15- ألّـوان ' لا شَـــيء°' .

1.3K 127 50
                                    

- Salam.
-Enjoy .
-Vote.
-Comment.
.
.
.
.
.
.
.
.

فِي مَكانٍ آخر غَرِيبٌ عليّ ، يُسمّى المَقبرة ، رجلٌ ما يتلُو شيئاً مِن الإِنجِيل .

لم استمِع سِوى لـِ أصواتِي الدَاخِليّة تطلبُ مِنّي الهُدوء ، والِدتِي انفصلت عنّي بَعِيدة و كنتُ خَجُولٌ لـِ أُنَادِيها أمامَ الجمِيع و بِهذا الوقتِ الحرِج.

أُمَيّزُ صوتَ مَحبُوبتِي البَاكِيّ و إِمرأة أُخرَى .

أتعرّق بـِ كَثافةٍ و أتشبّثُ بـِ عصايّ قويّاً .
صَمتُ الرجُل ، ارتفاع أصواتِ النُواح، الفوضَى و خُطواتٍ كَثِيرة مِن جانِبي.

" أُمـ..أُمي ، هِـ.هِيزل!"
هَمستُ بـِ ضعفٍ علّ إحِدَاهُنّ تَسمعُنِي .

الأفكارُ السودَاء غَزت فِكرِي ، و شُعورِي بـِ النُقصِ و الكُره يزدَاد .
حتى شهقتُ بـِ فزعٍ حِينما اصتدمَ بِي أحد تِلكَ الأجساد .

عِطرٌ رُجولِي غَرِيبٌ  عنّي كذلِك الهمس.

" أوه أعتذر ، أعتذر سامِحنِي"
بينَما هوّ يعتذِرُ دَنوتُ للبحثِ بـِ جُنونٍ عَن عَصاتِي و نَبضاتِي بدأت تَعلُو ، رُبما دُموعِي سـ تُغادِرُ عينايّ الآن.

" تفضّل "
تحسّستُ العصا و نَهضتُ مُجدداً أزفِرُ بـِ راحة .

" أعتذِر "
تأسّفَ مُجَدداً ؛ فـ رَسمتُ ابتسامة طَفِيفة على شِفتايّ.
لـِ نقُل أنّي كنتُ أطمئِنُ للبشرِ مِن رائِحة العطرِ خاصّتهُم .

" هل أنتَ تايهيونغ ؟"
" أوه .. نعم ، إِعذِرنِي هل أعرِفُك ؟"
شعرتُ بـِ الخجلِ مِن عدمِ تَذكُرِي لهُ ّ ماذَا إِن كانَ زَمِيلاً ؟.
أو شخصاً مُهِم ؟.

" فِي الواقِع ... لا "
" أنا زَمِيلُ جونغكوك ، حَدّثنِي عنكَ "
أردتُ السُؤَالَ بِماذَا قال ، أو بـِ ماذَا اتصفتُ ؟.
لكِنّني دَثرتُ فُضُولِي .

' سَاذج ' هذا ما أنا علِيهِ بـِ النِسبة إِلى جونغكوك.
أو هذا ما ظَننت .

" تَشرّفتُ بِك"
يدهِ لَامست يدِي بـِ مُصَافحة قَصِيرة و بدا ودُودَاً .

" و أنا كذلِك "
" أيُمكِنني طلبُ خِدمة؟"

__________________

هوّ قَادنِي إِلى جونغكوك.. حيثُ طَلبت .

" هوّ يتكِئ على جِذعِ شَجرة، ها هوّ"
سَاعَدنِي فِي الجُلوس ، شكرتهُ ، و هاهيّ خطواتهِ على العُشبِ تبتعِد .

زَفرتُ بـِ عُمقٍ حِينما غَمَرنِي الإِطمِئنان ، لَاحظتُ إِختفاءَ أصواتِ البشرِ حولِي ،و شعرتُ بـِ نَسماتٍ عَلِيِلة تُصاحِبُ رائِحة جونغكوك فِي الأرجَاء .

الصَمتُ هوّ الصوتُ الوحِيدُ الذِي اسمعهُ يَلحقهُ صوتُ العَصَافِيرِ و تنفُسِي .
لطالما كانَ جونغكوك هادِئ ، حتى فِي تنفُسِهِ هادِئ .

عِندما كَبر تغيّر عمّا كانَ علِيهِ ، ذلِكَ الطِفلُ الصاخِب العنِيد ذُو اللدغة الظَرِيفة .
أصبحَ قَلِيلَ الكلام ، كثِيرَ الغَضب .
الغَضب.... هذهِ خِصلة لم تتغيّر بهِ البتّة .

" أشعرُ بِما تراهُ تايهيونغ"
تحدّثَ أخِيراً مِما جَعلنِي انتفِضُ مِن شُرُودِي .

" تَشعُر بـِ اللونِ الأسود ؟"
" ماذَا ترى أنت؟"

" لا شيء"
" تَماماً ... أشعُر بـِ اللاشيء ، فِي قَلبِي"
كانَ يَحمِلُ الكثِيرَ داخِلهُ ، و كنتُ خيرَ صدِيقٍ للاستمِاع .
تِلك كانَت مِيّزتِي الوحِيدة بـِ النِسبة لهُ .

" لَقد كانَت .... تَمرضُ شيئاً فـ شيء ، تتداعَى قُوّتَها و يشحُب صوتَها ، حتى بسمتُها كانَت تبذُل مَجهُوداً لـِ رَسمِها ... إِشتدّ مَرضها معَ الأيّام كانَ مِن الواضِح أنّها سـ تذهب ، هيّ أخبرتنِي أنّ أُمِي و أبِي ينتظِرانِها ، و اصبحتُ رَجُلاً بالِغاً قَادِراً على الإِعتناءِ بـِ نفسهِ "

" أردتُ الصُرَاخ بـِ أنّي طِفل ، طِفلٌ يستجمِعُ شجاعته مِنهَا ، طِفلٌ وحِيدٌ دُونَها ، لكِنّ نَصائِحها و وصاياها لِي يوميّاً أخبرتنِي أنّ هذهِ الحياة ، سـ تستمرّ بُدونها أو مَعها ، رَضختُ للواقِع أخِيراً ، لَازمتُها ليلاً صَباحاً ، داويتُها و فَعلتُ ما يلزم ، استمَعتُ إِلى أنِينها المُتألّم وسطَ الليالِي القَاتِمة ، صوتُها الشاحِب تُخبِرني بـِ أنّها سـ تشتاقُ إِليّ و أن أكُونَ شخصاً جيداً ، أعتنِي بِكَ و أحمِيك ، كانَت تُحبك لـِ درجة ... لـِ درجة إِنتهاءِ وصاياها بِك "
شعرتُ بـِ أنامِلهِ البَارِدة تَمسحُ دُموعِي ،بدل أن أمسحَ دُموعهِ أنا .

" أرَادت أن تُخَبِئ مرضها عنكَ حتى لا تَقلق ، أولستَ سعِيدَ الحَظ لـِ فُقدَانك البصر ؟ أحياناً أحسدكَ على هذا تايهيونغ ، أحسدكَ على عدم رُؤية هذا العالم القَاسِي ، و حَقائِقهُ المُؤلِمة "

.
.
.
.
.
.
.
.
- يتبع.

- تهينق بريء لدرجة يرتاح للناس من عطرهم بس😭😭.

- جونغو صعبان عليا.

- سلام.

- ألّـوان || تَـايكُوك ✔.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن