره أخرى بنفس نبرته المتسائلة المشوشة الباحثه عما يرضى نفسه و يكفى عقله
" أقتنعت بما قلته لكن المرأة زينة، زين الله بها الدنيا لتجملها و خلقها من ضلع أدم لتؤنس وحدته، لماذا تخفى نفسها عن أدم و هى خلقت منه ؟! "رددت الإستعاذه بالله و تلتها البسملة وقرأت عليه من كتاب الله
" و من ءاياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة و رحمة إن فى ذلك لأيات لقوم يتفكرون "
َ
كان يعى ما أرادت قوله لكنه سأل فى شئ من الحدة لأول مره تتملكه
" لم تذكر أيه مباشرة فى القرأن أمر الله فيها المسلمات بارتداء الحجاب "قرأت عليه من القراءن ما حفظته من سورة الأحزاب أيه رقم 59 لترده
" يا أيها النبي قل لأزواجك و بناتك و نساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين و كان الله غفورا رحيما "بادرت تلك الفتاة "غزال" التى صبت جم غضبها على رأسه حين سأل فى بادئ الأمر، بادرت بصوت هادئ و مريح
" و قال تعال فى سورة النور - و قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن و يحفظن فروجهن و لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها و ليضربن بخمرهن على جيوبهن .... - و باقى الأية الكريمة تحدثنا عن المحارم و من يمكن أن نظهر زينتنا أمامهم "
----------------
لم يكمل حواره معهن، لم يصل إلى إجابه شافية كافية، أخبرته تلك الفتاة صاحبة العيون الغزالية و البشرة الخمرية و حجاب يغطى جزئها العلوى، أو كما يسمونه "خمار" بأنهن سيأجلن الحديث لوقت لاحق، ظن فى وهلته الأولى لسماعه هذا الكلام أنهن يتهربن من المواجهه لكن حطمت تلك الفتاة آماله و أخبرته أنها ستقابله غدا فى هذا المكان -فى مقهى الجامعة- مع صديقتها لكن الآن ستذهب لمحاضراتها.
-------------------
عاد لجلسته فى الغرفة، و عاد له عقله
وضع الجريدة على المنضدة، عادت عيناها لمخيلته، كيف تكون عيناها بهذا الجمال و لم تزينها حتى بقلم أسود لتحددها و تظهر جمالها حتى؟
هل كما يقولون أخفت جمالها لمن تريد و ترضى ؟!! جميلة تلك الفتاة رغم وجهها الخالى من أى زينة، راح عقله يتخيلها بوجهها بمستحضرات التجميل الخفيفة و شعرها مرفوع على شكل ذيل الحصان، كانت جميلة .. جميلة إلى ابعد الحدود، عاد له عقله و أستعاذ بالله من الشيطان الرجيم الذى زينها له فى عقله ليغويه و يقع فريسة فى طرق الشيطان، مهما كانت الأفعال السيئة صغيرة فقد تصل بك عند الإستهانة بها إلى الوقوع فى الكبائر.أرتدى بنطال أسود و فوقه قميص أبيض بأكمام رفعها لتصل إلى مرفقه مع حذاء رياضى أسود، أستعد ليخرج و يقابلها و يكمل نقاشه معها يقصد معهن، أربع فتيات لكن واحدة فقط جذبت عقله و أوقعت قلبه فى بئر ليس له أخر، بئر الأمنيات ... حيث تتمنى ما يريد قلبك و عقلك فإن كان قدرك رفيقهما تحقق ما تريد و هذا خير أما إن كان قدرك يمشى بمحاذاة قلبك و عقلك موازيا له فهذا خيرا لك أيضا فلا شئ سئ يحدث لنا إلا ورائه خير كبير يرسله الله لنا.
" عمار إلى أين... يا ولدى ؟! "
كان صوت إمرأة عجوز خرج صوتها متهدجا كأنها كانت تبكى
" عمتى.... ماذا حدث؟؟ أكنت تبكين؟؟ "
إقترب منها و هى على بعد خطوات منه، لاحظ خط الماء الذى ترك أثرا على خدها الأيسر، بالطبع كانت تبكى هذا ما إستنتجه ببديهية، وضع يده على خدها و مسح تلك الدمعة التى سقطت من عينها أمامه الآن.
سألها مجدداً
" ماذا حدث... عمتى؟؟ "
أجابته و دموعها تفر من محبسها فتنحدر على خديها، كان صوتها مكسوراً، متقطعاً، حزيناً و بائساً، كان يحمل كثير من المعانى الحزينة، قالت و هى غير مصدقة لما تخبره به" مات حسن!! "
![](https://img.wattpad.com/cover/98050667-288-k330021.jpg)
أنت تقرأ
براءة
Spiritualسأسميها براءة.. ________ لم يرها يوماً جميلة فقط كما يصفها الجميع، وحده كان يري ملامحها تستحق المراقبة حتي تُحفر في المخيلة بأدق تفاصيلها الرقيقة، ملامحها كانت لوحته المفضلة التي يرغب في البقاء طويلاً في محاولة لفك طلاسمها بسيطة التعقيد. _________ ...