الفصل 12

904 42 2
                                    

كانت قد مرت ستة أشهر منذ لقائهما الأول...
كانت إيفا مستلقية بين ذراعي أدمسون... وهي تفكر.... لقد كانت سريعة التعلم.... وهو راض عن أدائها...وقد أخبرها كل ما يخص جماعته بالتفصيل....

لا أحد من أفراد عائلتها تواصل معها خلال هذه الفترة.... فقط الطبيب فرويد فعل... وقد كذبت عليه وأخبرته أنها تأخذ أدويتها بانتظام... وقد سألها متى تنوي العودة...

شعرت بالضيق وهي تتذكر جلسات العلاج النفسي والتنويم المغناطيسي... هي لا تريد تكرار ذلك....بطريقة ما إنها تجعلها تنسى كل شيء.... ولا تعلم شيئا.... لا تفرق بين الحقيقة والخيال....

تذكرت آخر جلسة خضعت لها.... كانت بعد قتلها للمربية مارثا.... قبل الجلسة كانت تعتقد أن هناك خطأ ما....لكن بعدها... صارت مقتنعة أنها قتلتها بالفعل.... هي لا تتذكر أنها خنقتها خلال موجة غضبها لكن....

تنفست بصعوبة...... بعد هذه الأشهر بعيدا عن الطبيب فرويد وأدويته..... صارت تأتيها أحلام.... غريبة .. من زمن بعيد عندما كانت طفلة.... صوت تلك المغنية... كان مألوفا في أحلامها.... مارثا كانت معها أيضا... إضافة ٱلى امرأة أخرى.... ورجل أيضا....

عادت إليها كلمات المربية قبل موتها.... قالت أنها ليست ابنة جيرالد.... أو هذا ما خيل إليها...  هي لا تعلم إن كان ذلك حدث فعلا أم لا.....

لكن هل كل ما حدث معها حقيقي... هل.... هي فعلا مع آدمسون... أم... أنها تعيش داخل أوهامها....

الطبيب فرويد أخبرها أنها تعاني مرضا يدعى الوهم حيث لا يفرق المريض بين الخيال والواقع وقد يتفاقم الأمر إلى الهوس كأن يتخيل أن أحدا واقعا في حبه وأمور كثيرة أخرى.....

وضعت يدها على جبينها..... وهي تتذكر عندما تشاجرت مع خطيبها وفيفيان.... لقد انهالت على فيفيان بالضرب.... وداميان أيضا أخذ نصيبه....كثيرون أخبروها أن داميان يخونها.... لكن...

غلبتها دموعها.... هذا جنون.... حدقت في أدمسون... إن علم بذلك.... سيتخلى عنها....

حاولت سحب نفسها بعيدا عنه.... لكنه أوقفها قائلا: الوقت ما يزال مبكرا... أنت تزعجينني....

  - أدمسون ابتعد... أنت تزعجني....

فتح عينيه بضيق قائلا: إيفا... ما الذي أصابك؟

لاحظ أثر الدموع في عينيها.... بينما تجنبت نظراته وأفلتها... تركت السرير وتناولت كوبا من الماء....

راقب حركاتها وسألها: هل هناك ما تودين إخباري به....

التفتت إليه بضيق قائلة: لكن... هل من الطبيعي أن تختار فتاة لا تعلم عنها شيئا.... أعتقد أنني.... حسنا... أنا فتاة مجنونة كما يبدو.... أتخيل أمورا غير حقيقية... ربما أنت لست هنا الآن...

رفع حاجبه مستفهما..... بينما جلست على الأرض...
زفر بعصبية ونهض قائلا: كفى سخافة.... المجانين لن يعترفوا بذلك... لن يدركوا أنهم مجانين أساسا.... بل يصرون أنهم أشخاص طبيعيون....

هوس عشقه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن