4- إبليس كان صريحاً

6.1K 292 41
                                    


الدنيا إذا حلت أوحلت

-----------------

أعجبتنى تلك الجملة للشيخ كشك عندما قال :
"الدنيا إذا حلت أوحلت، و إذا كست أوكست...... "

فكلما تجملت لك الدنيا أعلم أن أخرها وحل، أعلم أنها تعطى لتأخذ ولا تهب لك شئ، هكذا رأها عمار ......

------------------


" غزال، أسبوعان و مازلتى غائبة حاضرة، ماذا يحدث معك ابنتى ؟!"
كانت شاردة به، عقلها تلاعب بها، هل أصابه مكروه؟؟ هل أراد الهروب من المواجهه؟ أنقطعت أخباره منذ أخبرها أنس أنه لن يأتى فى الوقت الحالى، تداعت لعقلها الأسئلة و لم تدع أسئلتها لعقلها مكان للإجابات، صوت والدتها الوحيد الذى إخترق خلايا عقلها و أيقظها من شرودها.

" أمى ... هل يكذب القلب؟!"
سألت غزال و مازال بها شئ من الشرود، ضحكت والدتها بخفة و قالت بنصف عين

" القلب لا يتخذ قرارات!!، هذا ما نوهم به أنفسنا لنقنعها بإختيارات عقولنا الخاطئة، و دائما -من وجهه نظرى- الصراع يكون بين النفس و العقل و ليس للقلب دخل بينهم؛ ... أخبرينى من احتل معسكر مشاعرك "

ظنت لوهلة أن والدتها تعلم ما تخفيه، لكن كيف تعلم و لم تنبس ببنت شفه؟؟ سألت بقلب مضطرب و عيون متسائلة، سألتها و هى تميل برأسها فتضعها بحضن أمها
" كيف علمت يا أمى؟ "

ابتسمت أمها و اتسعت بسمتها عند وضعها ليدها على خصلات شعر ابنتها لتضمها إليها أكثر، بدأت بالحديث و هى تمسح على شعر فتاتها الصغيرة بحنان و حب

" أنت قطعة من قلبى و جزء من جسدى و تكونت داخلى، كيف لا أشعر بمن عاشت بداخلى تسعة أشهر !! كنت أنتظر طيلة حياتى يوم مثل هذا اليوم، يوم أجد قلب ابنتى قد سرق، انتظرت طويلا لأدلك على الطريق الصحيح، علمتك الصحيح و الخطأ و عليك الإختيار لكن كنت انتظر أن تحكى لى ما يحدث بقلبك، كنت انتظر أن تصبح ابنتى هى صديقتى، أن تكون من أشكو لها ألمى و هى تستشيرنى فى أمورها، تلك هى لذة إنجاب الفتيات "

أغمضت غزال عينيها و رددت بهمس
" أحبك يا من علمتنى، أحبك يا من حصنتنى من شرور نفسي، أحبك يا أودعتنى ودائع الصدق و الأمانة، أحبك يا من جعلتى قلبي مخبأ أسرارى و ملجأ همومى، أحبك لأنك أمى.. لأنك الأفضل "

---------------

" الخمر أصبح شراباً، الميسر أصبح حظاً، الغناء أصبح فناً، الرشوة أصبحت قهوة و الإختلاط أصبح تحضراً و التبرج أصبح أناقة و التعري أصبح حرية، الزنا أصبحت علاقة عابرة و الأمر بالمعروف أصبح تشدد و النهى عن المنكر أصبح تخلف، الغيبة أصبحت عادة "

براءةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن