فصل تمهيدي "إيفا"

7.7K 134 51
                                    

فصل تمهيدي

في إحدى الغرف الباردة من المصحة.... إيفا كانت تستلقي هناك على سريرها عاجزة عن تحريك أكرافها بسبب الأدوية والحقن التي تجبر على أخذها على مدار النهار....

بالكاد كانت تفتح عينيها.... حرقة الدموع تغلبها.... هي لم تعد تعلم شيئا... هل فعلا كل شيء كان من نسج خيالها......هي لم تكن طبيبة لامعة... ولا فتاة جميلة أو ثرية..... وآدمسون لم يقع في حبها يوما..... هل حقا أنها كانت تسرق حياة صديقتها فيفيان.... وتتخيل أنها مكانها... هل حقا والدها الذي تظنه برلمانيا مشهورا ورجل قانون هو في الحقيقة.... أحد زعماء عالم الإجرام......

من عليها أن تصدق..... عقلها الذي يخبرها أن كل شيء حقيقي أم.... طبيبها النفسي وكل من حولها الذين أخبروها مرارا أن تتوقف عن التخيل وتعود إلى الواقع.... إلى أن صارت حالتها ميؤوسا منها.....

آدمسون الرجل الذي أحبته.... أخبرها مرارا أنها مجرد مهووسة وأنه لا يطيقها ويحب صديقتها فيفيان...... لدرجة أنه لجأ لمختلف الطرق لإبعادها عنه.... لكنها في أعماقها تؤمن أنه يحبها.... أجل هو يحبها كما تحبه تماما...... والدليل على ذلك هو الطفل الذي تحمله داخل أحشائها.....أنه ابنه..... 

أو ربما هي ليست حاملا.... فيفيان هي الحامل.... لقد علمت ذلك عندما أتت بريثني لزيارتها آخر مرة.....  وأخبرتها أن فيفيان ستتزوج آدمسون في وقت قريب.....

لقد كانت تعيش حياة سعيدة قبل ظهور آدمسون في حياتها ..... حبها له كان لعنة حقيقية...... مع أنها كانت تسعى لإرضائه إلا أنه في المقابل أهانها وأذلها وجرحها ... وفي النهاية رماها في هذه المصحة اللعينة....

ضغطت على شفتها بحقد بينما الدموع تنساب من عينيها..... هي لن ترضى بالبقاء هنا.... ستجد طريقة للخروج بكل تأكيد.... وستعود إلى آدمسون لكن ليس لتطلب حبه هذه المرة بل للانتقام منه هو وفيفيان..... "

بعيدا في منزل دافئ ينعم بالهدوء..... أنهت فيفيان تسريح شعرها ونظرت إلى نفسها في المرآة..... كل شيء يبدو مثاليا..... إنها حقا سعيدة.....

خرجت من الغرفة لتنضم إلى حبيبها آدمسون.... بينما كان الخدم ينحنون لها فور رؤيتها.... بينما رمقتها بريثني ببرود... وهي تتمسك بذراع آدمسون الذي أنبها قائلا: فيفيان.... كوني حذرة كي لا تؤذي نفسك... أنت حامل لا تنسي....

اكتفت بابتسامة مليئة بالحب... ليدخلا غرفة الاستقبال... وتتفاجأ فيفيان برؤية جيرالد وزوجته كلارا....والدا صديقتها المقربة إيفا......

امتلأت عيناها بالدموع بينما احتضنتها كلارا قائلة بعيون باكية : فيفيان.... أنا حقا آسفة... على الأذى الذي تسببت فيه ابنتي لك.... لكن رجاء لا تحقدي
عليها.... إيفا مريضة.... وهي الآن تتلقى العلاج في المكان المناسب.....

هوس عشقه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن