اقتباس
دخلت كلاريس الغرفة بهدوء، حدقت في إيفا المستلقية على سرير المستشفى ولم تستطع كبح دموعها، صديقتها الوحيدة التي كانت تنبض بالحياة.
أمسكت يدها وهمست بصوت مخنوق: إيفا عزيزتي، لن أفارقك بعد الآن سأكون موجودة للعناية بك، لقد بدأت العمل كممرضة هنا، سأزورك كل صباح وأتحدث إليك، حتى لو أنك ربما لست واعية بوجودي، وقد لا تسمعينني، لكنني لن أتركك وحيدة في هذه المصحة الباردة، لن أتخلى عنكِ أبدا... لأنني من بين الجميع أعلم تماما أنك فتاة رائعة وموهوبة، ستتعالجين وستشفين وتعودين إيفا التي عهدتها.
شعرت بحركة يدها، ثم فتحت عينيها ببطء وحدقت في صديقتها...
شهقت كلاريس من الدهشة، لقد قيل لها أن الأدوية تبقي إيفا نائمة طوال الوقت، لكن... عليها استدعاء الطبيب...
ابتسمت بفرح من بين دموعها وهي تقول: إيفا، أنت مستيقظة، سأستدعي الطبيب فورا...
لكن إيفا همست بصوت ضعيف: لا تفعلي، لأنه سيزيد جرعة الأدوية ليجبرني على النوم لفترة أطول، أرجوك أنا أتعذب كل يوم هنا....
وضعت يدها على فمها من الصدمة ونظرت حولها للتأكد أن المكان خالٍ تماما ثم همست: ما الذي يعنيه هذا؟!!
دمعت عيناها وهي تهمس: كلاريس، أنا حقا لم أعد أعلم شيئا، الجميع يقولون أنني مجرد فتاة مريضة تحاول سرقة حياة فيفيان، أنا مجرد فتاة فاشلة تتخيل أمورا لم تحدث تعيش وهما، هذا ما رددوه جميعا، الطبيب سيغموند، والدي، فيفيان وحتى آدمسون... كلاريس أنت أخبريني... هل أنا مريضة فعلا؟! لكن هل أنت هنا فعلا؟! أم أنها مخيلتي أنا حقا لا أعلم... هل هذا مجرد وهم هل فقدت عقلي لأتخيل وجودك بينما أنا أحدث نفسي في الواقع؟!
صمتت كلاريس ولم ما عليها قوله من الواضح أن وضع إيفا معقد لدرجة أنها لم تعد تفرق بين الواقع والخيال، بل إنها لن تصدق أي شيء يحدث معها وستعتبره مجرد هلوسات تبا ما الذي فعله ذلك الطبيب المجنون بإيفا؟!!
وضعت سبابتها على فمها تمنعها من الحديث وهمست: إيفا... أنا موجودة هنا كوني واثقة من ذلك... اتفقنا؟!
أومأت برأسها بضعف ثم همست: لا أعلم ما الذي حدث بالضبط، فقد كنت مسافرة بعد ما حدث بيننا أنا وكلاوس، هل تذكرين ذلك؟!!
حركت عينيها ببطء لتضيف: حسنا، أعلم جيدا أنك ومنذ طفولتك كنت تتابعين طبيبا نفسيا بسبب صور غريبة وتهيآت كانت تأتيك كنت تخبرينني أنها ربما ذكريات قديمة... هل أنت واعية بذلك؟!
أومأت إيجابا لتقول كلاريس أخيرا: حسنا أنت طالما كانت لديك تصرفات عدائية، خاصة من ناحية فيفيان، أحيانا كنت تغضبين منها بشدة، حتى أنك اتهمتها بخيانتك مع خطيبك داميان وأنا صدقتك حينها... إضافة إلى أمور سيئة أخرى، هل تنكرين ذلك؟!
هزت رأسها نفيا... لتتنهد كلاريس بعمق معترفة: بصراحة لقد قابلت بريثني قبل قدومي إلى هنا... وقد أخبرتني الكثير من الأمور الجنونية التي فعلتها بعد سفري لدرجة أنني لم أصدق... أعلم أنك كنت مجنونة بحب آدمسون، لكن لم أتخيل أن يصل بك الأمر لمحاولة قتل فيفيان... هل تدركين كم أنك تماديت بأفعالك؟!
أبعدت يدها عن فمها لتجيب: كلاريس، حقا لقد كنت غاضبة منها، لكنني لم أتعمد ما حدث، أنا لا أتذكر بوضوح ما حدث....
- إيفا، الأمر جدي فعلا،... لأن انفعالاتك وكل ما قالته بريثني يخبرني أنك حقا خارجة عن السيطرة... هل أنت مستعدة لتقبل ذلك؟!
صمتت ولم تجب ثم اعترفت كلاريس بقلة حيلة: كان لدي شعور سيء منذ ظهور آدمسون في حياتك، عندما رأيت تعلقك به بدأ الأمر يخيفني، باعتباري صديقتك حاولت دعمك حتى مع معرفتي أن فيفيان هي من أنقذت حياته وليس أنتِ لكنني التزمت الصمت من أجلك...
قاطعتها إيفا قائلة: لقد أنقذت حياته بالفعل، كلاريس الأمر ليس كما تتخيلين...
ابتسمت بقلة حيلة وهمست: حسنا، حسنا، بغض النظر عن ذلك، إيفا، هو لم يكن يطيقك، كيف تدعين أنك حامل منه؟! لا أحد يمكنه أن يصدق.
- الأمر معقد حقا، كلاريس أرجوكِ عليك مساعدتي للخروج من هذا المكان، أنا حامل فعلا لكن استمرت بأخذ تلك الحقن سأفقد طفلي وقد أموت أيضا...
لم تعلم ما عليها فعله ثم قالت أخيرا: ماذا لو أنك حقا في حاجة إلى العلاج، أنا بالتأكيد أريد مساعدتك، لكن ان اتضح أنك مريضة فعلا فسيتعين عليك البقاء هنا، اتفقنا؟!
أومأت إيفا برأسها إيجابا وقد بدأ الأمل يعود إليها بعد أن يئست واعتقدت أنها ستموت داخل هذه المصحة الموحشة، لتهمس كلاريس: حسنا علينا أن نعلم إن كنت حاملا أم لا ، وذلك سيحدد إن كنت صادقة أم تتوهمين؟! تفهمينني..!
فزعت كلتاهما عندما سمعتا باب الغرفة يفتح، تظاهرت إيفا بالنوم..
بينما سأل الطبيب فرويد كلاريس قائلا: من الواضح أنك متأثرة بوضع صديقتك لدرجة أنك تحدثينها...
ارتعشت كلاريس وهي تجيب: صحيح، لقد كنت مقربة منها، ما زلت لا أصدق..
- إنها من بين الحالات المستعصية، تجعل الشخص الذي يحدثها يصدق أنها فتاة طبيعية.
توترت كلاريس أكثر، ليضيف: أتمنى أن تعتني بها جيدا. هناك ممرضة أخرى تتولى العناية بها خلال الفترة المسائية وتقدم لها الأدوية وهي المسؤولة عن حالتها.... من الممنوع عليك القيام بأي تصرف قبل استشارة الممرضة كلوديا هل هذا مفهوم؟!
أومأت برأسها وتساءلت عن سبب حرصه على استشارة كلوديا تلك، لكن ما يثير قلقها أنها ربما وقعت في الفخ، هل إيفا طبيعية أم أنها خدعتها أيضا؟
آراءكم؟!
ملاحظة: بحكم أنو الرواية تتحدث عن المافيا راح تكون مختلفة عن رواياتي السابقة راح تكون جريئة أكثر وتحتوي على عنف شكرا.
أنت تقرأ
هوس عشقه
Romanceيقتلون والديها وهي صغيرة يختطفونها ويسرقون حياتها صديقتها المفضلة تنتحل شخصيتها وتسرق حبيبها يضعونها في مصحة عقلية وهي حامل ثم يكتشفون أنها أميرة مافيا صقلية 🔥 وتعود لتنتقم من كل أعدائها
