أنظر في المرآة مرة أخيرة .. كنت أظن انني لن استخدم اي مكياچ خلال الرحلة، ولكن لم لا، ما المشكلة في ان يبدو المرء جميلا ولو لمرة؟
طرقات على الباب .. اثبت غطاء رأسي ثم اذهب لافتح.. بول مبتسما ويحمل كيسا ضخما و يقول: أحضرت فشارا..
ابتسم له أنا ايضا واتنحى ليدخل..
اقول له ضاحكة: موتورولا .. مواعيدك دقيقة..
يضحك هو أيضا ويقول: بالمناسبة .. سأحاول ألا أنام في النصف ساعة الأولى للفيلم
انظر له في غيظ مفتعل واقول: سأترك اختيار الفيلم لك هذه المرة .. إن نمت فهي مشكلتك إذاّ
يجلس على الارض .. أجلس بجواره .. اضع الحاسب على الارض .. افتح له مجلد الافلام .. واشير له ان يختار .. ضيق عينيه في تركيز ..
قال لي: أنت تفضلين النوع الرومانسي والتاريخي .. ما رأيك في هذا؟ رومانسي وتاريخي .. لم اره من قبل أيضا ولكني قرأت انه جيد برغم عدم نجاحه في شباك التذاكر..هززت رأسي موافقة .. اتمنى ان يكون فيلما جيدا..
يفتح كيس الفشار .. أضغط على زر بدء الفيلم..كان فيلما يدور في حقبة خاصة من تاريخ هولندا.. القرن السابع عشر .. في هذه الفترة كان هناك هوس بشراء زهور التيوليب، وكانت لها ما يشبه البورصة .. كل يوم بسعر مختلف..
وسط هذا كانت البطلة الشابة متزوجة من شيخ عجوز.. العجوز برغم طيبته لم يكن يستطيع إسعاد الزوجة او ربما لم يهتم .. تأخذ الاحداث منحنى مختلفا عندما يظهر رسام شاب استأجره الزوج لرسم لوحة لهم..منذ ظهور هذا الرسام وانا اشعر انه بول بشكل اخر .. لم يكن يشبه في الشكل ولكنه كان يشع نفس الحماس ويتكلم بنفس البساطة..
ألتفت لبول بطرف عيني واقارن في سري بينه وبين هذا الرسام .. الفرق كان ضئيلا جدا..التوتر الذي بدأت تشعر به الزوجة في حضور الرسام ينتقل إلي.. خصوصا عندما اخذ بعض الفشار من الكيس فتلمس يدي يده بالصدفة.. خصوصا وهو يعدّل في جلسته ليريح ظهره فيلتصق فخذانا للحظات..
الزوجة لا تطيق وجود الفنان.. انه يذكرها بكل ما لا تملكه.. يذكرها بأنها ليست متاع.. يذكرها بأنها مازالت شابة صغيرة .. بأنها مازالت انسانة .. بأنها مازالت انثى.. .. بول أيضا يذكرني بكل هذا..
أهز رأسي بقوة لأنفض هذه الافكار المخيفة..بول ينظر لي في تعجب..
ابتلع ريقي واقول: لا لا شئ..
يرفع حاجباه ويمط شفتيه متعجبا ويواصل المشاهدة .. يبدو انه يراني معتوهة الان..
هل الجو حار؟ ام انا اتوهم؟النظرة التي ينظر بها الرسام للزوجة .. أليست هذه نظرة بول لي قبل ان... قبل ان يقبلني؟
لا اراديا اهز رأسي مرة اخرى..هذه المرة نظر لي وهو يكتم ابتسامة ..
اقول له مبررة: خاطر سخيف .. أعتدت ان اهز رأسي لاطرد الافكار السخيفة..يقول وهو ينظر لي .. بذات النظرة: ما هو؟
اشيح عيني واتظاهر بمتابعة الفيلم: شئ بلا معنى .. ليس مهما..
يهز كتفيه ويكمل متابعة الفيلم..
البطلة تذهب للبطل في بيته .. تقول بأنها أتت لأجل اللوحة.. هي تعرف ان هذا ليس سبب مجيئها .. هو يعرف ان هذا ليس سبب مجيئها..
هنا لا يعود الفيلم فيلما عاديا.. البطل يجرد البطلة من ملابسها .. رويدا رويدا ..
ربما اكون مخطئة، ولكنني اشعر ان بول ينظر لي بطرف عينه .. او ربما اتوهم..البطل أيضا يخلع ملابسه .. هل لا يزال بول ينظر إلي؟
البطلان في الفراش، التفت بشكل خفيف إلى بول لأجده بالفعل ينظر لي .. نشيح نحن الاثنين نظرنا بسرعة الئ الفيلم .. لم اشعر بالخجل والاحراج لهذه الدرجة من قبل..
البطلان يمارسان ال... .. لا اعرف هل يجب ان أقدم سريان الفيلم لنتخطى هذا المشهد؟ .. هل سيظن بول أنني طفلة إن فعلت ذلك؟ .. لم أجرؤ..
البطلة تشهق وتتأوه.. هل الموضوع ممتع لهذا الحد؟ .. ام ان هذا مجرد تمثيل لا اكثر؟ .. أهز رأسي مرة اخرى..نظرت له وفتحت فمي لأبرر مرة أخرى ، ولكنه لم يكن متهكما .. كان ينظر لي في صمت بعينيه الواسعتين ، ثم يديرهما للفيلم مرة أخرى في حرج..
لأول مرة لم يبد أنه بالثقة اللامبالية المعتادة.. أشعر بمزيج عجيب من الاشفاق والراحة..احاول متابعة الفيلم.. ولكن نظرته الاخيرة لي تغمرني بشعور لا اعرف ما هو.. ليس فقط نظرته.. وجوده الان بجواري أصبح غير مريح.. وكأنه يشع نوعا من الطاقة في الجو.. شعرت وكأن آلاف الدبابيس الصغيرة تنتشر في انحاء جسدي.. تبخر شعور الراحة وحل مكانه القلق فجأة..
البطلان في الفراش مرة أخرى .. بول يعتدل في جلسته مرة اخرى .. يظل فخذه ملتصقا بفخذي ولا يبعده ككل مرة.. كل مكان في جسدي مبتل بالعرق.. ما عدا حلقي فهو جاف تماما..
انظر له بطرف عيني فأجده ينظر لي بطرف عينه .. لم نبعد عينانا بسرعة كالعادة، ربما تأخرنا ثانية او اثنتين هذه المرة.. أجاهد للتركيز في احداث الفيلم..
البطل يريد ان يرسم البطلة عارية.. البطلة ترفض لخوفها من ان تتسرب الصورة .. البطل يمسك بيديها ويطمئنها .. فخذي يرتجف قليلا .. بول يمد يده ويمسك بيدي دون ان ينظر لي ودون ان انظر له.. عينانا معلقة بشاشة الحاسب.. يتوقف فخذي عن الارتجاف..
البطل والبطلة يقبلان بعضهما بقوة .. قلبي يدق بأسرع ما يمكن .. كفي يعتصر كف بول بشكل تلقائي .. اشعر به ينظر لي .. يوقف الفيلم بيده الاخرى .. لا ازال انظر في اتجاه الشاشة المتوقفة .. لا يقول أي شيء .. فقط ينظر لي..
بعد مدة اقول: بول .. أنا خائفة
يبتسم في إشفاق ويقول: اعرف .. وانا كذلك..
اقول بصوت مرتجف: انها .. انها المرة الاولى لي..
يقول بذات النبرة: هي مرتي الأولى أيضا..
انظر له في دهشة واقول: حقا؟
يومئ برأسه في خجل..
ينظر لي في حنان ويقول: لا تقلقي .. سنسير خطوة بخطوة ..
ثم يسألني: هل تثقين بي؟
كدت اصيح: بالتأكيد .. ولكنني اكتفي بهز رأسي أن نعم..ينهض ويطفئ نور الغرفة ثم يعود ويجلس على الأرض في مواجهتي.. ويقول: إذاً .. دعيني أقول لك ماذا سنفعل..
أنت تقرأ
أنثى وسمكة +١٨ {نصف مليون مشاهدة}
Romanceفتاة وحيدة وشاب أجنبي يستكشفان سويا الطريق لعالم الرغبة والمتعة