- ألّـوان || تَـايكُوك ✔.

38- ألّـوان 'انفِصــال'.

-Salam.
-Enjoy.
-Vote.
-Comment.
.
.
.
.
.
.

أطَلتُ النظرَ إِلى غُرفَتِي كثِيراً ، أتبسّمُ رُغمَ دُموعِي التِي لم تجِفّ .

لقد قضِيتُ طُفولتِي و مُرَاهَقتِي فِي هذهِ الغُرفة اللطِيفة ذاتَ الجُدرَانِ سماويّة اللونِ و رُسوماتٍ طُفوليّة قبِيحة مُعَلّقة على علِيها .

سرِيرٌ أبيضٌ واسِعٌ قَلِيلاً ، خِزانة مُتوسِطة الحجمِ فِي رُكنِ الغُرفة ، و مَكتبٌ صغِيرٌ لـِ الدِرَاسة إِلى جَانِبِ السرِير .
كانَت تِلكَ الآثَاثُ القَلِيلة كَافِيّة لـِ شخصٍ أعمى .
غُرفتِي كانَت مُرَتّبة تحوي رائِحة والِدتي المُرِيحة .

" ألا تزَالُ واقِفاً ؟ لابُدّ أنّكَ مُتعَبٌ مِن السفر ، يُمكِنُكَ الجُلوسُ عزِيزي"
جَلستُ بـِ صمتٍ على سرِيري أتبعُها بـِ عينايّ .
كانَت تُغَطّي جَسدها بـِ مِنشفة بدأت تخلَعهُا لـِ ترتدِي ملابِسها .

حِينما أُسقِطَت المِنشَفة أرضاً ،كتمتُ صوتَ شَهقتِي مِما رَأيت.

كانَ مَنظراً مُخِيفاً رُؤية عِظامِ ظهرِها بارِزٌ بـِ شكلٍ رهِيب ، كأنّها عَظمٌ يكسُوها جِلدٌ و عليهِ كَدمَاتٌ أُرجوانِيّة اللون .
أُرجُوانِي؟ كرِهتُ هذا اللونِ أيضاً .

________________

كُنّا نستلقِ على السرِيرِ بـِ صمت ، أنا بينَ أحضَانِها و مُشبّثٌ بِها ، و هيّ تمسحُ على شعرِي بـِ لُطف .

كنتُ شَارِداً فِي مكَانٍ بعِيد ، شَارِداً بِما هوّ أسوأ.
أيوجدُ أسوأ مِما رَأيت؟.
رَأيتُ عَالمِي و هوّ ينهَارُ أمَامِي .
يتلاشى و يتفككُ كـ شيءٍ مُزيّفٍ ركَيكٍ كانَ ثابِتاً بـِ سذَاجتِي و عَاهتِي ، ثابِتاً بـِ كذِباتِ الناسِ المُتتالِيّة لِي و تصنعهُم الحُب و الإِهتمام .
و جلّ مَا رَأيتُ هيّ الخِيانة.

" صغِيري؟"
أفقتُ مِن شُرودِي و همهمتُ بـِ رِفق.
" سألتُكَ كيفَ كانَت العُطلة ؟ لكِنّك لم تسمعنِي"

" آسِفٌ أُمّي ،إِنّها جمِيلةٌ بـِ حقّ ، جِين و عَائِلتهُ لُطفَاءَ معِي كثِيراً .. العَاصِمة جمِيلة"

" لم يُضَايقكَ أحدُهم؟"
" أبداً"

رفعتُ رَأسِي لـِ النظرِ إِلى وجهها عن قُرب .

" ماذا عنكِ أُمّي ، أنتِ بخير؟"
كانَ الجوابُ واضِحاً جِداً ، واضِحاً و لكن ليسَ لـِ أعمى .

" أجل صغِيري ، إِشتقتُ إِليكَ فقط"
كلّا ليسَ فقط ، عيناكِ تصرُخ بـِ لا ، عيناكِ تَفِيضُ بـِ الدُموعِ الخرسَاءِ حتى لا أشعُرَ بِها .
وجهكِ شَاحِبٌ جِدّاً و جسدكِ مُزرٍ ، أينَ الخيرُ فِي هذا.