الفصل 3

1.2K 58 8
                                    

متابعة طيبة لا تنسوا تحطو تعليقاتكم وشكرا ❤️
الفصل 3

الفصل 3

خرج من القبو لتخبره الخادمة آنيا أن هناك ضيفا في انتظاره...

دخل غرفة الاستقبال، ليجد الطبيب فرويد في انتظاره قدم نفسه وأضاف قائلا: أنا طبيب الآنسة إيفا النفسي...

رمقه بنظرات متفحصة ثم أشار له بالجلوس قائلا: ما الذي قد يدفع شخصا مثلك لزيارتي؟!

حافظ فرويد على ملامحه الهادئة وهو يجيب: كوني قلقا عليك!

أطلق آدمسون ضحكة ساخرة ورد: من ماذا تحديدا؟!!

- إيفا؟!!

تحولت ملامحه إلى أخرى باردة ورد: إيفا، حسنا لقد اختفت فجأة، وبما أنك طبيبها النفسي مؤكد لديك الكثير لتخبرني به، أريد معرفة كل شيء عن حالتها....

ابتسم فرويد قائلا: بصفتي طبيبا فهذا يلزمني بالمحافظة على خصوصية المرضى، لكن بما أن الأمر متعلق بحياة إنسان، فسأتحدث، أنا أتابع حالتها منذ كانت في السادسة تقريبا، الأمر معقد بعض الشيء، كانت تتتخيل أمورا كثيرة، كان ذلك عاديا بالنسبة لأي طفلة، لكن إيفا بدأت بتصديق كل ما يصوره لها عقلها وفق رغباتها الخاصة، لدرجة أنها لم تعد تفرق بين الواقع والخيال... طبعا كان الأمر ليكون تحت السيطرة لو أنها التزمت بالعلاج، لكن في حالتها هي ترفض تصديق كونها مريضة وفي حاجة للعلاج أساسا، وبمجرد أن يحاول الآخرون معارضة الأفكار التي رسمتها في مخيلتها تتصرف بعنف، لدرجة أنها قبل سنة كادت تقتل صديقتها المقربة فيفيان بسبب وساوس لا أساس لها من الصحة، وخطيبها المسكين لم يسلم من غضبها أيضا، إيفا مجنونة به حرفيا، حسنا أنا أشفق على أي شخص تحبه إيفا لأنها ستكون كابوسا حقيقيا له وهذا سيكون حالك أيضا إن لم تبتعد عنها قبل أن تسوء الأمور، هذه نصيحتي لك.

التزم آدمسون الصمت ولم يعلق ثم خطر له شيء وقال: لكن إيفا تبدو طبيعية تماما، وحسنا، هل كانت ليسمح لها بممارسة الطب لو كانت كما تقول؟!!!

وقف الطبيب قائلا: أخبرتك إيفا قادرة تماما على إخفاء اضطرابها لتبدو كفتاة طبيعية، لكنها أحيانا وبسبب انقطاعها عن تناول أدويتها تبدأ في الخروج عن السيطرة إنها خطيرة حقا....

شعر أن من الصعب عليه استيعاب ذلك، هل يعقل أن إيفا التي بدت طبيبة موهوبة مجرد فتاة مختلة؟! لكن ما الذي قد يدفع الطبيب للكذب عليه؟!

راقب فرويد وهو يخطو ناحية الباب مضيفا قبل مغادرته: لقد قمت بواجبي، أتمنى أن تكون رجلا عاقلا.

زفر آدمسون بعصبية وجلس وحيدا لتقتحم بريثني الغرفة وهي تقول: لقد سمعت حديثكما!!

- تقصدين أنك كنت تتنصتين علينا؟!!

حاولت التحكم في نبرة صوتها المرتبكة وهي تقول: آدمسون اسمعني، يبدو أنك مهتم بأمر إيفا تلك، هل تحبها؟!

هوس عشقه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن