الفصل 22

887 47 17
                                    

استفاقت من أفكارها....عندما دخل الطبيب فرويد... كتمت شهقة عندما رأت ما حل بوجهه....

جلس مقابلها وهو يقول: إذا... أنت تبحثين عن عمل في مصحتي...

أومأت برأسها وهمست: أريد... أن أكون موجودة للعناية بإيفا... إنها صديقتي الوحيدة...  أتوسل إليك...

أومأ برأسه وأجاب: بالتأكيد.... الآنسة بريثني.... كانت حاضرة عندما قامت إيفا بمحاولة قتل كل من أدمسون وفيفيان... وقد قالت أن إيفا حاولت الانتحار أيضا... أنا أقول هذا فقط لتدركي خطورة وضعها.... هل تفهمين؟!

أومأت برأسها وهمست: أعلم لقد ذهبت لزيارة السيدة كلارا... وبريثني كانت هناك... لقد أخبرتني أن إيفا فعلت أمورا جنونية... ومع ذلك هل يمكنني مقابلتها... ؟!

  - إنها تحت تأثير المنوم...
  - لا بأس أريد رؤيتها... رغم ذلك.....

دخلت كلاريس الغرفة بهدوء، حدقت في إيفا المستلقية على سرير المستشفى ولم تستطع كبح دموعها، صديقتها الوحيدة التي كانت تنبض بالحياة.

أمسكت يدها وهمست بصوت مخنوق: إيفا عزيزتي، لن أفارقك بعد الآن سأكون موجودة للعناية بك، لقد بدأت العمل كممرضة هنا، سأزورك كل صباح وأتحدث إليك، حتى لو أنك ربما لست واعية بوجودي، وقد لا تسمعينني، لكنني لن أتركك وحيدة في هذه المصحة الباردة، لن أتخلى عنكِ أبدا... لأنني من بين الجميع أعلم تماما أنك فتاة رائعة وموهوبة، ستتعالجين وستشفين وتعودين إيفا التي عهدتها.

شعرت بحركة يدها، ثم فتحت عينيها ببطء وحدقت في صديقتها...

شهقت كلاريس من الدهشة، لقد قيل لها أن الأدوية تبقي إيفا نائمة طوال الوقت، لكن... عليها استدعاء الطبيب...

ابتسمت بفرح من بين دموعها وهي تقول: إيفا، أنت مستيقظة، سأستدعي الطبيب فورا...

لكن إيفا همست بصوت ضعيف: لا تفعلي، لأنه سيزيد جرعة الأدوية ليجبرني على النوم لفترة أطول، أرجوك أنا أتعذب كل يوم هنا....

وضعت يدها على فمها من الصدمة ونظرت حولها للتأكد أن المكان خالٍ تماما ثم همست: ما الذي يعنيه هذا؟!!

دمعت عيناها وهي تهمس: كلاريس، أنا حقا لم أعد أعلم شيئا، الجميع يقولون أنني مجرد فتاة مريضة تحاول سرقة حياة فيفيان، أنا مجرد فتاة فاشلة تتخيل أمورا لم تحدث تعيش وهما، هذا ما رددوه جميعا، الطبيب فرويد، والدي، فيفيان وحتى آدمسون... كلاريس أنت أخبريني... هل أنا مريضة فعلا؟! لكن هل أنت هنا فعلا؟! أم أنها مخيلتي أنا حقا لا أعلم... هل هذا مجرد وهم هل فقدت عقلي لأتخيل وجودك بينما أنا أحدث نفسي في الواقع؟!

صمتت كلاريس ولم تعلم ما عليها قوله من الواضح أن وضع إيفا معقد لدرجة أنها لم تعد تفرق بين الواقع والخيال، بل إنها لن تصدق أي شيء يحدث معها وستعتبره مجرد هلوسات تبا ما الذي فعله ذلك الطبيب المجنون بها؟!!

هوس عشقه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن