1

138K 481 70
                                    

الجميع في الكلية كانوا يتحدثون عن رحلة (دهب) .. رحلة نظمها البعض للاسترخاء والراحة بعد عناء الامتحانات..
لم تكن (هند) مهتمة كثيرا .. كان يكفيها للاسترخاء جلسة صامتة بكتاب وكوب من القهوة، لا أكثر
ولكن الحماس مرض معدي .. حين يتحمس من حولك لأمر ما، تجد نفسك بشكل تلقائي تتحمس له .. هكذا وجدت أن رحلة دهب تشغل تفكيرها ..
المصاريف ليست مشكلة، مصروفها سيكفي ويزيد، خصوصا أن منظمي الرحلة اختاروا مكان المبيت ليكون معسكرا (كامب) .. مكان بسيط في أحضان الطبيعة -كما يقولون-
هذه (الكامبات) رخيصة الثمن، كمان أن الطعام والانتقالات في دهب في نفس مستوى القاهرة، وربما أرخص..
بالطبع هذه التفاصيل لن تشغل عقول زملائها في الكلية.. مصاريف الكلية وحدها تتخطى المائة ألف في الفصل الدراسي الواحد، فما قيمة ألف أو ألفين في رحلة..
أهلها أيضا ميسورو الحال.. المال ليس بمشكلة كبيرة، ولكنها تعلمت الاقتصاد في النفقات من والدتها، تعرف كيف توجّه كل جنيه ليستقر في أفضل موضع له..
ف الحقيقة تعلمت أيضا الكثير منها .. تعلمت منها الثقة في النفس، ألا تتأثر بما يفعله الاخرون.. تعلمت منها القدرة على الإقناع، فقط شاهدها وهي تقنع زميلاتها بالتبرع للملجأ القابع على رأس شارعها.. تعلمت منها الالتزام، حافظت على ارتداء غطاء الرأس (الإيشارب) والملابس الطويلة -فالأناقة لا تتعارض مع الحشمة-، كانت قاطعة برفض اي محاولة للارتباط او التودد الزائد من زملائها الذكور، رافضة تماما للكحوليات وحفلات السهر التي يقيمها بعض زملائهم.. بالطبع لم تكن تواظب على الصلوات الخمس وقراءة القرآن كل يوم، ولكنها تصبّر نفسها بأنها على الطريق، خصوصا بالمقارنة بمن حولها الذين لا يحاولون حتى..

قررت ان تحجز في الرحلة ..
عندما ذهبت لتسجيل اسمها كتبت المسئولة عن الحجز اسمها وبعدما عدت النقود نظرت لها وقالت لها "هذا حساب شخص واحد فقط!" .. فابتسمت هند لها في سخرية وقالت "نعم، أنا هذا الشخص" .. نظرت لها المسئولة في تساؤل وفتحت فمها لتقول شيئا، ثم أغلقته وهزت كتفيها وسجلت اسمها..

موقفا لم تفهمه وقتها، ولكنها فهمته فيما بعد..

أنثى وسمكة +١٨ {نصف مليون مشاهدة}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن